شهر رمضان المبارك سيد الشهور بالاتفاق، سيحل ضيفا كريماً بعد بضعة أيام، ولا يفوتني بهذه المناسبة أن أتقدم بالتهاني القلبية لعموم القراء سائلاً المولى أن يبلّغهم الشهر ويعينهم على الصيام والقيام وأن يتقبل منهم الدعوات وسائر الطاعات. إلا أن مما يسوء المرء هو هذا الاستقبال العجيب، حينما يشاهد منظر الأسواق وقد اكتظت بكم هائل من المتسوقين، يتسابقون سباقاً مدهشاً على الشراء والاقتناء، الأمر الذي يزيد من درجة التعجب وترتفع معه درجة الذهول ويثير الكثير من التساؤلات، فهل بات استقبال شهر الصوم بأن تضيق البيوت ذرعاً من كثرة الأطعمة، والتي يمكن الجزم بأنها زائدة عن الحد وتفوق الوصف والعد؟ فالألم يزداد حين يُشاهد شخص وقد امتلأت سيارته بالمواد الاستهلاكية فلم تستطع استيعاب المزيد! والملفت في الآونة الأخيرة ازدياد الدعاية التي تستخدم لفظة رمضان، ويتبع ذلك تخفيض أو تسويق لسلع معينة وكأن الناس لا تأكل إلا فيه، ومن المؤسف أن توصف بعض السلع بأوصاف تجارية كأن يقال مشروب رمضان أو يصورون منتجاً مع عبارة (رمضان كريم) وغير ذلك، وهنا يتساءل الجميع عن دور وزارة التجارة لمنع مثل هذه الدعايات التي تسيء إلى قدسية هذا الشهر المبارك!. ومع إلزام الوزارة لجميع التجار بوضع الأسعار على السلع، وهي خطوة مشكورة، إلا أن التفاوت العجيب في الأسعار بات سمة ملموسة لأسواقنا، فالفرق يصل إلى قرابة الضعف أحياناً، مما يوجب وجود دوريات تابعة لوزارة التجارة تجوب الأسواق لكبح جماح ذلك التاجر الجشع، أو إيجاد مؤشر للأسعار كما فعلت بعض أمانات المدن، وحينها نرى أسواقاً قد أوشكت على الوصول إلى درجة مقبولة من النموذجية، وبخاصة في هذا الشهر. فهل تقدم وزارة التجارة على هذه الخطوة؟ وفي الجانب الآخر فإن من المضحك المبكي هو منظر أولئك الذين استعدوا بالمعصية لشهر الطاعة، فتجد أحدهم قد حمل كماً من الدخان وإن تضحك فإن شر البلية ما يضحك، فبدلاً من أن يحاول ذلك المبتلى الفكاك من هذا الداء والتخلص من تبعاته تجده ادّخر كمية يتناولها بمجرد أن يحسو حسوات من ماء! وكذلك الحال بالنسبة لمن يتاجرون بالسموم المتمثلة فيما يسمى بالمعسلات والشيش ، فإن الفرصة سانحة أمام الجميع للتخلص من كل هذه الأمور والأوبئة بعزيمة صادقة إلى الباري ، وحينها يكون هذا الشهر مرتعاً خصباً لكل من ينشد التجرد والنقاء. أما ما يعرف بالمسلسلات الرمضانية وبعض البرامج التي يتم تقديمها خلال هذا الشهر فحدث ولا حرج، وهاهنا همسة في أذن القائمين على بعض القنوات الفضائية أن يتذكروا الله في هذا الشهر فلا يقدموا للناس إلا ما يتوافق مع قدسيته فلا لهو ولا إسفاف ولا مشاهد هابطة، ولا أغاني ماجنة. وتساؤل أخير عن مظاهر الفرح والسرور باستقبال هذا الضيف الكريم، والتي تلاشت في أيامنا هذه؛ فقد كان الناس في السابق يظهرون شيئاً من ذلك وكان الأطفال يجوبون الشوارع مرددين الأهازيج، أما الآن فقد اختفت تلك المظاهر بل إن الوجوم قد بدا على البعض لحجج زائفة وأعذار واهية، فهل تعود لرمضان بهجته، والأهم هل تؤوب إليه مكانته ويكتسي حلته ليرفل بقدسيته؟ وقفة : صدر التوجيه السامي بتمديد مهلة تصحيح أوضاع العمالة إلى نهاية العام الجاري، في لفتة إنسانية ليست بمستغربة على مليك هذه البلاد أيده الله. وبقيت الكرة في ملعب الجهات المعنية بعد ذلك، فيرجى أن تخلو بلادنا من العمالة غير النظامية، ويقتضي ذلك منح جميع طالبي العمالة من أفراد ومؤسسات وشركات العدد المطلوب منها ، بحيث لا تكون هناك أي حاجة للاستعانة بمتخلف أو متسلل. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (68) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain