أكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن موسكو دعت منذ بداية الأزمة في سورية إلى وقف العنف فوراً والبدء بالحوار. وقال لافروف «إنه لا يرى خلافات جدية بين موسكوولندن فيما يتعلق بالهدف النهائي في سورية» مشيراً إلى أن كلا «البلدين يرغب في أن تكون سورية ديمقراطية وموحدة وأن يقرر السوريون مصيرهم بأنفسهم وأن تحترم حقوق الأقليات» وأضاف لافروف أن «موسكو كانت منذ بداية الأزمة متمسكة بهذا الموقف ودعت إلى وقف العنف فورا وبدء الحوار» لافتا إلى أن جميع القوى الخارجية أيدت ذلك في مؤتمر جنيف في 30 حزيران الماضي وأن بلاده متمسكة من جديد بمبادئ بيان جنيف وهي لا تشارك في لعبة تغيير الأنظمة. وقال وزير الخارجية الروسي إن «بلاده لا تشارك في لعبة تغيير الأنظمة وهي متمسكة بحل الأزمة في سورية وفق بيان جنيف وتعارض التدخل في نزاعات داخلية ويعتبر ذلك موقفا مبدئيا لموسكو وإذا أردنا إنقاذ أرواح الناس.. ما يعتبر كما قلت أولوية بالنسبة إلى روسيا.. فيعني ذلك أنه يجب التخلي عن الشروط المسبقة وجعل الأطراف المتنازعة تجلس إلى طاولة الحوار» داعيا إلى الحوار بين جميع الأطراف في سورية. معرباُ عن قناعته بضرورة حث الجميع على الحوار لافتا إلى أنه ناقش هذه القضية ذاتها مع نظيره الأمريكي جون كيري وينوي مناقشتها في لقائه المقبل مع وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ. وحذر لافروف من أن «إراقة الدماء في سورية ستستمر ما لم تتعاون القوى الخارجية وتؤكد الأطراف كافة أنها لا تريد حلا عسكريا وسقوط مدنيين سوريين». وأشار لافروف إلى أن اجتماع جنيف الذي عقد في حزيران الماضي شهد طرح مسألة تحويل الوضع في سورية إلى المجرى السياسي. وأضاف.. «أردنا إدراك كيفية فعل ذلك أخذا بالحسبان تزويد «المعارضة السورية» بالأسلحة كما أردنا الاتفاق على طرق متابعة تلك التوريدات». وتابع أن إيجاد رد على هذا السؤال يتيح التفكير في خطوات تحويل النزاع إلى المجرى السياسي و»لكننا لم نجد حلا إلى حد الآن». وجدد لافروف التأكيد بأن السوريين فقط يحلون مسألة مصير الدولة السورية ورحيل رئيسها أو بقائه. وقال..»نحن نعارض أي شروط مسبقة لوقف العنف وإطلاق الحوار كما إننا مقتنعون بأن المهمة الأولى تتمثل في إنقاذ أرواح الناس. وإذا قال أحد إن الرئيس بشار الأسد يجب أن يرحل أو لا فيعني ذلك أنه يقصد هدفا آخر غير إنقاذ الناس» مشيرا إلى أن الرئيس الأسد يستعد لبحث كل المسائل مع السوريين وكل من اتصل به فهم أنه لا يراوغ ولا يخدع». وقال..»لسنا من يجب أن يتخذ قرارا بشأن شخص يتولى رئاسة دولة بل السوريون أنفسهم يجب أن يقرروا ذلك». من جانب آخر جدد وزير الخارجية الروسي التأكيد بأن روسيا تورد إلى سورية أسلحة دفاعية فقط وتعتبر ضرورية ضد عدوان خارجي ولا يمكن أن تستخدم بالداخل لافتا إلى أن توريد هذه الأسلحة يتم بموجب اتفاقيات موقعة بين روسيا وسورية. وقال..»إننا لم نخرق أي اتفاقيات دولية». وتحدث وزير الخارجية الروسي عن وجود بعض المكونات البناءة في موقف ائتلاف الدوحة الذي أبدى زعيمه اهتمامه بالحوار مشيرا إلى أن الحكومة السورية أكدت أيضا استعدادها للحوار بما في ذلك مع أولئك الذي يحاربون في سورية معربا عن قناعته بضرورة حث الطرفين للحوار. وعن الأوضاع في مالي أشار لافروف إلى أن بلاده تدعم مكافحة القوات الفرنسية للمجموعات المسلحة في مالي مضيفا «إن هذه المجموعات مرتبطة بالمسلحين الليبيين الذين تلقوا مساعدات خارجية». ووصف الاجتماع الروسي البريطاني المرتقب بأن صيغته مريحة جدا وتسمح للوزراء بمناقشة قضايا مختلفة من كل النواحي السياسية والعسكرية والإنسانية والاجتماعية. وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن تطورات ما يسمى بالربيع العربي ستتصدر جدول أعمال اجتماع الحوار الروسي البريطاني الاستراتيجي على مستوى وزراء الخارجية والدفاع في البلدين الذي سيعقد في لندن في 13 آذار الجاري.