لفت تقرير للأمم المتحدة، الثلاثاء، إلى أن القوات السورية، الموالية للنظام، أقدمت على إعدام أطفال واستخدامهم كدروع بشرية، خلال عمليات عسكرية ضد معارضين، فيما دعت منظمة حقوقية مجلس الأمن الدولي تبني عقوبات ضد النظام، كرد على هذه "الانتهاكات الجسيمة" بحق الأطفال، الذين قتل منهم نحو 1200 طفلاً منذ بدء الانتفاضة قبل 15 شهراً. وفي الغضون، أوقعت العمليات العسكرية المتواصلة، الثلاثاء، عشرة قتلى، من بينهم طفل. وصنف تقرير الأمم التحدة الحكومة السورية من بين الأسوأ على القائمة السوداء السنوية للدول التي تشهد نزاعات. وأضاف تقرير "الأطفال في النزاعات المسلحة" أن أطفالاً تعرضوا للقتل والتشويه والاعتقال التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة، بما في ذلك العنف الجنسي، فضلاً عن استخدامهم دروعاً بشرية. وجاء في التقرير أن اطفالاً تراوحت أعمارهم بين سن 8 و13 عاماً، زعم استخدامهم كدروع بشرية أثناء حملة عسكرية في مارس/ آذار الماضي. وبدورها، دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، مجلس الأمن لفرض حظر أسلحة وعقوبات أخرى "محددة الهدف"، تشمل تجميد الأصول، وحظر السفر على القيادة السورية، رداً على عمليات القتل المتفشية وغيرها من الانتهاكات بحق الأطفال في سوريا. وكانت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان قد أشارت في بيان، نشر هذا الأسبوع، إلى مقتل 1175 طفلاً في سوريا، منذ فبراير/ شباط عام 2011، عندما اندلعت انتفاضة شعبية مناهضة للرئيس بشار الأسد. وسلط التقرير الأممي الضوء على انتهاكات بحق الأطفال ترتكبها القوات الأمنية السورية والميليشيات الموالية لها، في ظل مناخ الإفلات من العقاب. ومن وسائل التعذيب المتبعة ضد الأطفال، وبحسب التقرير، الضرب المبرح، والصعق بالكهرباء، والحرق بالسجائر، والحبس الانفرادي، والحرمان من العلاج الطبي والطعام الكافي والمياه، والاغتصاب. كما اتهم التقرير "الجيش السوري الحر"، الذي يقود المعارضة المسلحة ضد نظام الأسد، باستخدام الأطفال في صفوفه كجنود. ولم يتسن لCNN الحصول على تعقيب من قيادات "الجيش السوري الحر" على التقرير، أما النظام السوري فقد انتهج سياسة تحميل مسؤولية لعنف الدموي الدائر في البلاد إلى "جماعات إرهابية مسلحة." ودعت "هيومن رايتس ووتش" لفرض إجراءات تأديبية على جميع المسؤولين عن هذه الانتهاكات. وعلى الصعيد الميداني، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" المعارض إن عشرة أشخاص على الأقل، من بينهم طفل، لقوا مصرعهم، الثلاثاء، في قصف بقذائف الهاون تتعرض له مدينة "دير الزور." ومن جانبها نقلت لجان التنسيق المحلية، وهي جماعة سورية معارضة تنظم وتوثق الاحتجاجات بالداخل، أن القصف المدفعي العنيف على مدينة "حلب"، العاصمة التجارية لسوريا، تسبب في تدمير عدد كبير من المنازل، وتهجير أعداد كبيرة من السكان.