مشروع الشهيد : دائماً نسمع مشروع كسوة العيد أو مشروع الحقيبة المدرسية أو مشروع أضاحي العيد وأخيراً جاءوا لنا بمشروع آخر صرخة .. وهو ( مشروع الشهيد) ؟! وكنت أظن في بداية الأمر عندما سمعت زميلاً لي يقول المشترك لديهم مشروع الشهيد فتبادر إلى ذهني أنه مشروع خيري يقوم به إخواننا في الله جزائهم الله عنا خير الجزاء .. فقلت وما هو مشروع الشهيد ؟ .. فقال لي مفاجأة ولن أقول لك .. تابع الأخبار وستعرف ذلك .. وانتظرت بفارغ الصبر حتى جاءت الساعة التاسعة موعد نشرة الأخبار كي أعرف ما هو مشروع الشهيد والمفاجأة التي أخبرني عنها زميلي التي كنت أضنها مفرحة وإذا بالمذيع يأتي بالخبر الذي كان بالنسبة لي كالصاعقة .. إنه مشروع إجرامي خبيث يهدف إلى الزج بالأطفال الأبرياء والنساء اللواتي حشوا عقولهن بأفكار جهادية مسمومة وأدخلوا في عقولهن أن مفاتيح الجنة بأيديهم وإذا بي أراء شعارات على قطع من قماش ربطت على رؤوس الاطفال والنساء مكتوب عليها عبارات مشروع الشهيد والبسوا الأطفال وبعض من خفاف العقول من الآباء وأولياء الأمور أثواب بيضاء على أنها أكفان الشهداء في سبيل الله !!! الذي يشاهد هذه المناظر ولا يعلم ما يجري في بلادنا سيظن أن هؤلاء ذاهبون لتحرير القدس الشريف من أيدي الغاصبين اليهود ، لكن الطامة الكبرى أن هذا المشروع هو ضد إخواناً لهم في النسب والدين في الجهة الأخرى من العاصمة صنعاء وسيذهبون لتأدية فريضة الجهاد في دار الرئاسة لينالوا بذلك الشهادة ؟ ولا أقول لهؤلاء إلا (عقول كالجبال أضلها باريها) . بالله عليكم كيف سمحت لهم قلوبهم وضمائرهم إن كان لهم قلوباً وعقولاً وضمائر أن ينتهكوا براءة الأطفال وحرمات النساء .. أليس فيهم رجل رشيد ؟!! فلماذا لا يكون لهؤلاء المنظرون والقادة شرف الشهادة في سبيل الله ويتركون الأطفال والنساء يحملون بعدهم مناقبهم ويقيمون لهم النصب التذكارية . فالكلام كثير والحسرة والألم أكثر وأعظم ولا أستطيع إلا أن أدعوا الله أن يعودوا إلى رشدهم وأن يهتدوا إلى جادة الصواب والحق المبين . قبل أن أنتقل إلى نقطة أخرى هي أيضاً مهمة تخص الأطفال كنت أشاهد التلفاز وإذا بالخبر يأتي من قناة الجزيرة ( القناة الشريرة ) مفاده أن قادة المشترك قرروا النزول إلى ساحات الاعتصام وبدون شعور ارتفع صوتي ضاحكاً مقهقهاً حتى سمعت ابنتي الصغرى تنادي أخويها .. حمادة .. أسامة .. بابا مجنون .. . فزادت قهقهتي وقلت لها يقولون المشترك قرروا النزول إلى الساحات فهذا هو الخبر الذي الصق بقادة المشترك صفة الجنون والتناقض والكذب لأنهم من بداية الأحداث متواجدين في ساحات الاعتصام بطريقة أو أخرى .. فردت عليًّ صغيرتي وما المشترك يا بابا فكان هذا السؤال وجيهاً يجعلني أنتقل إلى النقطة التالية والتي أيضاً تخص الأطفال : ابنتي التي لا تعرف معنى المشترك ولم أقل لها ما المشترك وأدعو الله أن تكبر وتكون إحدى لبنات بناء هذا الوطن المعطاء وأن لا تعرف ما هو المشترك . .. فهذه تلميذة في الصف السادس فما بالكم في أطفال في سن الثالثة والرابعة والخامسة وأقل من هذا السن وهذه البراءة تشوه وجوههم وجباههم الطاهرة بعبارات النجاسة والوساخة والقذارة وهم لا يعرفون ما كتب على وجوههم وجباههم الطاهرة .. ووصل بهم الأمر إلى تعرية أجساد الأطفال ليكتبوا على صدورهم أقبح العبارات . فهل برأيك عزيزي القارئ أن هذا السلوك يليق بمن يعتبرون أنفسهم قادة للوطن في المستقبل ناهيك عن انتهاك حقوق الطفل التي تنادي بالحفاظ عليها وعدم استغلالها جميع المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية . ألا يعلم هؤلاء الذين يدعون أنهم قادة بأنهم يربون أطفالنا على الحقد والكراهية والرغبة في الانتقام وعدم تقبل الآخر ويخلقون جيلاً انتقامياً لا يأتي من وراء ذلك إلا عواصف الشر والفتن الداخلية على مستوى الوطن وعلى مستوى الأسرة الواحدة ويفتح الباب للتدخلات الخارجية الاستعمارية للتحكم بمصير الوطن وابنائه ونهب ثرواته المختلفة بحجة دعم المجاهدين كما يحدث حالياً في ليبيا . أمام تعنت المشترك وهم الأقلية نجد القيادة السياسية ممثلة بشخص فخامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح / تُقدم التنازلات تلو التنازلات في مصلحة الوطن وحفاظاً على أرواح الأبرياء من أبناء الوطن . ولا أجد ما أقوله أمام قذف المشترك وأزلامه شخص الرئيس وتسامح فخامة القائد .. إلا ما قاله الشاعر العربي: إذا رماك خساس الناس عن سفه فول ظهرك ما قالوا ولا تجب فالليث يظهر للأشباه مخلبه ويكتفي لذئاب الغاب بالذنب فالأخ الرئيس رغم التهديد للوصول إلى غرف النوم ورغم حذف صوره بالأحذية وتشويهها وإنكار منجزاته الوطنية وإنكار الجميل ورغم الكتابات والشعارات البذيئة التي ترفع في الساحات والتي تستفز أي شخص لا تمسه شخصياً فما بالكم أن تكتب لشخص فخامة رئيس الجمهورية ورغم هذا تحلى الرئيس بالصبر والتسامح والحلم وسعة الصدر وإلى الأمس القريب وهو يدعوهم إلى الحوار والتسامح رغم ما اقترفوه بحقه .. لهذا تمنيت أن يكون لي قلب كقلب علي عبدالله صالح .. وفق الله الجميع لما فيه خدمة الوطن. [email protected]