انفردت مؤسسة العفيف الثقافية الثلاثاء المنصرم بعرض فيلم (أمينة) للمخرجة اليمنية خديجة السلامي وإنتاج المدرسة الديمقراطية بالتعاون مع الهبة الأمريكية الديمقراطية، والذي تمنع وزارة الثقافة عرضه وتداوله. ويعد فيلم (أمينة) فيلماً وثائقياً تدور أحداثه الحقيقية حول إحدى السجينات (أمينة الطهيف) التي يحمل الفيلم اسمها إلى جانب إحدى النساء البارزات في اليمن وهي (أمة العليم السوسوة) وزيرة حقوق الإنسان إبان تصوير أحداث الفيلم حيث تم تجسيد دورها البارز كوزيرة ووقوفها مع الكثير من القضايا الإنسانية ومنها قضية السجينة أمينة. وأوضح جمال الشامي مدير المدرسة الديمقراطية أن تصوير الفيلم تم داخل أروقة السجن بعد الحصول على تصريح من قبل وزير الداخلية وقد تم عرضه في محافظات إب، وعدن، وتعز. تحدثت أمينة البطلة الحقيقية للفيلم والتي تقبع خلف قضبان السجن منذ تسعة أعوام بتهمة قتل زوجها إنها عاشت طفولتها في الريف تعمل في الحقل ورعي الأغنام وإنها تزوجت تحت ضغط وإكراه والدها من رجل لا تحبه ويكبرها عمراً، وكان عمرها آنذاك أحد عشر عاماً بحجة زواج (الشغار) لصالح أخيها الوحيد الأكبر منها. وأضافت أمينة أنها ظلت فترة طويلة تحضر جلسات المحكمة بدون محام أو بحضور محام لا يقرأ أو لا يكتب حتى تطوع أحد المحامين أخيراً للدفاع عنها. وتؤكد أنها بريئة من التهمة الموجهة إليها وأنها لم تعترف مطلقاً بالجريمة، لكنها في الوقت ذاته تعترف حسب أحداث الفيلم الوثائقي أنها أخطأت حينما لاذت بالصمت ساعة تنفيذ الجريمة من قبل شخصين آخرين هدداها واستغلا الظلام الدامس وعمرها الذي لم يتجاوز الخامسة عشرة في تنفيذ الجريمة. وأفادت أنهما ألقيا بجثته في بركة مملوءة بالماء ليوهما الآخرين أنه قد مات غرقاً ولم تكتشف الجريمة إلا في وقت السحور من تلك الليلة الرمضانية. وأضافت أن التحريات بينت أسباب موته وجرت التحقيقات كعادتها فاعترفت بوجود مشاكل بين زوجها وإبني عمه الذين دبرا قتله أخيراً وقالت إنهما اعترفا بذلك وأدرجاها معهما كقاتله جزاء فضحها لهما. وأوضحت أنها دخلت السجن في حين كانت ابنتها الأولى تبلغ من العمر شهراً وعشرين يوماً لتكتشف حملها بعد دخولها السجن مباشرة وأضافت أنها أنجبت بنتاً لقيت حتفها في حادث سيارة خارج السجن، وهي بذلك ترى بصيصاً من النور يحول دون إعدامها باعتبارها وارثاً وولي دم بيد أن التحقيقات ما زالت على قدم وساق لإثبات عمرها الحقيقي حال قتل زوجها وإثبات صحة حادث ابنتها التي لم توثق في محاضر رسمية في ذلك الوقت. وتخشى أمينة على ولدها الذي لم يبلغ الثانية من عمره وذلك من زواجها بأحد ضباط السجن وخاصة إذا ماتم إعدامها وشعوره بالفضيحة واليتم وتتمنى موته قبل ذلك ثم تعود متمنية أن لا يتم إعدامها إلا بعد تجاوزه الثانية من عمره. وضمن سياق أحداث الفيلم الوثائقي تقول أمينة إنها هربت من السجن مرتين بمساعدة آخرين ليصدر حكم القضاء الأولي بإعدامها بعد إرجاعها من هروبها الأول فكررت الهرب ولكن سرعان ما عادت إلى السجن. وتوضح الأحداث الحقيقية للفيلم اختيار أولياء الدم لشرع الله المتمثل في إعدامها حتى ابنتها الأولى اختارت السكين بعد أن خيرها أهل والدها المفتول بين قبول الريال أو السكين، وبذلك فشلت الوساطة التي توجهت بها مخرجة الفيلم إلى قرية المجني عليه وأهله من أجل العفو عن أمينة وقبول الدية. وتفرح أمينة حسب قولها فقط يومي الخميس والجمعة حيث يحظر الإعدام فيهما، فلطالما أرعبها مشهد الإعدام حسب قولها حيث تم إنزالها إلى ساحة الإعدام بعد صدور الحكم الأول بإعدامها لكن حال دون التنفيذ اكتشاف حملها بولدها، وحالت رضاعته دون تنفيذ الحكم في المرة الثانية. وتوضح أحداث الفيلم أن رئيس الجمهورية رأى بعد وصول القضية إليه أنها معقدة وأمر بإعادة التحقيق فيها وتبين أن عمرها كان ما بين الخامسة عشرة والسادسة عشرة عند حدوث الجريمة وهو دون سن البلوغ. وأشار الفيلم في نهايته إلى أن رئيس الجمهورية قرر تخفيف عقوبة الإعدام، وما زالت أمينة تقبع خلف أسوار وقضبان السجن المركزي تنتظر ما سيؤول إليه أمرها.