أعلن البرلمان الإيراني اليوم الأربعاء 1–6–2011 أن إعلان أحمدي نجاد نفسه مشرفاً على وزارة النفط بعد إقالة وزيرها مؤخرا يتناقض مع الدستور وأن البرلمان سيحيل القضية الى القضاء. وقال علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني بعد موافقة 165 نائباً على تقرير لجنة الطاقة بشأن تولي نجاد الإشراف على الوزارة "طبقا للدستور سيرفع البرلمان مخالفة الرئيس الى القضاء للبت في الموضوع". وكان أحمدي نجاد قد أعلن الشهر الماضي عن دمج وزارة الطرق مع وزارة الإسكان ووزارة الطاقة مع وزارة النفط ووزارة الصناعة مع وزارة التجارة ووزارة الرفاه مع وزارة العمل لكنه واجه معارضة كبيرة من البرلمان ومجلس صيانة الدستور المعني بفض الخلافات بين الحكومة والبرلمان ذلك أن الدستور ينص على مداولة هذه التغييرات في البرلمان.
وبينما قام أحمدي نجاد بتعيين مشرفين على الوزارات الجديدة أعلن عن تسمية نفسه مشرفا على وزارة النفط ما اعتُبر مخالفة واضحة للدستور الذي حدد صلاحيات رئيس الجمهورية. وفي وقت سابق كشف نائب رئيس البرلمان الإيراني محمد رضا باهونار أن مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي عارض بشدة نية أحمدي نجاد دمج الوزارات وتقليص عددها لتصبح 17 حقيبة. وقال باهونار إن أحمدي نجاد طلب من مرشد الجمهورية الإيرانية توضيحا فيما إذا كانت معارضته لدمج الوزارات "حكما حكوميا" أو توجيها عاما. وقال المصدر البرلماني إن خامنئي أنذر الرئيس بالامتثال لتعليمات مجلس صيانة الدستور لكن أحمدي نجاد عاد وسأله: "هل هذا حكم حكومي؟". ورد عليه المرشد الأعلى بقوله: "هذا الاجتماع حكومي ومن مهام القائد تنظيم العلاقات بين السلطات المختلفة لكن ما ذكرته هو ما ينص عليه القانون ولم يكن حكما حكوميا". ويطلق "الحكم الحكومي" في إيران على الأوامر التي يصدرها مرشد الجمهورية الإيرانية خارج الإطار الدستوري المتبع في البلاد وبشكل طارئ. وظهرت الخلافات في رأس هرم السلطة في البلاد بعد ما انسحب أحمدي نجاد من الحياة السياسية لعشرة أيام في نهاية أبريل احتجاجا على حق النقض الذي استخدمه آية الله علي خامنئي ضد إقالة وزير الاستخبارات حيدر مصلحي. وأدى هذا التمرد الى أزمة سياسية خطيرة داخل معسكر المحافظين واتهم المتشددون من رجال الدين بعض المقربين من أحمدي نجاد وعلى رأسهم رئيس مكتبه سابقا اسفنديار رحيم مشائي باستغلال الأموال العامة لحشد طاقاتهم للفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة. واعتقل الأمن الإيراني خلال الأيام الماضية عددا من المقربين من مشائي وتنشر وسائل الإعلام الإيرانية باستمرار تقارير حول أنصار مشائي الذي بات يعرف في أوساطهم برئيس "التيار المنحرف". دبي – هادي الطرفي-العربية