الرؤية الإعلامية للمرحلة القادمة: استكمالاً لما تم طرحه في المقال السابق من توضيح للرؤية التي يجب أن تقوم عليها الاستراتيجية الإعلامية القادمة والأهداف التي يجب أن تقوم عليها هذه الاستراتيجية تجدر الإشارة هنا إلى أن وسائل الإعلام بكل أشكالها المختلفة ( صحافة ، راديو ، تلفزيون ، إعلام الكتروني ) تمثل جميعها وسائل أساسية للتواصل مع الجماهير بفئاتهم المختلفة على طول البلاد وعرضها ، ولضمان قيام هذه الوسائل بدورها الإيجابي الهادف يجب أن تكون هناك استراتيجية إعلامية منظمة وواضحة تساعدنا في بناء وصياغة الرسالة الإعلامية وفق توجهات وأهداف المرحلة الحالية والمستقبلية . ومن أجل الابتعاد عن التعامل بآلية ردود الأفعال تجاه الأحداث والقضايا. إن ما أفرزته الثورة اليمنية من أحداث ومتغيرات على الساحة الإعلامية تتطلب وجود استراتيجية إعلامية وطنية تواكب هذا الحدث العظيم . خطوات بناء الاستراتيجية الإعلامية الجديدة : 1 – تحديد أهداف بعينها خلال المرحلة القادمة والتي من شأنها المساعدة في إنجاز التحول الراهن في المشهد اليمني. 2 – العمل على إيجاد شركاء حقيقيين في الشأن الإعلامي للمساعدة في تحديد الرؤية وتحمل المسؤولية . 3 – الابتعاد قدر الإمكان عن الأهداف الخيالية وغير الواقعية .. فالشعب اليمني غير قادر على تحمل الخيال المصطنع والكاذب . 4 – تحديد القضايا الهامة والعاجلة التي يجب أن تأخذ الأولوية في الاستراتيجية ومن ثم تحديد الجمهور المستهدف من الخطة . 5 – ضرورة التقييم المستمر للاستراتيجية الموضوعة وتحديد نقاط القوة والضعف . 6 – بناء علاقة قوية مع الإعلاميين والمفكرين والسياسيين داخل البلاد للمساعدة في التسويق والشرح لمشروع الحكومة وسياساتها. 7 – ترسيخ قيم جديدة للمسيرة الإعلامية بعقلية أكثر تطوراً وانفتاحاً وبما يحاكي الواقع اليمني بكل أطيافه. 8 – التأهيل والتدريب المستمر للكوادر الإعلامية بحيث يكونون قادرين على إدارة العملية الإعلامية وإدارة الحوار البناء بين فئات الشعب المختلفة وتساهم في نقل المجتمع اليمني من وضع الاتكالية على الغير إلى وضع المنتج القادر على العطاء. 9 – السعي إلى جعل الإعلام اليمني في مستوى الحدث الذي تمر به البلاد وفي مستوى التطلعات التي تسعى إلى تحقيقه. 10 – التأكيد على استقلالية وسائل الإعلام من خدمة أي فئة أو شخص أو جهة ، وتغليب مصلحة الشعب على مصلحة الآخرين . الركائز العشر التي يجب أن تقوم عليها الاستراتيجية الإعلامية في المرحلة القادمة: الركيزة الأولى : العامل التقني والمتمثل في تكنولوجيا المعلومات من خلال تزويد المحطات والوسائل الإعلامية بالأجهزة والمعدات التكنولوجية المتطورة في هذا المجال وبما يتواكب مع روح العصر ، خاصة وقد مضى وقت طويل على التجهيزات والمعدات الموجودة في أغلب وسائلنا الإعلامية والتي لم تعد قادرة على تقديم عمل إعلامي عالي الجودة . الركيزة الثانية : التفكير جدياً في وضع تصور عملي لإنشاء مدينة للإنتاج الإعلامي فلسنا أقل شأناً من غيرنا خاصة أن اليمن لديها العديد من المناطق الجغرافية المؤهلة لإقامة مثل تلك المشاريع بما يسهم في تطوير صناعة الإعلام وجذب المستثمرين المحليين والأجانب في هذا القطاع. الركيزة الثالثة : يجب أن تتركز الاستراتيجية القادمة في إعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية وإصلاحها وتطويرها سواء على مستوى الكادر البشري أو البنية التحتية والتقنية والسياسة التحريرية . الركيزة الرابعة : إعطاء الاستقلالية الكاملة لمحطات التلفزيون وفصل الإذاعة عن التلفزيون بالشكل الذي يسهم في تكريس الاختصاص ومعالجة الترهل الفني والتقني والإداري القائم، ومعالجة البطالة المقنعة الموجودة حيث لا يوجد معايير وتوصيف للكثير من المهن والوظائف الموجودة داخل القطاع الإعلامي والتي كان الغرض منها في معظم الأحيان هو إحداث توازنات ليس إلا . الركيزة الخامسة : الارتقاء بمستوى الخدمة الإخبارية والمعلوماتية التي تقدمها وسائل الإعلام بأشكالها المختلفة وتمكين جميع وسائل الإعلام من الوصول إلى مصادر الأخبار، إضافة إلى الاهتمام بالإعلام الإلكتروني من خلال توفير المتابعة والقياس والتحليل للمضامين التي تحتويها هذه المواقع ، ووضع الضوابط الخاصة بها. الركيزة السادسة: الاهتمام بالإذاعة المسموعة وحل مشاكلها الفنية والاقتصادية خاصة أن هناك نسبة عالية من الجمهور اليمني يحرص على الاستماع إلى الإذاعة مع ضرورة التوسع في إنشاء محطات FM الإذاعية لتلبية قطاعات أخرى من الجمهور والمعلنين وخاصة في المحافظات النائية. الركيزة السابعة: يجب أن يكون هناك استراتيجية متقدمة تعني بالتعليم والتدريب وفقاً لنموذج منظم يسهم في قيام منظومة إعلامية ديمقراطية. الركيزة الثامنة: العامل الإداري حيث يشكل هذا الجانب العامل المهم في إنجاح العملية الإعلامية، ولعل من أسباب الضعف الذي شهدته وسائل الإعلام اليمنية بمؤسساته المختلفة هو ضعف الجانب الإداري وغياب الهيكلة السليمة للوظائف الإعلامية. الركيزة التاسعة: اختيار الكادر الإعلامي على أسس من الكفاءة والخبرة والابتعاد عن المحسوبيات والولاءات المختلفة. الركيزة العاشرة : العمل على إيجاد مراكز ووحدات للدراسات ومؤسسات الاستطلاع وقياس الرأي العام والتي تساهم في التعرف على مستوى الأداء الإعلامي واتجاهات الرأي العام والمزاج الثقافي والسياسي للجمهور، والتي تجعل من الوسائل الإعلامية وسيلة لتحقيق الغايات والأهداف الوطنية .. وللحديث بقية. [email protected]