• منذ حوالي شهر ونصف والعملية التعليمية متوقفة تماماً في الكثير من المدارس وخاصة في الأرياف البعيدة ، وكأنه ليس كافياً المستوى المتدني الذي وصل إليه التعليم في بلادنا لنضيف إليه مسألة تعطيل العملية الدراسية، وهذه المرة السبب ليس واحداً من تلك الأسباب التي تعودنا عليها سابقاً مثل عدم توفر المدرسين أو غياب الكتاب المدرسي، وإنما سبب سياسي بامتياز وباسم الديمقراطية ، حيث إن العديد من مدرسي هذه المدارس وبدلاً من أن يكونوا أكثر حرصاً على الالتزام بأداء عملهم والقيام بدورهم ومهمتهم الإنسانية الجليلة في تعليم أبنائنا، أصبحوا يداومون في ساحات الاعتصام، وليس ذلك وحسب ، بل وصل الأمر ببعض هؤلاء المدرسين إلى القيام بتحريض الطلاب على المشاركة في الاعتصامات وإقحامهم في الصراعات السياسية التي لا ناقة لأبنائنا فيها ولا جمل ، باعتبار أن أغلبهم في عُمرٍ لا يفقهون معه شيئاً في السياسة والمظاهرات والاعتصامات. • لست ضد أن يكون المعلم أو المدرس متحزباً ويمارس حقوقه الدستورية في الاعتصامات والمظاهرات السلمية ولكنني ضد أن يُمارس هؤلاء هذا الحق على حساب انتهاك حقوق أطفالنا في التعليم وحرمانهم منه تحت غطاء الديمقراطية ، في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة إلى بناء جيل واعٍ ومتعلم ومثقف. • المفارقة العجيبة هنا هي أن هؤلاء المدرسين الذين انضموا إلى ساحات الاعتصام يؤكدون أن انتشار الفساد هو أحد الأسباب التي دفعتهم للمشاركة في الاعتصامات، بينما هم وبتعطيلهم للعملية التعليمية يمارسون الفساد في أبشع صوره، كيف لا وهم يحرمون أبناءنا من حقهم في التعليم؛ كما أنهم يتسلمون رواتب على عمل لم يؤدوه دون وازع من أخلاق أو ضمير، أليس هذا نوع من الفساد الذي يشكو منه هؤلاء؟ لماذا لا يتمثلون في عملهم قول رسولنا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام: « إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه »، وأين هؤلاء من أخلاق ديننا الإسلامي؟ وكيف يستقيم أن نهتف وندعو لمحاربة الفساد ونحن نمارس الفساد عن قصد وعمد؟ وهل من المقبول أن ننهى الناس وننسى أنفسنا؟! • هؤلاء الذين يحملون رسالة إنسانية سامية جعلتهم في منزلة الرُسل ، من المفترض أن يكونوا القدوة والمثل الأعلى في الالتزام بعملهم ، لأنهم يتحملون مسئولية كبيرة وأمانة عجزت عن حملها السموات والأرض والجبال تتمثل في تعليم الناشئة والشباب العلوم والمعارف النافعة، فلماذا لا يقومون بواجباتهم التدريسية ثم يذهبون إلى أي مكان يريدونه ويمارسون ما يشاءون عقب الدوام المدرسي؟ أما أن يجبرونا على أن نتحمل تبعات اعتصاماتهم من مستقبل أولادنا ، فهذا أمر لا يقبله عقل ولا يجيزه منطق. • لا نريد أن تكون العملية التربوية والتعليمية إحدى ضحايا الممارسات الديمقراطية المغلوطة، بل نريدها عملية تربوية وتعليمية خالصة لا علاقة لها بالصراعات الحزبية وبمنأى عن أية خلافات سياسية، لأن الثمن سيكون فادحاً من مستقبل أبنائنا ومستقبل وطننا بشكل عام. • الزج بأبنائنا الطلاب والعملية التعليمية برمتها في أتون الخلافات والمهاترات السياسية والحزبية وصلت إلى مرحلة خطيرة جداً تستدعي من الجهات المعنية أن تدرك جيداً خطورة هذه الممارسات السياسية المغلوطة على مستقبل أبنائنا، وتكون أكثر حرصاً على عدم ترك أطفالنا نهباً للسياسة وخلافاتها، بالعمل على وضع حد لانتهاك حق أطفالنا في التعليم واتخاذ الإجراءات القانونية في حق المتسببين بتخريب العملية التعليمية. أستقيل من المشترك • أحد الأشخاص جاء إلى الصحيفة حاملاً معه إعلاناً بخط يده يعلن فيه انسحابه من اللقاء المشترك، ونورد هنا ما كتبه بالنص حيث يقول: « أنا أحمد أحمد علي صالح قعشة أعلن انسحابي من اللقاء المشترك واحتفظ بعضويتي في الحزب الاشتراكي وذلك بسبب استحواذ حزب الإصلاح على ساحات التغيير في تعز وصنعاء ولم يجعل لبقية الأحزاب أي دور، فجميع اللجان من الإصلاح، اللجنة الأمنية، اللجنة الإعلامية، اللجنة التنظيمية، اللجنة التموينية، اللجنة المالية.. هذا إلى جانب أن قيادة الإصلاح أباحوا دماءنا وكفّرونا » إلى هنا انتهى الإعلان ولن أضيف أي تعليق عليه، واللبيب بالإشارة يفهم !! [email protected]