قال مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي الليبي إن قوات القذافي التي تقاتل في مدينة سرت تمكنت من استعادة السيطرة على بعض المواقع التي كانت قوات المجلس الانتقالي قد سيطرت عليها بالأمس. يأتي هذا في الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات العنيفةبين الجانبين حيث تحاول قوات القذافي وقف تقدم قوات المجلس الانتقالي، التي تحاول بدورها تضييق الخناق على قوات القذافي في المواقع المتبقية التي تسيطر عليها. ويقول مراسل بي بي سي الموجود على المشارف الجنوبية لمدينة سرت إن أصوات انفجارات قوية تسمع في داخل المدينة، ويعتقد أن بعضها ناجم عن قصف لطائرات حلف شمال الأطلسي الناتو، نظراً لشدة الانفجارات. وكانت قوات المجلس الانتقالي قد سيطرت على مواقع في أحياء غربي المدينة، مثل مركز واغادوغو للمؤتمرات ومستشفى ابن سينا. ويقول مراسلنا الذي زار المستشفى انه شاهد عشرات الجرحى من بينهم أطفال اصيبوا بشظايا. ويزور فريق من الصليب الأحمر الدولي المستشفى لتقييم الوضع الإنساني فيه. ويقول مقاتلو المجلس انهم يضيقون الخناق على قوات للقذافي في منطقة صغيرة في وسط سرت، بينما يحاول الكثير من السكان اليائسين الهروب من اعمال القتال. "إعلان الاستقلال" واثارت معركة سرت التي استغرقت وقتا طويلا مخاوف من ان تخلف اعدادا كبيرة من الضحايا وسط المدنيين مما قد يترك جراحا قد لا تندمل يصعب معها على المجلس الانتقالي ان يوحد البلاد تحت رايته. ونقلت وكالة رويترز للانباء عن قائد ميداني تابع للمجلس قوله ان قوات القذافي محاصرة في منطقتين صغيرتين بالقرب من البحر مساحتهما حوالي 2 كيلو متر مربع. واضاف " اننا نتعامل معهم الان بالاسلحة الخفيفة لان هناك عائلات ما زالت بالداخل". ووصفت احدى السيدات الهاربات من اعمال القتال اثر توقفها في احدى نقاط التفتيش بان اطلاق النيران مستمر طوال الليل والنهار. وقالت انه" لا توجد كهرباء ولا مياه . لاشيء. لا توجد مجاورة سكنية لم تتأثر باعمال القتال". ورغم ما يقوله قادة قوات المجلس الانتقالي من استخدامهم للاسلحة الخفيفة الا انه شوهدت الدبابات التابعة لهم تدك قوات القذافي من داخل شوارع المدينة، اضافة الى استخدام الشاحنات المحملة بالاسلحة الثقيلة. وكان المجلس الانتقالي قد سبق وقال إنه سيعلن " الاستقلال" بعد سقوط مدينة سرت حتى ولو لم يتم اعتقال القذافي الذي لا يزال هاربا ولا يعرف مكانه. ويعتقد أن نجل القذافي المعتصم مختبئ في مدينة سرت بينما يختبئ نجله الآخر سيف الإسلام في بني وليد المحاصرة من كافة الاتجاهات. وقال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس إن قواته وصلت إلى وسط سرت ويقومون بتمشيط المدينة بحثا عن القناصة. وأضاف ان البلدة الوحيدة التي ما زالت قوات القذافي تسيطر عليها وهي بلدة بني وليد تخضع لحصار من كل الجهات تقريبا. وأعرب عن أمله بأن يتم "تحرير" البلدتين بنهاية الأسبوع الجاري. مطار طرابلس على صعيد متصل، اعلن المجلس الانتقالي تسلمه مطار طرابلس من مجموعة من المقاتلين في إطار مساعيه لتعزيز سيطرته على المنشآت الاستراتيجية. وقال رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل أمام مجموعة من الصحفيين إن مجموعات مسلحة أخرى ستبدأ في القريب العاجل تسليم منشآت رئيسية إلى السلطات المدنية في البلاد. وظل مطار طرابلس تحت سيطرة مختار الأخضر، وهو قائد وحدة عسكرية قدمت من مدينة الزنتان وتجمعت في العاصمة الليبية للمساعدة على الإطاحة بالعقيد معمر القذافي في اغسطس/ آب الماضي. وقال عبد الجليل في تصريحات من داخل المطار "بعد أن حرروا هذا الموقع الهام، هاهم يسلمونه إلى الفنيين الذين سيعملون على تنظيم الرحلات الجوية". لكن تسيير الرحلات لم يبدا بعد في مطار طرابلس. وتستخدم الخطوط الجوية التركية، التي بدأت عملها مؤخرا في ليبيا، وشركات الطيران المحلية مطارا عسكريا في طرابلس إلى حين بدء العمل في مطار طرابلس. وأكد عبد الجليل أن المقاتلين "تعهدوا بتسليم موقع كل أسبوع وفقا لتوجيهات المجلس الوطني، وذلك من أجل مصلحة البلاد". يذكر أن التوتر تزايد مؤخرا بين القوات العسكرية القادمة من خارج طرابلس والمجلس العسكري برئاسة القيادي الإسلامي عبد الحكيم بلحاج. وطالب بلحاج الوحدات المسلحة الأخرى بسحب الاسلحة الثقيلة خارج العاصمة طرابلس.