عندما استدعت حكومة الارياني قبائل البيضاء والمناطق الجنوبية والشرقية للدفاع عن ثورة سبتمبر ونظامها الجمهوري وفك الحصار عن العاصمة صنعاء عام 1968 م من قبل قوى الملكية في ذلك الحين كان الشعب اليمني بكل قواه السياسية والوطنية من جميع الفئات والشرائح الاجتماعية المدنية والقبلية ترى في الثورة الخلاص من الظلم والاستبداد والقهر وانها جاءت ملبية لطموحاتهم في العدل والمساواة والحرية والأمن والاستقرار وفي خل حياة كريمة في العيش والتعليم والصحة والرعاية الاجتماعية. ومن هذا المفهوم سارعت قبائل البيضاء ومعها أبناء المناطق الجنوبية والشرقية بقيادة الشيخ المناضل / احمد عبدربه العواضي بالتوجه لإنقاذ الثورة والنظام الجمهوري وفك الحصار عن العاصمة صنعاء من طريق الحديدة التي كانت مقطوعة من قبل الملكيين وخاضوا معهم معارك عنيفه سقطوا في قوافل من الشهداء والجرحى وتم طرد القوى الملكية التي كانت تحاصر العاصمة من كل الاتجاهات وانتصرت الثورة والنظام الجمهوري. ومنذ ذلك التاريخ وحتي اليوم لا يزال أولئك المناضلون من الشهداء والجرحى والمناضلين الآخرين يعانون التهميش سياسياً وتاريخياً ومادياً ومعنوياً ومنقوصين الحقوق من قبل السلطة الحاكمة التى نسبت كل شيء إليها وأقصت الجميع من خيرات الثورة والوطن. أما اليوم فإن الدعوة لقبائل البيضاء من قبل النظام الحاكم بالتوجه إلي صعدة لمحاربة الحوثي تحت شعار الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية فإن الأمر ليس كذلك فالحرب حرب عبثية لا علاقة لها بالثورة ولا الجمهورية ولا الوحدة ولا الديمقراطية فالسلطة همها اليوم هو الدفاع عن الفساد والاستبداد والقهر وحماية المصالح التي اكتسبوها من الثروة الوطنية على حساب تجويع وإفقار الشعب والزج بالقبائل في حروب تزرع الأحقاد والضغائن الثارات. أما الوحدة والديمقراطية والثورة والجمهورية فان الدفاع عنها ليس بالحرب والقمع والاعتقالات وإنما بالعدل والمساواة وإعادة الحقوق إلي أهلها ورفع والظلم والاستبداد والإقصاء وإجراء مصالحة وطنية حقيقية تحقق الشراكة للجميع في السلطة والثروة.