قتل 23 شخصا في سوريا اليوم برصاص القوات الحكومية، وتحدث الناشطون عن مقتل عائلة بأكملها في حماة. واتهم محققون دوليون الجيش السوري النظامي بإبادة عائلات وتعذيب أطفال. يأتي ذلك بينما شنت صحيفة حكومية هجوما ضد المراقبين الدوليين وقالت إن لديهم "أجندة سرية يريدون توظيفها ضد دور السلطات الممانع والمقاوم". فقد قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 23 شخصا قتلوا اليوم في مدن عدة، بينهم ثلاثة في قصف مدفعي على أحياء في مدينة حمص. وقالت الهيئة إن أربعة من القتلى تمت تصفيتهم بعد الاعتقال. كما أكدت لجان التنسيق المحلية أن معظم القتلى من جبل الزاوية في إدلب. وتحدثت الهيئة عن مقتل ستة أفراد من عائلة واحدة في حماة وهم أم وأطفالها الخمسة الذين تتراوح أعمارهم بين أربعة أشهر وتسع سنوات. وقالت الهيئة في بيان وثقت فيه أسماء الضحايا إن "مجزرة جديدة" جديدة وقعت على أيدي قوات الأمن والشبيحة "التي قامت باختطاف هذه العائلة أثناء عودتها من الغاب إلى حماة قبل يومين، واليوم تم العثور عليهم في مصياف وقد قضوا ذبحا بالسكاكين". من جهة أخرى، بث ناشطون صورا على شبكة الإنترنت قالوا إنها تظهر تعرض حي جوبر بمدينة حمص لقصف مدفعي عشوائي صباح اليوم, وصفه الناشطون بأنه الأعنف منذ عدة أيام. وقالت الهيئة العامة للثورة إن الجيش النظامي اقتحم دير بعلبة بحمص وقام بحملة اعتقالات كبيرة وإطلاق نار كثيف أدى لوقوع إصابات. دهم وانتشار وفي العاصمة السورية قال الناشطون إن قوات الأمن اقتحمت حي التضامن وشنت حملة دهم واعتقالات. وتشهد مناطق المهاجرين وأبو رمانة والمالكي بدمشق انتشارا أمنيا مكثفا -خصوصا في الطرق المؤدية إلى مبنى البرلمان- ورصد تحليق مروحي متكرر في سماء العاصمة. وأفاد ناشطون سوريون بمقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف من قوات الجيش النظامي استهدف مدينة دوما بريف دمشق. وشهدت الزبداني إطلاق نار كثيفا جدا ووقوع العديد من الإصابات. أما حرستا فاقتحمت قوات النظام مدرسة ثانوية للإناث خلال الامتحانات واعتقلت 18 طالبة وفق بيان الهيئة العامة. كما تعرضت مدينة الحراك في محافظة درعا لقصف سقط فيه عدد من الجرحى وذلك إثر انشقاق بصفوف قوات الجيش النظامي. كما شهدت درعا البلد إطلاق نار كثيفا من رشاشات قوات النظام على الحواجز وذلك على إثر انشقاق بعض عناصر الجيش وفق الهيئة العامة. وأشار الناشطون إلى سقوط جرحى بقصف من قوات النظام على مدينة الرستن في حمص وأحياء في مدينة حماة. كما تعرضت قرى جبل الأكراد في ريف اللاذقية لقصف مماثل. كما سُمع دوي إطلاق نار وأصوات انفجارات ترافقت مع انتشار أمني وحملة اعتقالات بمنطقة الحسة بريف اللاذقية. اتهام أممي وعلى صعيد متصل، قال تقرير جديد للجنة التحقيق بشأن سوريا المكلفة من مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة إنّ قوات الجيش وأجهزة الأمن النظامية ترتكب معظم الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان. كما اتّهمت الحكومة بمواصلة ممارسة التعذيب ضد المواطنين بمن فيهم الأطفال دون العاشرة. وأضاف التقرير -الذي يرصد الفترة ما بين مارس/ آذار ومايو/ أيار العام الجاري- أنّ الانتهاكات كانت في إطار عمليات عسكرية أو عمليات تفتيش جرت في مواقع يعرف عنها أنّها تؤوي منشقين أو مسلحين. وخلص المحقّقون إلى أنّ الجيش النظامي وعناصر الجيش السوري الحر يرتكبون انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان رغم وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ منذ ستّة أسابيع. " قال تقرير أممي جديد إنّ قوات الجيش وأجهزة الأمن النظامية ترتكب معظم الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، واتّهم الحكومة بمواصلة ممارسة التعذيب ضد المواطنين بمن فيهم الأطفال دون العاشرة " وكان تقرير سنوي لمنظمة العفو الدولية قد أشار للانتهاكات التي ارتكبتها القوات السورية بحق المحتجين المطالبين بالحرية، قد ترقى لمستوى جرائم ضد الإنسانية. وتحدث التقرير عن اتساع نطاق التعذيب والقتل في المعتقلات السورية، واستخدام القناصة في قتل المدنيين. كما تحدث عن تواصل انتهاك حقوق الإنسان بعدد من بلدان الشرق الأوسط ودول العالم الأخرى. أجندة سرية وفي السياق، اتهمت صحيفة "الثورة" المملوكة للحكومة فريق المراقبين الدوليين "ومن يقف خلفهم" بأن لديهم "أجندة سرية يريدون توظيفها ضد دور السلطات الممانع والمقاوم". وقالت الصحيفة بافتتاحيتها اليوم الخميس "بدأ العالم يتلمس وبوضوح الحقائق التي أعلنتها سوريا منذ بدء مهمة المبعوث الدولي كوفي أنان، حين أكدت أن أخطر ما يهدد مهمته هو المسلحون وداعموهم.. وأصعب ما يواجهها النيات المبيتة وربما الأجندة السرية لكثير من الدول والأطراف والقوى التي تريد توظيف هذه المهمة لأغراض سياسية انتقامية تستهدف سوريا ودورها". وفي محاولة استباقية لتقرير أنان المقرر أن يقدمه لمجلس الأمن قريبا، قالت "الثورة" التي تنطق بلسان السلطات "بغض النظر عن محتوى التقرير واتجاهه والمعطيات التي سيخرج بها، فإن الأمر الذي لا يمكن إنكاره أو تجاهله سواء ورد أم لم يرد أن هناك من يعمل على عرقلة المهمة، بل هناك خطر داهم يهدد عمل المراقبين يتمثل في تلك المواقف". واستطردت الصحيفة "ومثلما كان الإرهاب والإرهابيون خطرا فعليا لمسه المراقبون عن كثب وتعرفوا عليه مباشرة، فإن مواقف تلك القوى داخل مجلس الأمن لا تقل خطورة بل من ناحية المسؤولية تفوقه". اخبارية نت نقلا عن الجزيرة نت