دخلت قوات المعارضة الليبية إلى مسقط رأس الزعيم الليبي المتواري عن الأنظار معمر القذافي، في مدينة سرت السبت، بعد يوم من انسحابها إثر مقاومة شرسة. وشوهد ما لا يقل عن 100 سيارة تدخل سرت يوم السبت في محاولة من قبل قوات المعارضة للسيطرة على المدينة. ويأتي تقدم قوات المعارضة، بعد يوم من تراجعها الجمعة، إثر الفوضى والمقاومة الشرسة التي واجهتها في شوارع المدينة من قبل القوات الموالية للقذافي. وخلال القتال يوم الجمعة، تمكن لواء مقاتلين من مصراتة، من السيطرة على قاعدة الغردابية العسكرية، ومطار مدني قرب الجهة الغربية من مدينة سرت، وفقا للمجلس العسكري في مصراتة. وقال علي غليوان، المتحدث باسم المجلس العسكري بمصراتة إن سبعة من مقاتلي المعارضة لقوا مصرعهم، وجرح 31 آخرون في معارك الجمعة في مدينة سرت. ومن وسط المدينة، تراجعت القوات إلى مشارفها بعد أن أبدت القوات الموالية للقذافي مقاومة قوية، في حين لم تحصل المعارضة على الدعم المتوقع من سكان مدينة سرت كما خاض أنصار القذافي معارك من منزل إلى منزل. ووفقا لأحد مقاتلي المعارضة ويدعى علم هاشي، فإن معتصم القذافي، مستشار الأمن القومي للنظام السابق، قد يكون هو من يقوم بتنسيق القتال في سرت، لافتا إلى أنه سمع أوامر معتصم للقوات الموالية لوالده تتردد على الراديو. ويوم الخميس، تمكن الثوار من الوصول إلى منطقة جسر الغربية داخل سرت، بحسب بيان صادر عن المجلس العسكري في مصراتة، مشيراً إلى أن الثوار دخلوا المدينة من ناحية الجنوب والغرب المدينة. وكان ثوار مدينة مصراتة قد حاصروا مدينة سرت التي تبعد عن العاصمة طرابلس 400 كيلومتر من ناحية الغرب، والتي تختبئ فيها بعض الكتائب القذافي التي فرت من مدن رأس لانوف وبن جواد والوادي الأحمر. وجاء دخول المدينة بعد أقل من 24 ساعة على رسالة وجهها القذافي، المتواري عن الأنظار بعد سيطرة الثوار على أنحاء واسعة من ليبيا، للدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وبثتها قناة الرأي العراقية التي تتخذ من سوريا مقراً لها. وقال القذافي في رسالته "إن الإرهاب والدمار الذي يمارسه حلف شمال الأطلسي على منطقة سرت لا يمكن وصفه ولم يكن له مثيل في السابق."