منعت وزارة الثقافة اليمنية عرض فيلم وثائقي حائز على الجائزة الأولى عالمياً للمخرجة اليمنية خديجة السلامي، والذي يروي قصة شابة يمنية كانت معتقلة بالسجن المركزي بتهمة قتل زوجها، - وكان مقرراً عرضه أمس الجمعة في المركز الثقافي؛ إلاّ أن الوزارة تذرعت بأن الفيلم "يسيء الى سمعة اليمن"، وبعثت بنسخة منه الى الأجهزة الأمنية. وفي تصريح خاص ل"نبأ نيوز" عبرت المصورة والمخرجة خديجة السلامي عن بالغ أسفها لقرار وزارة الثقافة بمنع الفيلم، مشيرة الى:"أن هذا التصرف سوف يهز ثقة المواطن بوسائل الإعلام المحلية، ويدفعه للبحث عن أخبار بلده في وسائل الإعلام الخارجية التي لا يمكن أن تكون أكثر حرصاً على سمعة اليمن مما يفعله ابن البلد نفسه". وأكدت السلامي:" أن الفيلم ليس كما صورته وزارة الثقافة بل على العكس، فهو يناقش الجانبين السلبي والايجابي في حياة المرأة اليمنية من حيث النظام التعليمي، والتنشئة، والنظرة للمستقبل. إذ أنه في الوقت الذي يقدم شخصية أمينة يقدم أيضاً شخصية الأخت أمة العليم السوسوة – وزيرة حقوق الإنسان السابقة- ليعطي مقارنة بين معاناة المرأة الجاهلة التي دخلت السجن بسبب جهلها وبين مستقبل المرأة المتعلمة التي أصبحت وزيرة". وانتقدت خديجة السلامي موقف وزارة الثقافة قائلة:" إذا كان رئيس الوزراء ووزراء آخرين شاركوا في صنع أحداث الفيلم وأبدوا رأيهم فيه، وكذلك خبراء كثيرون قيموا الفيلم، فهل يريد الأخوة في الرقابة القول أن الأخ رئيس الوزراء والوزراء الآخرين كانوا أيضاً يشوهون سمعة البلد؟"، مبدية استغرابها الكبير من وجود هذه الأجهزة الرقابية في الوزارة رغم كل الحريات الممنوحة للصحافة ووسائل الإعلام الأخرى، و"رغم أن الناس خارج مبنى الوزارة يعبرون عن آرائهم بكل حرية، وليس هناك من يمنعهم أو يكمم أفواههم"! يشار الى أن فيلم (الغريبة) الذي منعته الرقابة في وزارة الثقافة حاز على الجائزة الأولى في مهرجان الأفلام العالمي العام الماضي، وتم عرضه في العديد من المهرجانات التالية، ولفت قبل شهر تقريباً حديث وسائل الإعلام الخارجية والمحلية التي تناولت الموضوع تحت عنوان (المرأة التي أنقذ حياتها الرئيس علي عبد الله صالح) ، حيث أن "أمينة" كان قد حكم عليها بالإعدام، ولكن قبل موعد التنفيذ بساعات بلغ الرئيس العلم بأن هذه الشابة ارتكبت الجرم وهي لم تكمل سن الخامسة عشرة، فأمر الرئيس بالإيقاف الفوري للتنفيذ باعتبار ذلك مخالفاً للدستور؛ الأمر الذي حظي بعناية الرأي العام الدولي.. ولكن – للأسف- لم يحظ بعناية وزارة الثقافة اليمنية!!