تتزايد معدلات الفقر والبطالة والامية، والتدهور في الأوضاع الصحية يوماً بعد يوم منذ (الثورة الأزمة) السياسيه التي تعرضت لها اليمن وانطلقت معها عملية التغيير .. الانعكاسات السلبية على الوضع الانساني باتت واضحة وفي تصاعد مستمر .. وتحول الربيع الذي كان من المفترض أن تتفتح معه الزهور ، وتغرد الطيور والفراشات إلى شتاء ساخن ، وخريف تطايرت معه ما تبقى من مؤشرات التقدم للأمام .. ومع ذلك لا زلنا متفائلين بأن القادم أفضل .. مع كل يوم يمر يزداد الضحايا .. ومع أن التقدم في العملية السياسية من المفترض أن يقود الى تحسن في الأوضاع الإنسانية المتعلقة بالفئات الفقيرة ، وفئات الاحتياجات الخاصه ، والنساء ، والأطفال .. إلا أن واقع الحال وبفعل التدهور الامني يدق جرس الخطر بأن العملية السياسية نفسها باتت معرضة للانهيار اذا لم يتم تدارك الأوضاع الأمنية ، وتحسن الخدمات الاساسية وبالتالي تحسن فرص الفقراء والفئات الضعيفة والمهمشة للوصول الى تلك الخدمات .. لم تعد استراتيجية التخفيف من الفقر قائمة بذلك الشكل الذي كان ينبغي أن تكون عليه في الاوضاع الطبيعية .. القائم حالياً هو العمل وفق البرنامج المرحلي للاستقرار والتنمية 2012 - 2014 الذي هو الآخر لم يحقق النتائج المرجوة من حيث تحقيق الأولويات الملحة ، والاجراءات العاجلة .. وكذلك أهداف الألفية التي كان من المفترض أن تتحقق مع حلول العام 2015 لم يعد هناك مؤشرات في الواقع على إمكانية تحققها وفقاً للمؤشرات العالمية بالنسبة لليمن سواء على مستوى التعليم، أو الصحة، أو البيئة ... وغيرها . نصف سكان اليمن بحاجة لمساعدة إنسانية.. هذا ما أعلنه مسئول أممي ونقله تقرير الأممالمتحدة ، ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن الذي حذّر من انهيار عملية الانتقال السياسي إذا لم يتم معالجة الوضع الإنساني .. إذ يعاني أكثر من مليون طفل سوء تغذية حاد منهم 250 ألفاً يواجهون خطر الموت ما لم يتم توفير المساعدات الفورية بحسب ما جاء في التقرير .. إن التقدم في ميدان إعادة التوازن للاقتصاد الكلي ، والاستجابة الحقيقية للاحتياجات الفعلية للمواطنين وبالذات في المناطق البعيدة والنائية ، خاصة تلك المناطق التي تعاني أصلاً من الفقر والصدمات الطبيعية بفعل الجفاف ، والمشاكل البيئية ، والانجراف ، والتصحر .. إلخ من المشاكل ... إن معاناة تلك المناطق قد تضاعفت بشكل كبير .. كما أن المواطنين سواء في الحضر أو الريف لا يزالون يعيشون حالة من عدم التوازن في متطلباتهم المعيشية الاساسية .. لقد تراجع أمل المواطن تدريجياً مع تزايد حالة الشعور بالقلق وعدم الاطمئنان نتيجة التقطعات على الطرقات التي بدأت تشمل اختطاف مسئولين في الدوله وأعضاء مجلس شورى .. بالاضافة الى الاغتيالات المتكرره للقيادات العسكريه ، والامنيه .. لقد رفع الشباب مخيماتهم واتجهوا الى منازلهم وأعمالهم ، ومدارسهم ، وجامعاتهم .. لكن المشكلة التي أخرجتهم الى الشوارع لا تزال قائمة .. وهي النسبة العالية للبطالة في صفوف الشباب ، وهي القنبلة التي لا تزال موقوتة .. والتي يجب أن تكون هي في مقدمة الاولويات لكل البرامج والتدخلات الاقتصادية .. المجتمع الدولي والمنظمات المانحة حريص على مساعدة اليمن للخروج من هذه الاوضاع المأساوية .. لكن من لا يساعد نفسه لن يساعده الآخرون .. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك