حيث تجدد اليمن دعوتها على ضرورة تطبيق الإصلاحات مقترنة بتحقيق العدالة و دعم برامج مكافحة الفقر في البلدان النامية والفقيرة، و تدلل هذه المشاركة على ثقة المجتمع الدولي بالوضع العام في اليمن. و في الوقت الذي يتوجه قادة أكبر الدول الصناعية بالعالم إلى جزيرة سي في ولاية جورجيا تتوافد على الجزيرة أيضاً حركات المناهضة للعولمة المحتجة على قرارات قمة دول الثمان التي تتجاهل السواد الأعظم من البشر في قراراتها التي تحدد مصير العالم. و وسط إجراءات أمنية مشددة تنعقد هذه القمم التي صار مكانها المفضل هي الجزر بعيداً عن هذه الإحتجاجات التي بلغت أوجها عام 2001م في مدينة جنوا بإيطاليا، لكن أياً كان حجم هذه المعارضة و أسبابها تظل قمة الدول الصناعية الثمان تكتسب أهمية كبرى في صنع السياسة العالمية. بدأت إجتماعات قمة الثمان في فرنسا عام 1975 لمواجهة الأزمة الإقتصادية التي تسبب فيها إرتفاع أسعار النفط و انهيار النظام المالي الثابت لأسعار الصرف خلال السبعينيات واستبداله بالنظام المتغير الموجود حاليا و كانت آنذاك تتكون من ست دول فقط هي: الولاياتالمتحدة، المملكة المتحدة،فرنسا، إيطاليا، اليابان ، ألمانيا و من ثم أنضمت لهم كندا عام 1976م لتصبح قمة دول السبع. و في عام 1991 قبلت دول السبع مشاركة روسيا الإتحادية كمراقب لتصبح عضو كامل العضوية عام 1998م و بذا تكون قمة دول الثمان. و بالرغم من غلبة الطابع الإقتصادي على قرارات هذه القمم السنوية و التي تكون بإنعقادها في جورجيا القمة الثلاثين إلا أن هذا لا يمنع إهتمامها بقضايا أخرى مثل الإرهاب في الأعوام الأخيرة و موضوع التسلح و حرب العراق التي سيطرت الخلافات حولها بين الأعضاء على مجريات قمتهم العام السابق في فرنسا. و قد عالجت قمة الثمان عدة قضايا منها تلك المتعلقة بالبيئة و الإيدز و الجريمة العالمية وغسيل الأموال و المخدرات و تخفيف ديون الدول الفقيرة. ففي قمة هاليفكس لعام 1995 أقرت القمة إصلاحات للمنظمات الدولية أدت لتعديلات جوهرية في عمل البنك الدولي بالتحديد. وفي عام 2002م في قمة كندا قامت دول الثمان بطرح مبادرة أفريقيا الجديدة التي تعرف آلان بإسم "الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا" وكان قادة دول مجموعة الثماني وقعوا هذا الإتفاق مع زعماء أربع دول افريقية لدعم التنمية الاقتصادية والسياسية في القارة. ويتضمن الاتفاق تقديم الدعم لإنشاء قوة تدخل عسكرية وتعهد بالقضاء على مرض شلل الأطفال إلا أن المراقبين يقولون أن هذا الاتفاق لن يكون كافيا للمطالبين بإلغاء ديون القارة. كما يتضمن الاتفاق أن تعمل الدول الغنية على فتح الأسواق العالمية أمام الصادرات الأفريقية عن طريق إزالة الحواجز التجارية وإلغاء الدعم الحكومي الذي تقدمه هذه الدول لبعض قطاعاتها بحلول عام 2005 وكذلك العمل على إنفاق أكثر من نصف قيمة المساعدات التي تخصصها دول الثماني من اجل التنمية الخارجية والتي تقدر بنحو 6 مليارات دولار على الدول الأفريقية التي تنتهج حكوماتها سياسات عادلة. وبهذا الإتفاق الذي يعرف بإسم "نيباد" يتعهد القادة الأفارقة فيها بالمقابل بالحكم على أداء بعضهم البعض وفقا لمجموعة من المعايير، بما فيها مسائل من قبيل حقوق الإنسان والفساد. و يبدو أن الشرق الأوسط سيسيطر على مناقشات قمة الثمان الجارية آلان حيث أعلنت كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس الأميركي جورج بوش لشؤون الأمن القومي للصحافيين إن قمة سي ايلاند ستكرس "للتأكيد على الحاجة لإجراء إصلاحات وتغييرات في الشرق الأوسط". مضيفة "أنه لا أحد يعتقد بأن عملية إرساء الديمقراطية ممكن تفرض من الخارج ...وجميع المشاركين في القمة يؤيدون الفكرة بان منطقة الشرق الأوسط بحاجة إلى تغيرات". و ينتظر الرئيس الأمريكي مهمة شاقة لإقناع بقية الدول بخطة الشرق الأوسط الكبير الذي أثار تحفظ الدول الغربية، و لذا تمت إستضافة عدد من دول منطقة الشرق الأوسط هم أفغانستان والبحرين والأردن وتركيا واليمن والجزائر إلى القمة وكذلك الرئيس العراقي الجديد غازي الياور. وكالات