صحيفة “رأي اليوم” كنا نتوقع ان يلتقط الرئيس الفلسطيني محمود عباس “سابقة” تشكيل تحالف عربي بزعامة المملكة العربية السعودية، ومساهمة معنوية وعسكرية لافته من مصر ودول خليجية وغير خليجية، من اجل المطالبة بأن تكون اول اولوياتها التدخل لانهاء الاحتلال الاسرائيلي، ووقف الاستيطان الذي يلتهم مدينة القدسالمحتلة ومقدساتها، والتلويح بالعصا الغليظة في وجه اي عدوان اسرائيلي على غزة، ورفع الحصار عن الاخيرة وبما يؤدي الى انقاذ مئة الف اسرة تعيش في العراء بعد تدمير منازلها من قبل الطائرات الاسرائيلية، ولكن توقعاتنا كالعادة، لم تكن في محلها على الاطلاق، فنحن في واد والرئيس الفلسطيني وسلطته في واد آخر. فاجأنا الرئيس عباس للمرة الألف، ان لم يكن اكثر، عندما ناشد العرب يوم السبت ان يأخذوا الموقف نفسه الذي اتخذه في اليمن “وان تمتد “عاصفة الحزم” الى دول عربية اخرى تعاني من الفتن الداخلية والانشقاقات والانقسامات مثل سورية والعراق وفلسطين وليبيا والصومال”، مثلما اوردته وكالة انباء الاناضول نقلا عن صحيفة “الايام” الفلسطينية. وسبق ان طالب السيد محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس عباس في خطبة الجمعة التي القاها في مسجد المقاطعة قبل يومين ب “توسيع عاصفة الحزم لتشمل قطاع غزة الذي يخضع لسيطرة “حماس″، ونقلت عنه وكالة الانباء الفلسطينية قوله “ما جرى في غزة من حماس انقلاب وليس انقساما، يجب التعاطي معه بالحزم والحسم، فلا حوار مع الانقلابيين والذين يجب ان يضربوا بيد من حديد”. الغريب ان خطبة الجمعة النارية لمستشار الرئيس عباس هذه التي طالب فيها بالحزم، وليس الحوار مع حماس، جاءت في الوقت الذي كان يزور فيه السيد رامي الحمد الله رئيس وزراء فلسطين قطاع غزة من اجل الحوار وتفعيل اتفاقات المصالحة، وطي صفحة الخلافات بين حركتي “فتح” و”حماس″. عندما يسهل الهوان على اناس يقولون انهم الممثلون الشرعيون الوحيدون للشعب الفلسطيني، وينطقون باسمه، ويدعون حمل مشروعه الوطني، فان حاضر القضية الفلسطينية ومستقبلها في خطر شديد. مثل هذه المواقف من قبل السلطة ورئيسها ومستشاره تنزل بردا وسلاما على اسرائيل، والحكومات العربية ايضا، لانها تطمئن الاولى ان القضية الفلسطينية لن تعد تحظى بالاولوية عند اصحابها، وتعفي الثانية، اي الحكومات العربية، من اي مسؤولية اخلاقية او دينية تجاه الاراضي المحتلة ومقدساتها. القوات العربية المشتركة التي يقول اصحابها انها تأسست تفعيلا لمعاهدة الدفاع العربي المشترك ووفقا لبنودها، ليس لها علاقة بالاحتلال الاسرائيلي وانما بالخلافات الداخلية، واذا ارادت التدخل في الملف الفلسطيني فلا بأس، ولكن للقضاء على حركة “حماس″ وقصفها بالطائرات الحربية فورا على غرار ما تفعل هذه الطائرات الآن في اليمن ضد جماعة “انصار الله” الحوثية. الرئيس عباس يحرض ضد “حماس″ وفصائل المقاومة الاخرى، وليس ضد اسرائيل، ويشرع اي تدخل عسكري عربي للقضاء على هذه الفصائل، ويقول انه ينطق باسم فلسطين وشعبها.. انها ذروة المأساة، ونكبة النكبات.