اتهم الشيخ اليمني أنور العولقي الطيران الأمريكي بتنفيذ الغارات الجوية التي استهدفت محافظتي شبوةوأبين نهاية العام الفائت ومطلع العام الجاري وأدى ذلك إلى مقتل العشرات بحجة ملاحقة عناصر من تنظيم القاعدة في تلك المناطق. وقال العولقي، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، في أول ظهور تلفزيوني له منذ إعلان واشنطن نيتها لاعتقاله أو قتله "القصف على منطقة رفض في شبوة نعرف الناس هناك، ولنا تواصل معهم، وتواصلنا معهم بعد الحادث وشهود عيان أيضا جمعهم أخبرونا بأنهم رأوا صواريخ كروز الأمريكية، وأيضاً بعد القصف بقي هناك بعض العبوات التي لم تنفجر من القنابل الأمريكية ومكتوب عليها أنها أمريكية الصنع".
ونفى أن يكون الطيران اليمني هو من شن تلك الغارات كما سبق وأعلنت الحكومة اليمنية ذلك أكثر من مرة، وقال "هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق بل هي طائرات أمريكية والبوارج الأمريكية هي التي قصفت في أبينوشبوة".
وأعلن العولقي، في تسجيل مصور بثت قناة الجزيرة جزء منه ويظهر عليه شعار "صدى الملاحم" التابعة للقاعدة، أعلن رفضه أي وساطات لتسليمه للولايات المتحدةالأمريكية.
وقال "طبعاً رفضت هذا جملة وتفصيلاً لأني لست متهماً أصلاً، ما هي التهمة؟ انني أدعو إلى الحق في الجهاد في سبيل الله، أني أدعو إلى الدفاع عن قضايا الأمة". واتهم في الوقت ذاته الحكومة اليمنية بالخيانة والعمالة قائلاً "لست متهماً والمتهمة هي الحكومة اليمنية، هي المتهمة بالخيانة والعمالة".
وتأتي تصريحات أنور العولقي بعد مضي أسابيع على تقارير إخبارية تحدثت عن أوامر أصدرها الرئيس أوباما بالسماح باعتقال أو قتل رجل الدين المسلم أنور العولقي الموجود حاليا في اليمن.
وقال مسؤولون أمريكيون مطلع إبريل الجاري إن استهداف رجل الدين وهو مواطن أمريكي جاء لتورطه في التخطيط لشن هجمات على الولاياتالمتحدة.
وفي وقت لاحق، حذرت قبيلة العوالق الولاياتالمتحدة أو أي جهة تحاول التعاون معها من محاولة استهداف ابنها أنور العولقي، وقالت في بيان – تلقاه المصدر أونلاين- في وقت سابق "إن من يحاول المساس بالشيخ أنور العولقي لن يسلم من نار القبيلة وبنادقها".
ومنتصف الشهر الجاري، قال والد أنور العولقي إنه طلب من الولاياتالمتحدة إمهاله ثلاثة أشهر لإقناع ولده المطلوب لواشنطن بالخروج من مخبئه في اليمن.
وقال ناصر العولقي في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية إنه إذا أجلت أمريكا أمر قتل أو اعتقال أبنه فإنه سيبذل قصارى جهده لإقناع أبنه بالخروج من مخبئة. لكن أنور العولقي أعلن في ظهوره المتلفز اليوم عن رفضه لمساعي تسليمه للولايات المتحدة.
وكان وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي، قال في تصريحات هذا الشهر إن السلطات اليمنية لن تلاحق أنور العولقي . ونقلت وكالة اسوشيتد برس عن القربي تأكيده أن الولاياتالمتحدة لم تسلم أدلة لليمن تدعم الادعاءات بأن أنور العولقي يقوم بالتجنيد لصالح فرع القاعدة في اليمن.
وقال القربي "بالنسبة لنا ننظر إلى أنور العولقي كواعظ بدلاً من "إرهابي" ولا يجب أن ننظر إليه "كإرهابي" إلا إذا كان لدى الأمريكيين دليل على أنه قد شارك في الإرهاب".
غير أن القربي أوضح في اليوم التالي بأن تلك التصريحات كانت تشير إلى الفترة التي تلت عودة العولقي مباشرة إلى اليمن عندما لم يكن مشتبهًا به من قبل الولاياتالمتحدة بارتكاب مخالفات.
وأكد القربي إن رجل الدين أنور العولقي مطلوب للقضاء وهو مطلوب للتحقيق معه لكي يدافع عن نفسه ولتبرئة نفسه من التهم المنسوبة إليه أو يخضع للمحاكمة.
ويعتقد مسئولو الأمن اليمنيين إن العولقي مختبئ في منطقة جبلية في اليمن، لكن عائلته تنفي أن يكون عضوا في تنظيم القاعدة، معتبرين أنه ضحية لاضطهاد يمني وأمريكي.
وأكد ناصر العولقي وهو خبير اقتصادي زراعي أن ما قررته واشنطن هو البحث عن ابنه أنور العولقي وقتله بطائرة دون طيار كما يفعلون كل يوم في باكستان، مشيراً إلى أن هذه السياسة تؤدي إلى تشويه أكثر لصورة الولاياتالمتحدة أمام المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وقال: أنا لا أعتقد أن قتل الدولة الأميركية للناس وخصوصاً مواطنيها دون مبرر قانوني يعد الوسيلة الصحيحة لإظهار العدالة والقوة الأميركية.
وتقول الاستخبارات الأميركية إن العولقي الذي يتمتع بحماية قوية من عائلته لا يزال نفوده قوياً بين المسلمين الناطقين باللغة الإنجليزية على شبكة الانترنت والذين يعيشون في دول غربية. وتزعم أنه تم العثور على تسجيلات لخطب أنور العولقي على أجهزة كمبيوتر تابعة لما لا يقل عن عشرة تشتبه الولاياتالمتحدة وبريطانيا في صلتهم ب"الإرهاب".
وأعرب والد أنور العولقي أعرب عن أمله في أن ينظر ابنه والحكومتين الأمريكية واليمنية في اقتراحه على محمل الجد، مضيفاً أنه لم يتحدث مع ابنه المطلوب منذ عدة أشهر، وأنه لا يعرف كيف يمكن الوصول إليه مؤملاً من ابنه أن يتلقى رسالته.