منعت قوات الأمن المئات من المتضامين مع رئيس المجلس الأعلى للمشترك د.عبدالوهاب محمود من عقد لقاءاً موسع بقاعة عدن الكبرى في العاصمة صنعاء، وأغلقتها في وجه الوافدين إليها عصر اليوم السبت. وكانت أحزاب ومنظمات وشخصيات سياسية دعت إلى لقاء تضامني موسع مع الدكتور عبدالوهاب محمود احتجاجاً على ما تعرضت له سيارته من حادث إطلاق نار الأسبوع الفائت على يد مجهولين، لم يكشف عن هويتهم حتى اللحظة. وقال الناطق باسم المشترك محمد النعيمي ل"المصدر أونلاين" إن الأمن أغلق قاعة عدن أمام مئات المتضامين عصر اليوم ومنعهم من دخول القاعة بحجة عدم وجود ترخيص، لافتاً إلى أن اعتصام قائم الآن أمام القاعة احتجاجاً على الإجراءات الأمنية التي قال إنها غير قانونية وتعسفية، واعتبرها جزء من ممارسات السلطة القمعية بحق المعارضيين السياسيين. واستغرب النعيمي لجوء السلطة لمثل هذه الأعذار التي وصفها ب"الواهية"، وأشار إلى أن الجميع يقيمون الأعراس والمناسبات الاجتماعية بدون أي تراخيص، وهو الأمر الذي كان من المقرر أن يقام في هذه الصالة. وأضاف النعيمي قوله "هذه الإجراءات لن تثنينا وسنواصل تضامننا مع الدكتور عبدالوهاب محمود في الشارع". وكانت سيارة رئيس المشترك قد تعرضت لحادث إطلاق نار على يد مجهول الاسبوع الفائت، لكن السلطات الأمنية أبدت استغرابها مما وصفهتا ب"الضجة الإعلامية المفتعلة" التي قالت أن وسائل الإعلام والصحف التابعة للقاء المشترك تثيرها بشأن الحادث. ونقلت صحيفة 26 سبتمبر المقربة من الرئاسة عن المصدر الذي لم تكشف عن هويته قوله "إن السيارة التي تعرضت للحادث لم تكن السيارة الشخصية للدكتور عبد الوهاب محمود ولم يكن في السيارة هو أو أحد أفراد أسرته وقت الحادث، بل كانت سيارة خدمات". وأضاف "ان الحادث كان مروريا بحتاً وبالصدفة، نتيجة حادث اصطدام مع أحد سائقي الدراجات النارية نتج عنه ملاحقة من السيارة له فأطلق رصاصة في الهواء، من مسدس كان يحمله وقد سارعت الأجهزة الأمنية باتخاذ الإجراءات اللازمة". وأضح المصدر أن الأجهزة الأمنية قامت بحجز عشرات الدراجات النارية غير المرقمة لمعرفة مالك الدراجة الذي أطلق النار على السيارة والتحقيق في الحادث, مشيرا إلى أنه عقب الحادث زار رئيس وحدة مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية ومسؤول الأدلة الجنائية منزل الدكتور عبد الوهاب محمود للاطمئنان عليه، وشكرهم الأخير الجهود التي بذلوها لكشف ملابسات الحادث. وأعرب المصدر عن أسفه لما أسماه "تسييس الحادث والتسرع في اعتباره سياسيا في إطار المماحكات والمكايدات الحزبية التي تضر بالوطن"، وتسعى إلى النيل من جهود الأجهزة الأمنية للحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة. وجاء تفسير الحكومة بعد أربعة أيام من الحادثة، والتي وقعت مساء الأحد الماضي، حيث قال محمود ل"المصدر أونلاين" إن نجل أخيه كان يستقل السيارة وإلى جانبه شخص آخر في شارع مجاهد بصنعاء، وحينها تفاجئ بشخص مجهول على متن دراجة نارية وملثم يفتح النار نحو سيارته، ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية بسيارته، بينما لم يتعرض من عليها لأي أذى. من جانبه قال مصدر في المشترك "إن تفسير الداخلية لجريمة الاعتداء على سيارة عبد الوهاب محمود يكشف خطورة الوضع الأمني وأزمة المصادر اللامسئولة". بدوره استغرب نائف القانص رئيس مكتب العلاقات الوطنية والسياسية بحزب البعث العربي والاشتراكي ما جاء على لسان المصدر أمني وقال "إن تحويل حادثة إطلاق النار إلى حادث مروري بادرة خطيرة وتدل دلالة قاطعة على تورط السلطة وأجهزتها الأمنية في الحادث الإرهابي الجبان، وكذا الحوادث السابقة التي تعرض لها عدد من قيادات المشترك والنشطاء السياسيين".