تستطيع ان تقول : (عام الفيل)و (عام الحزن)و (عام الوفود)و (عام فتح مكة). لكنك لا تستطيع ان تقول: (سنة الفيل )و لا (سنة الحزن)و لا (سنة الوفود )و لا (سنة فتح مكة) تستطيع أن تقول سنة 2008 ميلاديا و 1429 هجريا و لا تستطيع ان تقول عام 2008 او عام 1429 . ....ستقول لى : (لا ، بل استطيع)، ساقول لك : ( إن ذلك من الاخطاء الشائعة التى تربينا عليها ، و التي يقع فيعا المثقفون قبل العوام ! و الصواب : انك اذا ذكرت السنة و حددتها(ذكرت الرقم) ، فانك لا بد ان تقول : (سنة) ، و لا يجوز ان تقول: (عام) ، و انظر في كتب التاريخ الاسلامى كلها و أتحداك ان تجد فيها (عام كذا بذكر الرقم ) ، لأن عام لا يستخدم الا في تاريخ الاحداث . عرفنا الفرق؟ حتى الآن هذه المعلومة مصدرها كتاب (الفروق اللغوية)لابي هلال العسكري و لكن ساخبرك بما يجعلك تقع في الحيرة!!!! يقول الله تعالى حكاية عن سيدنا نوح عليه السلام : (فلبث في قومه الف سنة الا خمسين عاما). و السؤال هو : لماذا ذكر الله تعالى سنة مع الالف هنا و عاما مع الخمسين؟ قال العلماء : إن كلمة (سنة)لا تاتى إلا في الشدة و الجدب ، بدليل قول العرب عندما يريدون وصف الشدة في بلد ما بقولهم : (أصابت البلدة سنة) ، أى : جدب و شدة ، و استدلوا أيضا بقوله تعالى: (و لقد اخذنا آل فرعون بالسنين ) ، أى : بالشدة و الجدب ، بدليل قوله تعالى بعدها مباشرة : (و نقص من الثمرات).. أما كلمة عام فلا تأتي إلا في الخير و الرغد و الرخاء ؛ يقول الله تعالى في سورة يوسف : (ثم ياتى من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس و فيه يعصرون) ، أي : أن هذا العام يأتيهم الغيث و الخصب و الرفاهية "و فيه يعصرون " فلفظ عام يطلق على الأيام السهلة أيام الرخاء والنعيم قال تعالى : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ } العنكبوت: 14 وكان من الممكن أن يقول رب العزة : أنهم تسعمائة وخمسون سنه فلماذا ألف سنه إلا خمسين عاما ؟ أن لفظ سنه تطلق على الأيام الشديدة الصعبة وقال تعالى : { تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ } يوسف: 47 وبذلك يكون سيدنا نوح قد لبث ألف سنه شقاء إلا خمسين عاما لذا من الأفضل أن نقول كل عام وأنتم بخير .