اتهم رئيس ائتلاف المعارضة السورية أحمد الجربا متطرفين قدموا من خارج سوريا ب "سرقة الثورة"، معتبرا أن الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة "لا علاقة لها" بالشعب السوري ولا بالجيش الحر، متهما النظام ب "صنع" بعضها. جاء ذلك في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت يتصاعد القتال على الأرض في سوريا بين مجموعات مقاتلة تحت لواء "الجيش السوري الحر" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام" التابعة ل "القاعدة". وقال الجربا، بحسب نص الكلمة التي وزعها المكتب الاعلامي للائتلاف، أن "ما نراه اليوم من جماعات مرتبطة بتنظيم "القاعدة" لا علاقة له بالشعب السوري ولا بثورته ولا بجيشه الوطني الحر". واتهم " النظام السوري بالتخطيط ودعم ظاهرة التطرف... لتحويل ثورة الحرية إلى اقتتال أهلي ومذهبي"، قائلا " النظام صنع العديد من التنظيمات الإرهابية وسلحها وجعلها تقوم بمهامه في المناطق التي خرج منها، بينما جاء بعضها الآخر من وراء الحدود كي يسرق ثورتنا". وأكد أن "هذه الظاهرة نمت وترعرعت في ظل التجاهل والتقاعس الدولي تجاه حماية الشعب السوري". ويطالب "الجيش الحر" الدول الداعمة للمعارضة بتسليحه وإمداده بتجهيزات نوعية لمواجهة النظام، إلا أن عددا كبيرا من الدول الغربية يتردد بسبب خشيته من وقوع هذه الأسلحة في أيدي الجهاديين. وأعلنت 12 مجموعة مقاتلة ضد النظام وجبهة النصرة المؤلفة من جهاديين سوريين بمعظمهم، الثلاثاء رفضها الاعتراف بالائتلاف الوطني وتشكيل إطار جديد "إسلامي واضح ينطلق من سعة الإسلام ويقوم على أساس تحكيم الشريعة وجعلها المصدر الوحيد للتشريع". وشكل ذلك ضربة للائتلاف الذي يطالب ببناء دولة علمانية ديمقراطية، لاسيما أن بين المجموعات المنفصلة ألوية كبيرة وفاعلة على الأرض، مثل "لواء أحرار الشام" و"لواء التوحيد" و"لواء الإسلام". ورأى المستشار الاعلامي والسياسي للجيش الحر لؤي المقداد في هذا التطور "جرس إنذار بأن الثوار على الأرض بدأوا بفقدان كل الثقة بالمجتمع الدولي". وأشار إلى أن اللواء سليم ادريس، رئيس قيادة أركان الجيش الحر المرتبطة بالائتلاف "سيتوجه فورا الى الداخل السوري لمحاولة رأب الصدع وتجميع الصف". من ناحية أخرى، أفادت وكالة رويترز أن اللواء سليم ادريس رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر قطع زيارة لفرنسا، أمس الخميس، ومن المقرر أن يسافر إلى سوريا في وقت لاحق اليوم الجمعة، لإجراء محادثات مع جماعات المعارضة المسلحة التي أعلنت عدم اعترافها بالائتلاف الوطني السوري المدعوم من الغرب.