وقد تحدث فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية امام مؤتمر قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى المنعقدة في جزيرة سي آيلند بولاية جورجيا الأمريكية ،حيث عن سعادته سعادته بالمشاركة في هذا اللقاء الذي يجمع قادة الدول الصناعية الثماني الكبرى وعدد من قادة البلدان في المنطقة ، وذلك من أجل تبادل وجهات النظر حول سبل تعزيز التعاون والشراكة الديمقراطية والتنموية بين هذه البلدان والدول الثمان . واستعرض فخامة الاخ الرئيس ما حققته بلادنا من إصلاحات سياسية منذ قيام الجمهورية اليمنية ، وقال.. لقد كانت اليمن من الدول الرائدة في الإصلاحات السياسية والإقتصادية والتعليمية وغيرها ، والتي بدأت في الثاني والعشرين من مايو 90م ، عندما ارتبط قيام الجمهورية اليمنية بالديمقراطية ، وإقرار التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة وتوسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار ومشاركة المرأة وحرية الرأي والصحافة واحترام حقوق الإنسان . وجدد الأخ الرئيس ترحيبه بالإصلاحات باعتبارها ضرورة لمواكبة تطورات العصر ، موضحاً بأن إعلان صنعاء أكد دعم مثل تلك التوجهات وهو بمثابة خارطة الطريق للإصلاحات في المنطقة والعالم ..مؤكدا على ضرورة ان تكون الاصلاحات نابعة من الداخل ولا تفرض من الخارج . وأكد فخامة الأخ الرئيس من خلال حديث للقمة بأن مشكلة الإصلاحات في المنطقة سوف يكتب لها المزيد من النجاح إذا تحقق السلام العادل والشامل في المنطقة وذلك من خلال تنفيذ خارطة الطريق وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة . مشيراً بأن ذلك هو ما يوفر الأمن والسلام لإسرائيل ولجميع دول المنطقة .. وجدد مطالبته بإنهاء الإحتلال للعراق وتمكين الشعب العراقي من إدارة شؤونه بنفسه ، بإشراف الأممالمتحدة ، وأن تلعب الأممالمتحدة دوراً فعالاً في هذا المجال ، وبما من شأنه بناء عراق ديمقراطي حر ومستقل . ودعا فخامة الاخ الرئيس إلى إيجاد شراكة حقيقية في مجالات الديمقراطية والتنمية بين الدول الغنية والفقيرة ، مطالباً بإنشاء صندوق للتنمية تسهم فيه كل الدول الغنية من أجل مكافحة الفقر وإلغاء الديون المتراكمة على الدول الفقيرة والأقل نمواً من أجل أن تتوفر الموارد الكافية لبرامج التنمية والإصلاحات. واستعرض فخامة الاخ الرئيس الجهود التي قامت بها اليمن من أجل مكافحة الإرهاب وما حققته من نجاحات في هذا المجال ، وكذا ما قدمته من دعم للجهود الدولية المبذولة من أجل مكافحة الإرهاب . وقال إن الإرهاب آفة تهدد الجميع ، وأن المدخل الحقيقي لمكافحة الإرهاب هو السعي لتحقيق العدالة .. مشيراً إلى أن غياب العدالة وانتشار الفقر يمثلان بيئة خصبة لتنامي ظاهرة التطرف والإرهاب في العالم . وأكد فخامة الأخ الرئيس في ختام حديثه على أهمية تعزيز جسور الحوار والتفاهم بين الحضارات والثقافات من أجل عالم يسوده الأمن والإستقرار والسلام والتعاون والمحبة بين الجميع وكان قادة مجموعة الدول الثمان الصناعية الكبرى في العالم قد بدأوا اليوم جلسات اعمال قمتهم في منتجع سي ايلاند بولاية جورجيا الامريكية ، بمشاركة أربع دول عربية هي الأردن، العراق ، الجزائر و البحرين. وقد افتتح الرئيس الأمريكي جورج بوش القمة التي تستضيفها بلاده في ظل جو من الانفراج بعد تبني الاممالمتحدة أمس لقرارا جديدا حول نقل السيادة الى العراق ، وعلى الرغم من التحفظات الاوروبية على المشروع الاميركي للاصلاحات في الشرق الاوسط. وكان الرئيس الاميركي جورج بوش عبر عن ارتياحه للاجماع الذي تم التوصل اليه بشأن القرار الاميركي البريطاني في مجلس الامن الدولي 00 معتبرا انه انتصار كبير للعراقيين على حد قوله 0 وقال بوش للصحفيين ان مجلس الامن يؤيد الحكومة المؤقتة وانتخابات حرة وقوة متعددة الجنسيات. وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير من جهته عند وصوله الى سي آيلاند للمشاركة في قمة الثمان "انها مرحلة مهمة للعراق الجديد". اما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقد عبر عن ارتياحه "للحوار البناء في مجلس الامن الدولي 00 مؤكدا ان تبني القرار يشكل بدون مبالغة خطوة كبيرة الى الامام0 ويمكن لقادة المجموعة الآن التركيز بشكل اكبر على ملفات اخرى خلال اجتماعاتهم التي ستستمر حتى يوم غد الخميس 0 ويأمل الرئيس الاميركي في الحصول على دعم قادة دول المجموعة لمشروعه الذي يسمى "مبادرة الشرق الاوسط الكبير وشمال افريقيا" وينص على تشجيع اصلاحات سياسية واقتصادية في هذه المنطقة. وسيناقش قادة الدول الثماني خلال لقاءاتهم مع عدد من قادة عدد من الدول العربية والاسلامية والافريقية التي دعت للقمة الاصلاحات في بلدانهم 0 كما ستخصص المجموعة اعمالها اليوم لوضع الاقتصاد العالمي، ويفترض ان تشير الى ان الانتعاش معزز على الرغم من ارتفاع اسعار النفط وزيادة شبه اكيدة في معدلات الفائدة في الولاياتالمتحدة. وكما يحدث تقليديا ستهتم قمة المجموعة غدا الخميس بالتنمية ، ومن المتوقع أيضا يتبنى قادة دول لمجموعة سلسلة من الاجراءات تهدف الى الحد من المجاعة في منطقة القرن الافريقي. وقال مسئولون أمريكيون أن بوش سيؤكد على أهمية النمو العالمي القوي في توفير فرصة جيدة لالمانيا وفرنسا من أجل الدفع قدما بالاصلاحات المؤلمة الضرورية لانعاش اقتصادياتهما المتعثرة. حيث يعاني الاقتصاد الالماني - وهو الاكبر في أوروبا وثالث أكبر اقتصاد في العالم بعد الولاياتالمتحدة واليابان من الركود الذي استمر في الاعوام الثلاثة الماضية. فيما ستكرس جلسة العمل الاخيرة في القمة للقضية التي طرحها الرئيس الامريكي جورج بوش من أجل مكافحة انتشار الاسلحة النووية من خلال فرض قيود أكثر على نقل المواد النووية وإعادة تدريب وإيجاد وظائف جديدة لعلماء الذرة العراقيين. وسيختتم الزعماء يومهم بمأدبة عشاء عمل في منتجع سي أيلاند الراقي بولاية جورجيا الامريكية حيث تعقد اجتماعاتهم. وسيصدر في ختام القمة يوم غد الخميس بيان ختامي عام عن القمة بالاضافة إلى إعلان حول الشرق الاوسط.