كانت سماح الطالبة في المستوى الثاني بكلية الإعلام منهمكة في الإجابة على أسئلة الامتحان بعد ظهر يوم الثلاثاء. وبينما هي كذلك، دخلت إلى أمام قاعة الامتحان شقيقتها الكبرى وهي طبيبة تعمل أخصائية نساء وولادة، لغرض الاطمئنان على أختها سماح، وهو ما أثار غضب مراقبة القاعة. وللتو وبصوت حاد طلبت منها المغادرة.
لكن كبرياء الطبيبة منعها من الانصياع لأوامر المراقبة، لاسيما وأن الطلب جاء بصيغة الأمر، وبصوت عال ومنفر.
كلمة من المعيدة في كلية الإعلام، وأخرى من الطبيبة تطور إلى اشتباك بالأيدي. وعندما تطور الاشتباك إلى صراخ لم تمتلك سماح هاشم إلا أن تركت دفتر إجابتها وورقة الأسئلة وأسرعت تنضم إلى شقيقتها وتشاركها في العراك مع الأستاذة وسط مراقبة ودهشة الطلاب، ولسان حالهم يقول "تستاهل المعيدة"، فتعاملها مع الطلاب "فض" حسب تعبيرهم.
العراك كان من مصلحة الطلاب فيما يبدو، فلم يتردد الكثيرون في الغش، وإحداث جلبة داخل قاعة المحضار، مما أثار ردة فعلة غاضبة من قبل مشرف القاعة، الذي صرخ قائلاً: "جيبو لي محضر الآن.. بسرعة".
وقرر بصفته مشرفاً على القاعة حرمان الطالبة سماح من امتحان مادة اليوم، والمادتين التاليتين.
ذلك العراك لم يقتصر على النسوة، بل تطور إلى أحد أعضاء هيئة التدريس في الكلية، حين جاء مهرولاً، وأخذ يطلق التهديدات على الطالبة لتعديها على "زوجته"، مع أنه طلقها قبل أكثر من عام.
دموع الطالبة وتوسلاتها للدكتور لم تجدي نفعاً، فقد قرر حرمانها من بقية المواد إن لم يكن الفصل الدراسي كاملاً.
وعلى الرغم من أن دخول الطبيبة للكلية كان بدون وجه حق، إلا أن أغلب الطلاب الذين قابلتهم أبدوا امتعاضهم من القرار الصادر بحق "سماح"، لاسيما ولدى البعض منهم تجارب سابقة مع الأستاذة عايدة، التي يقولون إنها "تصرخ دائماً بدون وجه حق".
وتشهد كلية الإعلام نزوحاً لكثير من أعضاء هيئة التدريس، خاصة منذ تسلم الدكتور أحمد العجل منصب عميد الكلية قبل عام. وخلال هذا العام، انتقل الدكتور عبدالحفيظ الحطامي للتدريس في الإمارات، والدكتور وديع العزعزي إلى السعودية، بينما يلملم الدكتور محمد الفقيه أوراقه استعداداً للسفر إلى السعودية بداية العام المقبل للتدريس في إحدى جامعاتها.