في اليمن ، هناك مؤيدون لنظام حكم الرئيس علي عبدالله صالح وهناك معارضون أفادت أنباء متواترة أن أعدادهم تتزايد يوما بعد يوم. وهناك مظاهرات عارمة في أنحاء متفرقة من الجمهورية اليمنية وخاصة في جنوب البلاد تطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية وعدم انفراد الحزب الحاكم ، الذي هو حزب الرئيس ، كما تطالب بظروف معيشة وعمل تختلف عما هي عليه الآن ، أي بعدالة اجتماعية في كل شيء بالإضافة إلى الحريات العامة والديمقراطية التي لا تشوبها شائبة. ومما يثلج الصدر أن ائتلاف المعارضة وافق على دعوة الرئيس علي عبدالله صالح بشأن إجراء حوار جديد يأخذ بعين الاعتبار مطالب المعارضة. وهذا من شأنه إن سلمت النوايا أن يجنب اليمن السعيد اضطرابات لها أول وليس لها آخر. وإذا لم يتم التوصل إلى تفاهم فإن ذلك قد يسير بالبلاد لا سمح الله إلى ما يشبه الحرب الأهلية وربما إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله. ونرجو من الله العلي القدير أن يجنب اليمن المكاره خاصة وأنه بلد عربي عريق كان دائما نصيرا للقضايا العربية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. يبدو أن المعارضة تريد أكثر مما أعلنه الرئيس اليمني قبل أيام حول عدم نيته الترشح لرئاسة اليمن مرة أخرى وأن أيا من أفراد أسرته لن يترشح لهذا المنصب أيضا وأنها تصر على ضرورة أن تتبنى الدولة اليمنية إصلاحات شاملة في كل الحقول والميادين. الأمل كبير في أن يتجاوب الرئيس اليمني والحكومة اليمنية مع المطالب التي وصفتها المعارضة بأنها مطالب أغلبية الشعب اليمني تفاديا لشقاق كبير بين أهل اليمن لا يعود بخير على أي يمني ، بل ويدمي قلب كل العرب الذين يتمنون للشعب اليمني الشقيق تحقيق كل ما يصبو إليه من تقدم وازدهار ورخاء في ظل وحدة وطنية مباركة. إنه لمن الأهمية بمكان الآن أن يسود الأمن والاستقرار في كافة أقطار الأمة على أسس صحيحة وثابتة تتيح التوجه بعد ذلك بكل صدق نحو تضامن عربي شامل يصون مصالح كافة شعوب أقطار الأمة ويوحد جهودها في سبيل وضع حد للكيان الغاصب في فلسطين الجريحة وإنقاذ المسجد الأقصى المبارك وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية من عبث المسؤولين الإسرائيليين والمستوطنين الصهاينة العابثين بكل ما هو مقدس والضاربين عرض الحائط بحقوق أهل فلسطين العربية الأبية وقرارات الشرعية الدولية. المفروض أن يكون العالم قد أدرك أن أهل فلسطين لم ولن يقبلوا بهضم حقوقهم من قبل الصهاينة ومن يساندونهم على الباطل خاصة وأنهم قد أكدوا ذلك مرارا وتكرارا ، وأنشدوا في يوم الأرض: يا زهرة النيران في ليل الجليل. إما فلسطين وإما النار جيلا بعد جيل. وأما بشأن ما يجري في الجزائر فإنه خطير للغاية لأن شعب المليون شهيد لن يرضى بغير الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية وتأمين العيش الكريم لكل أهلها. وما جرى في العاصمة الجزائرية يوم السبت الماضي من منع للناس في التعبير السلمي عما يريدون قد يضطرهم إلى مواجهة القوة بقوة أعنف. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى خسائر فادحة بالأرواح والممتلكات ويودي بسمعة المسؤولين الجزائريين الحاليين الذين هم تلامذة قادة الثورة الجزائرية التي طردت المستعمرين الفرنسيين من ديارهم. نتمنى على المسؤولين في اليمن والجزائر أن يلجأوا إلى الحكمة في معالجة أمور وطنهم ويعيدوا بناء الثقة بينهم وبين شعبهم بتبني سياسات سليمة تلبي رغبات شعبيهما وتصون كرامتهما. *الدستور الاردنية