في الوقت الذي ينهي فيه طلاب المدارس امتحانات نهاية عامهم الدراسي، تنطلق صافرة الحكم معلنة بدأ نهايات كأس العالم بجنوب أفريقيا والتي ستجمع البلد المستضيف والمنتخب المكسيكي. ولكن هناك من يعيش مأزقاً حقيقياً، ففي تلك اللحظة يتأهب طلاب الشهادة الأساسية والثانوية لامتحاناتهم النهائية التي قد تتأثر نتائجها بنتائج مباريات كأس العالم، كامتداد طبيعي لتلك الضغوط النفسية التي يتأثر بها مشجع الفريق فوزاً وخسارة! ومع ذلك يبدو أن إضراب هيئة التدريس بجامعتي صنعاء وعمران أتاحت للطلاب فرصة للاستمتاع بمشاهدة البطولة الأكثر إثارة في العالم، والتي يندفع ما يزيد عن ثلاثة مليارات للتحديق أمام شاشات التلفاز. "المصدر أونلاين" قام برصد تلك الاستعدادات المواكبة لبطولة كأس العالم وامتحانات نهاية العام الدراسي.. إلى المزيد من التفاصيل. إلا أن العديد من الطلاب عبروا ل"المصدر أونلاين" عن امتعاضهم من هذا التوقيت السيئ لبطولة كأس العالم الذي يتزامن مع اختبارات نهاية العام الدراسي! ومع ذلك لا يرى الكثير منهم بأن هناك عائق بينهم وبين متابعة كأس العالم لأسباب مختلفة فالطالب خالد محمد علي ثالث ثانوي علمي، أكد أنه قد وضع في حسابه هذا التوقيت السيئ وبدأ يذاكر دروسه منذ أكثر من شهر حتى يكون مستعد للامتحانات ويجد الوقت الكافي لمتابعة المباريات وعلى الرغم من الضغوطات التي يلاقيها من قبل أسرته التي تحثه على المذاكرة وعدم الانشغال بأي شيء، وإلا أنه أكد على ضرورة متابعة أحداث كأس العالم "كيف لا وأنا أعد له الأيام والشهور". وقال: محمد السماوي طالب في كلية الإعلام بجامعة صنعاء كان يحدثني بشغف عن الاستعدادات التي أجراها لاستقبال بطولة كأس العالم وأنه استطاع توفير مبلغ من المال مكنه من شراء كرت لكي يستمتع بمشاهدة البطولة في منزله. وقال ل"المصدر أونلاين" لن أذهب إلى النوادي والاستراحات كما حدث في بطولة كأس العالم 2006 وعدما سألته عن رأيه في تزامن البطولة مع الامتحانات أجاب بصوت حازم "حتى وإن كلفني ذلك الرسوب فلن أفوت مباراة واحدة من أحداث كأس العالم". ليس الطلاب وحدهم من بدءوا الاستعداد للبطولة فالكثير من أصحاب الاستراحات والفنادق، قد وضعوا اللوحات واللافتات مصحوبة بصور أفضل اللاعبين وبشعارات مختلفة بغرض إغراء المتابعين لبطولة كأس العالم بالتردد عليهم معلنين عن الأسعار المنافسة والغرف الخاصة والنظيفة فالزائر إلى شارع تعز بالعاصمة صنعاء سيلاحظ اللوحات الكثيرة والملفتة التي لم تكن موجودة من قبل وأعتقد أن اللوحات قد أدت الغرض المطلوب منها، بعد أن تدافع المهووسين للحجز مقدماً. يقول حفظ الله صاحب استراحة البدجي بعض الرياضيين حجزوا أكثر من غرفة استعداداً لكأس العالم". واستعرض أمامي الخدمات التي يوفرونها للزائر فبالإضافة إلى الغرف الخاصة تستطيع أن تتحكم بالقناة التي تريدها بدون الاشتراك مع الغرف الباقية، ولم يكتفي بذلك بل عدد أنواع الشيش التي سيقدمها للزبائن والتي تتراوح أسعارها ما بين 300 و1500 ريال. بعض أولياء الأمور عبر عن امتعاضه من هذا الحدث الكروي وقال أبو محمد إن هذا الحدث يعكر مزاجهم ويجعله زائر غير مرغوب فيه لدى الكثير من الآباء، لأنه بالتأكيد سيصرف أبنائهم عن المذاكرة وبالتالي يؤثر على تحصيلهم العلمي وقد يتسبب في رسوبهم مع أن غالبية من التقيتهم من عشاق الساحرة المستديرة وممن يترقبون بلهفة انطلاق بطولة كأس العالم 2010 بنسختها الجديدة، رأوا بأن تصرفات الآباء غير سليمة. تساءل أبو أبو جلال الصالحي عن سر انطلاق البطولة في شهر يونيو كل أربع سنوات والذي يوافق توقيت الامتحانات وقال ل"المصدر أونلاين" هل طلاب اليمن هم من يدفعون تدني تحصيلهم العلمي ثمناً لمتابعة هذه البطولة أم أن الدول العربية تشاركنا في ذلك؟ وبسخرية قال آخر: ينبغي على وزارة التربية والتعليم أن تضع في حسبانها هذا التوقيت الحساس وتتخذ إجراءات تساعد الطلاب على تنظيم وقتهم فتقوم بتقديم الامتحانات قبل بطولة كاس العالم أو تأخرها لبعد انتهاء البطولة. وأضاف: أبناءنا يتأثرون بهذه البطولة ونجد صعوبة بإلزامهم في المذاكرة وبالتالي يتأثر تحصيلهم العلمي، خاصة وأن التوقيت الزمني للمباريات يتفاوت ما بين الظهيرة والوقت المتأخر من الليل. محمد العباسي قال إنه أخشى من العامل النفسي لدى الطلاب خصوصاً عندما يخسر الفريق الذي يشجعونه فبالإضافة إلى ضياع الكثير من الوقت في مشاهدة المباريات الذي يمكن استغلاله بالمذاكرة إلا أنهم يعودون محبطين وغير راغبين في شيء حتى الأكل ناهيك عن المذاكرة وهذه أكبر مشكلة نواجهها نحن كآباء". وللتدليل على ذلك أشار العباسي إلى ما حصل لأبنه قبل فترة عندما خرج فريق برشلونة الذي يشجعه من دوري أبطال أوروبا، وقال إن "ابني أمين أصيب بإحباط نفسي ولم تكن لديه رغبة في التحدث إلى أحد، وبسبب الخسارة تغيب في اليوم التالي عن المدرسة بحجة المرض". السؤال هنا هل تستحق بطولة كأس العالم كل ذلك الاهتمام؟ أجابه كل الرياضيين معروفة سلفاً نعم، تستحق أكثر من مجرد الاهتمام لكن هناك فئة جذبت اهتمامي فئة الأدباء ليس العرب طبعاً فهم دائماً ما ينظرون إلى تفاصيلها باستعلاء كبير ويتهمون جماهيرها بالسطحية والبساطة. متناسين أن كرة القدم شغلت كثيراً من أبرز أدباء الغرب الذين حاز بعضهم على جائزة نوبل للآداب. فهناك من قال إن كرة القدم هي رسالة الحياة الحضارية، ورواية الأزرق الداكن، تحدث فيها الكاتب عن بطولة كأس العالم التي دارت في ألمانيا عام 1974 وتعتبر من أهم الروايات التي هزت إيطاليا في حينها وحازت على جائزة نوبل. وفي أسبانيا صاحبة أهم دوري في العالم لا يقل اهتمام الأدباء بالكرة عن غيرهم فرواية أشرار وعاطفيون للكاتب الأسباني خافييز مارياس تعتبر من أهم الروايات وأكثرها مبيعاً. ويتحدث فيها الكاتب عن تخفيه بزي مشجع عاشق لفريق ريال مدريد ليسجل أهم الأحاسيس والمشاعر التي يعيشها أنصار الكرة لذلك كتب على غلاف الرواية. المباريات تسمح لنا باستعادة أسبوعية لطفولتنا. أيضاً مونتالية وهو من أبرز شعراء إيطاليا وحائز على جائزة نوبل للآداب اهتم بكرة القدم وحلم ببطولة خالية من الأهداف ولا ننسى مقولة الفيلسوف الفرنسي الشهير "جان بول ساتر" في وصف الساحرة المستديرة "كرة القدم" هي مجاز الحياة. ويقدر الاتحاد العام لكرة القدم الفيفا عدد من شاهدوا مونديال ألمانيا 2006 بنحو ثلاثة مليار مشجع وهذا يعتبر أكبر جمهور يجتمع لمتابعة حدث ما على امتداد تاريخ الأرض. تلك اللعبة الشعبية معظم أبطالها نشأ في أحياء فقيرة ومع ذلك وصلوا إلى قمم المجد، بعد أن تجاوزا ماضيهم، ف "بيلية" الذي شد أنظار العالم إليه لم يكن إلا ماسح أحذية وغيره مثل الأسطورة "ماردونا" "ويوهان كريف" من الذين وجدوا فقراء وكثير استطاعوا من خلال الساحرة المستديرة أن يضعوا لنفسهم المجد وأن يجمعوا شعبيه تفوق شعبية أكبر شخصية سياسية موجودة على الساحة، معظم عشاق كرة القدم في العالم يرون أن سعادتهم تكمن في استدارة كرة القدم. كأس العالم إنه الحدث الذي يعد له الرياضيون الشهور والأيام ومع اقترابه صاروا يعدون الدقائق والثواني. إنه المونديال الذي يستقطب الرجال والشباب والنساء والأطفال وحتى غير الرياضيين على الرغم من أن بعضهم يعتبره عبثاً وغير جدير بهذه الجلبة. إلا أنهم وبدون قصد يجدون أنفسهم يبحلقون أمام الشاشات شأنهم شأن ملايين الرياضيين.
*نشأة كرة القدم اختلف المؤرخون بشأن نشأة كرة القدم حيث يقول البعض إن الرومان كانوا أول من مارس اللعبة في القرون الوسطى. والبعض الآخر يقول إن الصينيون هم الذين اكتشفوها لكنهم اختلفوا على نشأتها لحقيقة حيث كانت في القرن 19 عشر 26 نوفمبر تشرين الثاني 1863م عندما أسس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم. وكانت أول مباراة رسمية في تاريخ كرة القدم 20 نوفمبر 1872م بين انجلترا واسكتلندا أسفرت عن تعادلهما دون أهداف. وكان الأنجليز أول من قدم للعالم لعبة كرة القدم الحديثة وذلك عبر المهاجرين الذين كانوا وراء إنشاء اتحاد الدنمرك عام 1889 ليكون بذلك أول بلد خارج الجزر البريطانية الذي يملك اتحاد خاصاً به.
بطولة كأس العالم لكرة القدم هي بلا مبالغة أهم حدث عالمي يستقطب اهتمام الجماهير وهي لم تحظى بهذا القدر من الاهتمام إلا لشعبيتها حتى يسعى كل منتخب لتحقيق الفوز الذي يستغرب التدريب له 4 سنوات من الجهد المتواصل والعمل الدؤوب. *نبذه عن نشاءة كأس العالم تطورت كرة القدم التي مارسها في القرن التاسع عشر حوالي 150 مليون في العالم وفي نهاية القرن التاسع عشر قام المسؤولون وعلى رأسهم الفرنسي روبير والهولندي هيرشمان بمحاولات لتنظيم شؤون اللعبة فأسسوا الاتحاد الدولي لكرة القدم. عام 1904 بحضور ممثلين عن سبع دول هي فرنسا وبلجيكا والدنمارك وهولندا والسويد وسويسرا بينما تغيب عن الاجتماع انجلترا والجزر البريطانيه بسبب ما قالوا أنه لا حاجة لقيام مثل هذا الاتحاد. وفي 26 مايو 1928 شهدت مدينة أماستردام الهولندية اجتماعاً مهماً للفيفاء واتخذوا قرارهم بتنظيم أول بطولة عالمية للكرة المستديرة. واختاروا عام 1930 موعداً لإقامتها وأتيح المجال أمام جميع الاتحادات العالمية للمشاركة في هذا الحدث العالمي. وفي 17 أيا/ مايو 1929 أجتمع الاتحاد الدولي في أسبانيا واختاروا الارغواي لإقامة البطلولة الأولى.
*طرائف أقامت الارغواي معسكراً مغلقاً استعداداً لكأس العالم استمر شهرين قبل بدأ البطولة وكان يحرس المعسكر رجال الشرطة ليمنعوا الجماهير من دخول الفندق وليمنعوا اللاعبين من مغادرة الفندق وحصل آنذاك أن هرب حارس مرمى البرغواي "مازالي" لينام في بتيه ليلة لكنه رجال الشرطة ضبطوه وطردوه من المنتخب. نشب خلاف بين الأرجنتين والأرغواي حول الكرة التي تلعب بها المباراة النهائية ولكن الحكم حسم الخلاف بأن جاء بالكرتين الأولى صنعت في الأرجنتين والأخرى في الأرغواي ولعب الفريقان بكرة كل شوط.