اعلن أبرز مسؤول اداري في كربلاء الاثنين 5-1-2009 وصول مئات الاف الزوار, بينهم 55 الفا من العرب والاجانب, الى المدينة الواقعة جنوب بغداد للمشاركة في احياء ذكرى عاشوراء. وقال المحافظ عقيل الخزعلي ان "كربلاء استقبلت حتى الان حوالى مليون زائر, بينهم 55 الفا من العرب والاجانب". واضاف ان "غالبية الزوار من العراقيين وهناك عرب من مختلف الدول مثل البحرين والسعودية بالاضافة الى اجانب من ايرانوباكستان وغيرها". ويتواصل توافد الحشود الى كربلاء, حيث مرقد الامام الحسين (ثالث الائمة المعصومين لدى الشيعة). وانتشرت على جانبي الطرق الرئيسية المؤدية الى كربلاء عشرات الخيم لاستقبال الوافدين الذين وصل معظمهم سيرا على الاقدام, وتقدم لهم الطعام والماء وتسمح لهم بالاستراحة من عناء المسافة. واتشحت مباني المدينة بالسواد وتعلو اصوات الطبول والاذكار الحزينة التي تستعيد مشاهد واقعة الطف حيث قتل جيش الخليفة الاموي يزيد ابن معاوية الامام الحسين وغالبية افراد عائلته العام 680 ميلادية. كما انتشرت في شوارع المدينة عشرات المواكب التي احتشد حولها رجال يرتدون ملابس سوداء ويمارسون طقوس اللطم والضرب بالسلاسل على وقع اقوال حزينة. ووقفت مئات النسوة يرتدين ملابس سوداء على جنبات الطريق لمشاهدة المواكب. وتسير مواكب من الشبان في خطين متوازيين يلطمون بالزنجيل على وقع الطبول بينما يردد احدهم قصائد تروي مشاهد موقعة الطف. واختلطت ملصقات الدعاية الانتخابية باعلام ولافتات الحزن على جدران المدينة المتشحة بالسواد. وانتشرت حواجز للجيش والشرطة على الطريق انطلاقا من بغداد بواقع نقطة تفتيش كل عشرة كيلومترات تزداد كثافة مع الاقتراب من كربلاء. واكد قائد عمليات كربلاء اللواء عثمان الغانمي في وقت سابق, ان "عشرات الاف الزوار دخلوا المدينة حتى الان والعدد في تصاعد مستمر". واضاف ان معظم الزوار هم من العراقيين, لكن هناك بضعة الاف من دول عربية مثل البحرين وعمان والسعودية والكويت, وغالبية الاجانب من ايرانوباكستان وتنزانيا وهناك بعض الشيعة من حملة الجنسية الفرنسية من مدغشقر. ويرى ابو عباس (44 عاما) الذي يرتدي ملابس سوداء, والمسؤول عن احد المواكب ان "جميع الزوار يشعرون بسعادة لاداء مراسم الزيارة لانه يجب الوفاء لشهيد الاسلام" في اشارة للامام الحسين. وقالت ام محمد (33 عاما) التي وصلت من القطيف في السعودية برفقة زوجها, لزيارة المدينة للمرة الاولى "اشعر بسعادة كبيرة وكأنني في حلم هنا في كربلاء". لعربية.نت وتابعت والدموع تنهمر من عينيها "احاول المشاركة بكل شيء, حضور المحاضرات ومتابعة المواكب (...) اتمنى ان لا يفوتني اي شيء" من جانبه, قال كولام عباس (53 عاما) الذي وصل من مدغشقر "وصلت برفقة 25 شخصا لزيارة كربلاء, اتولى ادارة امورهم لانني ازور المدينة للمرة الرابعة". واضاف عباس الذي قام بزيارة كربلاء للمرة الاولى عام 1997, ان "اوضاع المدينة تغيرت اشعر بحرية اكبر الان". بدوره, قال خورشيد اخور (50 عاما) من باكستان "احلم منذ طفولتي بزيارة كربلاء, وقد تحقق حلمي اليوم", فيما اكد زميله عاصم عباس (25 عاما) ان وجوده قرب مرقد الامام الحسين شبيه ب"الجنة التي احلم بالوصول اليها". اما الايراني صادق حسين, وهو في الاربعينيات ويرتدي ملابس سوداء ويغطي راسه بوشاح اخضر, فقال ان "الوقوف عند مرقد الامام الحسين في ذكرى عاشوراء هو اكثر شيء تمنيته طوال حياتي". وقال سيد علي نقوي (33 عاما) ايراني الاصل بريطاني الجنسية, جاء من لندن "كنت اسمع بمواكب عاشوراء ومجالس العزاء واخيرا رأيتها". واضاف نقوي الذي ارتدى ملابس سوداء ووشاحا اخضر حول عنقه "احسست الان باهمية المكان وقدسية الوقوف في مرقد امام الحسين". بدوره, قال العماني غازي غريب الحسيني (22 عاما) الذي يرتدي دشداشة تقليدية سوداء, "اتمنى حضور مراسم عاشوراء كل عام". وزيارة كربلاء خلال عاشوراء تعتبر من اقدس المناسبات الدينية لدى الشيعة, حيث يحضرها اكثر من مليون شخص يصل معظمهم سيرا على الاقدام من مناطق متفرقة في العراق. يذكر ان عشرات الاشخاص قضوا في تفجيرات انتحارية واعمال عنف اخرى استهدفت تجمعات للطائفة الشيعية في مناطق متفرقة من العراق في الاعوام الماضية خلال احياء المناسبة.