كشف عبدالسلام الحيلة عن تعرضه لمحاولة اغتيال جديدة في معتقل غوانتنامو الذي يقبع فيه منذ سنوات ضمن عشرات المعتقلين اليمنيين بتهمة الانتماء للقاعدة. وقال الحيلة في رسالة عاجلة وجهها للرئيس علي عبدالله صالح والبرلمان وعلماء ومشايخ اليمن، وحصل المصدر أونلاين على نسخة منها، "للمرة الثانية أتعرض لمحاولة قتل بطريقة إجرامية حقيرة، وهي محاولة قتلهم لي بيدي وذلك بتوفيرهم، وللمرة الثانية لي أنا بالذات، أداة حادة (منشار حديد) يستخدم بسهولة لقطع الحديد فكيف بقطع أورده اليد وأسرع من ذلك قطع أورده الرقبة". لافتاً إلى أنه وجد الآلة الحادة بتاريخ 21 مارس الفائت في زنزانته وذلك بعد موجة من تعرضه لتعذيب نفسي. مشيراً إلى أنها المرة الثانية التي يتعرض فيها لمثل هذه المحاولة، حيث وضع له العام الماضي في حالة مشابهة بزانزانته "مقص كبير وهو عبارة عن خنجرين مسمومين"، مستغلين وضعه النفسي نتيجة وفاة ابنيه وشقيقه ووالدته وهو رهن الاعتقال. وقال "بعد وفاة أبنائي وشقيقي وأمي وبفترة بسيطة أضافوا لي مشاكل شديدة في المعتقل وأرادوا قتلي بيدي ظناً منهم أن ما حدث لي وما يقومون به من ضغط وتعذيب نفسي سيدفعني لقتل نفسي!". لكن الحيلة أكد أن إدارة السجن بتلك الأفعال "تصطاد في الماء العكر" معلناً للجميع أنه لن يقدم على قتل نفسه مهما حدث له من ضغوط نفسيه. وقال "أؤكد أني لست خائف من الموت أو القتل بل مرحباً به في سبيل الله وعلى يد المجرمين، ما أخشاه هو أن يتم قتلي في محاولة قادمة منهم وقد تكون بأيديهم مباشرة ومن ثم يقولون قتل نفسه، وهذا الشيء لن يحدث أبداً مني وهذه غاية رسالتي للجميع". وفي رسالة منفصلة وجهها المعتقل الحيلة إلى الأدميرال جيتي إف مسؤول المعتقل، حصل المصدر أونلاين على نسخة منها، حمل إدارة المعتقل والسلطات الأمريكية مسؤولية حياته من التعرض لأي أذى. ولفت "إلى أنه توجد أصابع خفية – لم يسمها - تعمل في الظلام لجهات وقد يكون أشخاص ربما لهم مصلحة من التخلص منه وأن شراء فرد أو أفراد من الجيش أو غيرهم ليس صعب حتى ينفذوا ما يريدون". حد قوله. وأوضح أنه سبق وغض الطرف عن محاولة أخرى حدثت له في وقت سابق، بواسطة اعطاءه أدوية قال إنها قد تكون قاتلة وعندما أخبر المعنيين لماذا أعطوه تلك الأدوية المشابهة لأدويته قيل له إنه مجرد خطأ، ما جعله يقاطع أخذ الدواء رغم أنه يعاني من مرض السكر والكلسترول وتحمل الآلام حفاظاً على حياته. وأكد أن حياته باتت في خطر، متسائلاً: لماذا يراد قتلي ولماذا يحدث هذا معي بالذات، تكرار الشيء ليس صدفة وليس خطأ، بعد هذه السنين وبعد أن خرج الكثير من جوانتنامو وبعد أن وعد الرئيس أوباما بإغلاق المعتقل وإخراج الناس نجد عدم الوفاء بالوعد؟!. وفي رسالته للرئيس صالح، التي تلقى المصدر أونلاين نسخة منها من قبل أسرته بعد أن وصلتهم عبر الصليب الأحمر، قال المعتقل الحيلة "يقرر الذين اختطفوني إخراجي من جوانتنامو في تابوت بعد أن عجزوا عن إخراجي على قدمي أو محاكمتي محاكمة عادلة لي فيها كل الحقوق المتعارف عليها، أهمها أن أدافع عن نفسي بشكل مباشر وأن أختار من أريد من المحامين وأن تكون محاكمة علنية يشرف عليها جهات محايدة". وأضاف "الجميع يعلم ببرائتي مما قد يدعون، رغم أني مختطف ولا أدري ماذا يدعون.. مجرد قصص وكلام ليس بشيء وعندما نتكلم معهم ما هي التهم، لماذا أنا مختطف، يقولون هذه أشياء سرية.. إذاً كيف سوف أدافع عن نفسي وكيف وكيف؟". وأشار رجل الأعمال الحيلة إلى أن الحكومة اليمنية تخلت عنه وعن قضيته، وقال "اختطفوني الأمريكان وقالوا أنت متهم، الآن يقولون صنعاء لا تريدك ورفضوا استلامك ويقولون لا يوجد اتفاق بين صنعاءوواشنطن". وأضاف "أهملتنا صنعاء كحكومة صحيح وكذبت واشنطن كرئيس في حديثه عن إغلاق المعتقل.. ما ذنبنا إذا لم تتفق صنعاءوواشنطن أن يظل هذا حالنا". وخاطب الرئيس صالح ومجلسي النواب والشورى "لم أطلب المستحيل يا حكومة اليمن، وأنتي قدمتي للأمريكان أكثر مما قدمته بريطانيا الحليفة لأمريكا، ومع ذلك لا قيمة لكل ما قدمتموه بل لا زلتم عندهم متهمون". وطالب الحيلة بحمايته داخل السجن والتحقيق ومعرفة من وراء التخلص منه، بالإضافة إلى الإفراج الفوري عنه أو تقديمه لمحاكمة مدنية عادلة علنية يشرف عليها جهات متخصصة محايدة يُسمح له فيها بالدفاع عن نفسه واختيار من يريد. وقال في ختام رسالته "أكتب هذه الرسالة ولدي شك من أنها ستصل وإن وصلت فلدي شك أنها ستصل إلى المعنيين وإنها سوف تؤثر فيهم ويعرفوا أننا بشر مثلهم نطلب حق عادل إما الإفراج أو المحاكمة، قرابة ثمان سنوات خسرت فيها الكثير، ولولا ثقتي برحمة الله وعظمته وعدلة وأن الدنيا لا تساوي عنده جناح بعوضه وأنه عدل ولن يضيع ما حدث لي ولأسرتي في الدنيا والآخره". وكان الحيلة قد اختطف من فندق المريديان بالقاهرة عام 2002 أثناء مشاركته في مؤتمر لاتحاد المقاولين العرب الذي كان يمثله في اليمن. وأنكرت مصر حينها وجوده لديها، لكنه تم نقله إلى عدة سجون ليستقر به المقام في جوانتنامو. وتحدث مسؤولون أمريكيون في وقت سابق أنه كان على اتصال بإرهابيين تواجدوا في اليمن بعد الحرب الأفغانية حيث كان يعمل وقتها ضابطا في الاستخبارت اليمنية.