حذر رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرة من "النتائج الكارثية" التي يسفر عنها استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية في وقت صرح فيه الموفد الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بأن الاجتماع الذي جمعه مع وزيري خارجية الولاياتالمتحدة وروسيا اتفق على ضرورة العمل لإخراج سوريا من الوضع الخطير الذي تعيشه. وقال صبرة في كلمة خلال زيارته لباريس إن "النظام لن يتورع عن استخدام هذه الفظائع وهو يقترب من نهايته المحتومة من موقع العداء للشعب ولسجله في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". وطالب العالم بمواجهة النظام "ومنعه من ارتكاب هذه الجريمة"، مشيرا إلى أن ذلك لن يتحقق إلا بموقف دولي حاسم قبل استخدامه لهذا السلاح لا بعده. وحذر صبرة من أن آثار استخدم هذا السلاح لن تقتصر على سوريا فحسب وإنما كل منظومة الأمن العالمي. خطة طوارئ ومن جهته قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورر إن اللجنة تجري اتصالات بالحكومة السورية بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية المحظور استخدامها بموجب القانون الدولي. وبحسب المتحدثة باسمه فإن اللجنة على علم بالتقارير الخاصة بإمكانات الأسلحة الكيميائية التي لدى سوريا، مشيرة إلى أن اللجنة تحاول استكمال المعلومات بشأن تلك المواد الكيميائية وظروف استخدامها. وذكرت اللجنة أنها تعكف على خطط طوارئ تحسبا لاستخدام أي أسلحة كيميائية لحماية ما يقرب من مائة من موظفي الإغاثة، إلا أنها أكدت أنها تركز على الاحتياجات الأوسع نطاقا للسكان المدنيين. وصرح رئيس اللجنة لشؤون العمليات للصحفيين ريغيس سافيوز بأنه "إذا ما حدث شيء بشأن الأسلحة الكيميائية فأظن أن علينا بادئ ذي بدء توجيه الاهتمام لموظفينا، نحن ملتزمون ببذل قصارى جهدنا ونعمل على خطط طوارئ في المنطقة". ومن جهته اعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير أن من يتحدثون عن احتمال استخدام السلاح الكيميائي في سوريا "يضمرون أهدافا مشؤومة"، واعتبر أن سوريا تجاوزت الأزمة الأمنية وليست بحاجة إلى استخدام السلاح الكيميائي. إستراتيجية أميركية ووسط تقارير عن أن الوضع في سوريا يتجه إلى نقطة الحسم وأن النظام قد يلجأ إلى استخدام مخزوناته من الأسلحة الكيميائية كملاذ أخير تسابق الولاياتالمتحدة الزمن لتضع اللمسات الأخيرة لعناصر إستراتيجيتها الخاصة بسوريا وتتضمن خطوات جديدة لتشكيل وتعزيز المعارضة. وفي هذا الإطار ستجتمع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع ممثلين عن المعارضة في مدينة مراكش المغربية الأسبوع المقبل، ومن المتوقع أن تعلن اعتراف الولاياتالمتحدة بالائتلاف الجديد باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري في اعتراف رمزي بكيان تأمل الولاياتالمتحدة أن يتحول إلى حكومة انتقالية. ومن المتوقع أيضا أن تعرض واشنطن تقديم المزيد من المساعدات غير القتالية للمعارضة في حين تدرج إحدى الجماعات المقاتلة وهي جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة على قائمتها للمنظمات الإرهابية. أحوال النازحين وبدوره صرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال زيارته لمخيم الصالحة للاجئين السوريين في تركيا إن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية سيكون "جريمة مشينة". ووصل بان إلى تركيا بعد زيارة قصيرة لمخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن عبر فيها عن صدمته لأوضاع اللاجئين، وقال إن ردّ الحكومة السورية بالقوة لا يتناسب مع تطلع المواطنين للحرية والكرامة. وقد ناشد بان في نهاية الزيارة المجتمع الدولي بتقديم مساعدات عاجلة للاجئين السوريين وللدول التي تستضيفهم، مشيرا إلى أن ما تم تقديمه حتى الآن لا يلبي نصف الاحتياجات الضرورية للاجئين. اجتماع دبلن من جهة أخرى صرح المبعوث الدولي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بأن الاجتماع الذي جمعه مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في دبلن اتفق على أن الوضع في سوريا "سيئ جدا جدا جدا". وقال الإبراهيمي إن المجتمعين بحثوا "سبل التوصل لإبعاد سوريا عن شفير الهاوية"، وهي محادثات وصفها مسؤول في الخارجية الأميركية بأنها كانت "بناءة". وأوضح هذا المسؤول أن "الخطوة التالية ستكون اجتماعا في الأيام القليلة القادمة بين الإبراهيمي ومسؤولين كبار من الولاياتالمتحدة وروسيا لمناقشة تفاصيل المضي قدما بهذا الجهد". وأوضح الإبراهيمي أنه وكلينتون ولافروف اتفقوا على وضع عملية سلام على أساس اتفاقية جنيف التي تم التوصل إليها برعاية الموفد الدولي والعربي السابق كوفي أنان. اخبارية نت – الجزيرة نت