دعت فرنسا إلى وضع خطة السلام للمبعوث الأممي العربي كوفي أنان تحت الفصل السابع لميثاق الأممالمتحدة، ووصفت الوضع في سوريا بأنه "حرب أهلية"، واعتبرت بريطانيا أن سوريا "على وشك الانهيار". وفي المقابل نفت سوريا هذه الأوصاف، وقالت إيران إنها ستساعد روسيا في حل الأزمة السورية، ودافعت روسيا عن مبيعاتها من الأسلحة لسوريا. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم الأربعاء إن فرنسا ستقترح أن تكون خطة السلام التي وضعها مبعوث الأممالمتحدة كوفي أنان بخصوص سوريا ملزمة من خلال استخدام الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة واصفا الصراع هناك بأنه "حرب أهلية". وقال فابيوس في مؤتمر صحفي "ينبغي اللجوء إلى الفصل السابع لجعل بنود خطة أنان إلزامية"، وأضاف "نعمل في هذا الاتجاه ونأمل اتخاذ هذا الإجراء سريعا". وأبدى أمله في أن توافق روسيا على استخدام الفصل السابع الذي يسمح باستخدام القوة، وقال إن فرض منطقة حظر جوي يمثل خيارا آخر تحت الدراسة. وأضاف أن فرنسا ستقترح تشديد العقوبات على سوريا في الاجتماع القادم لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، داعيا المجتمع الدولي إلى ضرورة أن يعد قائمة بالمسؤولين العسكريين من الصف الثاني الذين ينبغي إخضاعهم للملاحقة القضائية الدولية إلى جانب الرئيس بشار الأسد وأفراد الدائرة المحيطة به مباشرة. وفي السياق نفسه، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اليوم إن سوريا "على شفا الانهيار" وإنه سيجري محادثات عاجلة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف يوم الخميس لإقناع روسيا باستخدام نفوذها لدى الحكومة السورية لتنفيذ خطة أنان. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد حددت منتصف يوليو/تموز المقبل ك"حد أقصى" لنجاح خطة السلام المتعثرة التي اقترحها أنان. لافروف (يمين) دافع عن بيع بلاده أسلحة لسوريا وصالحي وعد بدعم روسيا لحل الأزمة السورية (الفرنسية) إيرانوروسيا وفي سياق آخر، قالت إيران على لسان وزير خارجيتها على أكبر صالحي إن إيران ستدعم محاولات موسكو لإنهاء الأزمة في سوريا، التي تشمل خططا لاستضافة مباحثات بشأن الصراع. وقال وزير الخارجية الإيراني في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي يزور طهران حاليا "نأمل أن يمثل المؤتمر السوري المقرر عقده في روسيا فرصة لدعم خطط أنان ونحن عازمون على مساعدة روسيا في هذا الشأن". وفي المؤتمر الصحفي، دافع لافروف عن مبيعات بلاده من الأسلحة لسوريا، واتهم الولاياتالمتحدة بتسليح المعارضة لمحاربة الحكومة السورية، وقال "نحن لا ننتهك أي قانون دولي بإبرام هذه العقود". وقال لافروف إن موقف روسيا يستند إلى بواعث قلق على الشعب السوري وعلى سيادة الأراضي السورية وليس إلى تفضيل شخصي للأسد، وأضاف "أعلنت مرارا أن موقفنا لا يستند إلى دعم بشار الأسد أو أي شخص آخر. إننا لا نريد أن نرى سوريا تتفكك". وتأتي تصريحات لافروف بعدما تحدثت كلينتون الثلاثاء عن معلومات تتهم روسيا بإرسال شحنة من المروحيات في الآونة الأخيرة إلى سوريا. وقالت كلينتون إن الولاياتالمتحدة قلقة من معلومات تحدثت عن إرسال مروحيات هجومية روسية إلى سوريا، متهمة موسكو بالكذب في شأن عمليات تسليم الأسلحة. وأضافت كلينتون أمام مجموعة باحثين في واشنطن: "إننا قلقون بشأن آخر معلومات لدينا تشير إلى أن مروحيات هجومية في طريقها من روسيا إلى سوريا، من شأنها أن تصعد النزاع بشكل مأساوي". رغم قصف الجيش السوري المتواصل للمدن والأحياء ترفض الأطراف السورية وصف ما يجري بأنه حرب أهلية (الجزيرة) لا حرب أهلية وردا على إعلان قائد عمليات حفظ السلام بالأممالمتحدة هيرفيه لادسو أن سوريا دخلت حربا أهلية كاملة، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إنها ترفض وصف الأممالمتحدة للوضع بأنه "حرب أهلية"، تماما كما نفت ذلك السلطات الرسمية. ومن جانبها رفضت الخارجية السورية وصف ما تشهده البلاد بالحرب الأهلية، واعتبرته كفاحا لاستئصال ما وصفته "بالإرهاب". وقال بيان للخارجية السورية اليوم إن سوريا "لا تشهد حربا أهلية بل تشهد كفاحا لاستئصال آفة الإرهاب ومواجهة القتل والخطف وغيرها من الجرائم الوحشية التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة". وكان قائد عمليات حفظ السلام بالأممالمتحدة هيرفيه لادسو قد أعلن أن سوريا دخلت حربا أهلية كاملة بعد 15 شهرا من انطلاق الانتفاضة الشعبية المطالبة بإسقاط النظام، حيث تحاول حكومة دمشق استعادة السيطرة على مساحات واسعة من البلاد وعلى المدن التي سيطرت عليها المعارضة. وردا على سؤال عن كونه يظن أن سوريا دخلت مرحلة الحرب الأهلية، قال لادسو "نعم أظن أنه يمكننا قول ذلك، من الواضح أن ما يجري هو أن حكومة سوريا فقدت السيطرة على أنحاء واسعة من أراضيها، على مدن عدة، لصالح المعارضة، وهي تحاول استعادة السيطرة عليها". وأشار قائد عمليات حفظ السلام في تصريحات للصحفيين في نيويورك أمس إلى "ارتفاع هائل" في وتيرة العنف مما يشير لتغير في طبيعة النزاع، موضحا أنه "بات لدينا الآن تأكيد بشأن استخدام مروحيات عسكرية هجومية يتسع وليس دبابات ومدفعية فقط". اخبارية نت – الجزيرة نت