عاش طلاب جامعة الإمارات تجربة العملية الانتخابية الأولى لمجلسهم الطلابي، حيث أفسحت الجامعة المجال لجميع الطلبة بالترشح لعضوية المجلس، وإطلاق حملاتهم الدعائية داخل الحرم الجامعي، لينتخب الطلبة ثلث أعضاء المجلس، وتعين الجامعة ثلثيهم ممن تنطبق عليهم شروط لائحة مجالس طلبة التعليم العالي، وقامت إدارة الجامعة بالتنسيق مع عمادة شؤون الطلبة بتهيئة كافة الظروف الملائمة لنجاح تشكيل المجلس الطلابي الأول في الجامعة . يتحدث الدكتور عبدالرحمن الشايب، عميد شؤون الطلبة في جامعة الإمارات، عن تجربتهم الانتخابية، قائلاً: هذه المرة هي الأولى التي يتم فيها انتخاب مجلس طلابي في جامعة الإمارات، وتعتبر انتخابات مجلس الطلبة ممارسة واقعية للديمقراطية في المجتمع الجامعي، ويتشكل المجلس من 15 ممثلاً عن الطلاب والطالبات، تم انتخاب ثلثهم، وعين ثلثاهم ممن تنطبق عليهم شروط لائحة مجالس طلبة التعليم العالي، ولاشك في أن هذه الخطوة ستساعد إدارة الجامعة على تحقيق رؤيتها في إشراك الطلبة في العملية التعليمية من خلال ممثليهم في المجلس، إذ سيكون هذا المجلس أحد قنوات التواصل مع طلبتنا، ومن هنا تعتبر انتخابات مجلس الطلبة فرصة طلبة الجامعة لاختيار مرشحيهم الذين سيعبرون عن طموحاتهم، ويعملون على تلبية حاجاتهم في المجتمع الجامعي . ويوضح عميد شؤون الطلبة الأهداف التي سيحققها المجلس الطلابي، قائلا : يسعى طلبة المجلس إلى تحقيق أهداف عدة، يأتي في مقدمتها العمل كحلقة وصل بين الطلبة وإدارة الجامعة لأجل خدمة الطلبة، وطرح قضاياهم والدفاع عن وجهة نظرهم لدى الإدارة، وتعزيز روح المشاركة والعمل الجماعي والتعاون بين الطلبة والإدارة، وأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة، وتمثيل طلبة جامعة الإمارات في المجتمعات الطلابية للمؤسسات التعليمية الأخرى في الدولة، وتنمية الوعي الوطني بين الطلاب وتقوية روح الانتماء للوطن، وتحمل المسؤولية وتنمية الوعي بالقيم الأخلاقية، ورفع مستوى الحياة الفكرية والاجتماعية والرياضية والفنية داخل الجامعة، واكتشاف المواهب والقدرات والمهارات الطلابية وصقلها، وتنمية الروح الإبداعية لديهم . وتقول موزة الكتبي، رئيسة قسم القيادات الطلابية والمشرفة على انتخابات مجلس الطلبة: قامت الجامعة بتهيئة وإعداد كافة المستلزمات الضرورية لإنجاح العملية الانتخابية الأولى من نوعها في الجامعة، بدءاً بالإعلان عن إجراءات تشكيل الانتخابات وموعدها، مستخدمة الوسائل المتاحة كافة، منها البريد الإلكتروني للطلبة ومواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" و"التويتر" وخدمة البلاك بيري، إضافة إلى استخدام اللافتات والملصقات في جميع أنحاء الحرم الجامعي، بعدها أفسحت الجامعة المجال لجميع الطلبة بالترشح لعضوية المجلس، وقدم كل مرشح أوراقه بالحضور شخصياً إلى مقر إدارة الأنشطة والريادة الطلابية، قسم الريادة والمنظمات الطلابية، وبعدها فتح الباب للمرشحين لعمل حملة دعائية لأنفسهم داخل الحرم الجامعي، وفق أحكام وضوابط أعدتها الجامعة بالتنسيق مع عمادة شؤون الطلبة، والتي من جانبها هيأت كافة الظروف الملائمة لإنجاح ومراقبة سير الحملة الدعائية لكل مرشح، بعدها بدأت فترة الصمت الدعائي، التي توقفت خلالها كافة المظاهر الدعائية، من كافة المرشحين وأنصارهم، يليها يوم الاقتراع، الذي استبقته إدارة الجامعة بتوضيح كافة القواعد والإجراءات المتعلقة بعملية التصويت ومواعيدها وأماكنها . وعن قواعد التصويت لطلبة المجلس، تضيف: سمح لكافة الطلاب والطالبات منتسبي الجامعة بالتصويت لاختيار مرشح واحد، وتوجب على الطالب إبراز بطاقته الجامعية والتسجيل لدى وصوله إلى مقر لجنة الاقتراع، ولم يسمح بالدعاية أثناء الإدلاء بالصوت من أي من المرشحين أو مناصرتهم داخل أو خارج قاعة الاقتراع، وقام الطلبة بعد إتمام التسجيل بالتوجه إلى قاعة التصويت والدخول على برنامج التصويت من خلال أحد أجهزة الكمبيوتر المتوفرة واتباع التعليمات . يعبّر محمد شمل المعمري، يدرس القانون، عن فرحته بالفوز في انتخابات مجلس الطلبة، قائلاً: بالرغم من أن حملتي الانتخابية لم تكن بحجم وقوة الحملات الأخرى، ولكني كنت متفائلاً بالفوز، بحكم علاقاتي الطيبة بعدد كبير من طلبة الجامعة، إضافة إلى مشاركتي في الأنشطة اللاصفية، خاصة المؤتمرات الطلابية التي تجمع عدداً كبيراً من الطلبة، وكان شعار حملتي "صوتك اليوم يبني مستقبلاً جامعياً أفضل"، ومن أهم أهدافي الوقوف على مشكلات الطلاب والسعي لحلها . ويقول الطالب أحمد حسين البلوشي، علوم سياسية : كانت المنافسة شديدة بيننا، وبصراحة لم أتوقع الفوز، بالرغم من أنني بذلت قصارى جهدي في الوصول إلى الطلبة من خلال حملتي الانتخابية التي حملت شعار "خدمة الطالب أسمى المطالب"، وأعتقد أن حملتي تميزت عن غيرها من الحملات، بأنني لم أقدم أي وعود وهمية للطلبة، باعتبار أنني لم أعرف بعد مساحة صلاحياتي في المجلس، ولعل هذا ما أشعر الطلبة بمصداقيتي وبالمسؤولية نحوهم . وتعد حبيبة نور محمد أفلاطون، تدرس هندسة مدنية، فوزها في الانتخابات تكليفاً وليس تشريفاً، قائلة: تمثيل طلبة الجامعة مسؤولية كبيرة، وأتمنى أن يوفقني الله في القيام بها، وأن أكون عند حسن ظن الطلبة بي، وبالتأكيد سأبذل قصارى جهدي في تلبية احتياجات الطلبة، وأهمها أن يكون صوتهم مسموعاً لدى إدارة الجامعة، وأن يكون مجلس الطلبة خير ممثل للطلبة، ويقوم بدوره في العمل كحلقة وصل بين الطلبة وإدارة الجامعة من أجل خدمة الطلبة وطرح قضاياهم والدفاع عن وجهة نظرهم لدى الإدارة . خاضت منى العتيبة، برنامج القيادة والمجتمع، تجربة الانتخابات كأحد المرشحين لعضوية المجلس، وتتحدث عن تجربتها الانتخابية، قائلة: رشحت نفسي لعضوية المجلس لأستطيع أن أقدم شيئاً للمجتمع الجامعي من خلال صلاحياتي كعضو في مجلس الطلبة، ومن أهم أهدافي التي وضحتها في حملتي الدعائية، توصيل صوت الطالب للإدارة، وتنظيم أنشطة طلابية تلبي رغبات طلبة الجامعة، ودعم الإبداع . وتضيف: اختصرت شعار حملتي الدعائية في كلمة واحدة "اقرأ"، بالرغم من أنه كان بإمكاني كتابة سيرتي الذاتية وإنجازاتي في مطوية مثل منافساتي في انتخابات مجلس الطلبة، ولكني أعتقد أن الأهم بالنسبة للطلبة، ماذا سأقدم لهم في المستقبل، ولأنني أشجع الإبداع، والإبداع يتحقق من خلال عدة عوامل أهمها الاطلاع والقراءة، كانت كلمة "اقرأ" هي شعاري في حملتي الدعائية . أيضاً كانت نوف محمد البلوشي، تدرس الهندسة المدنية، من الطلبة المرشحين لعضوية المجلس، تقول: رشحت نفسي لأعبّر عن صوت الطالب، وأكون همزة وصل بينه وبين إدارة الجامعة، وباعتبار أن طلاب المجلس هم واجهة الجامعة، فإنني أردت أن أكون خير ممثل لجامعتي، ولهذا كان شعار حملتي "لا تعتلي منصباً لتصمت"، بمعنى أنه يجب أن أؤدي دوري من خلال منصبي، ولا أتقاعس عن تلبية احتياجات الطلبة الذي رشحوني لهذا المنصب لأعبّر عن آرائهم وطموحاتهم في الحياة الجامعية . وتضيف: وصلت صوتي للطلبة عن طريق الندوة الانتخابية، ومن خلال قنوات التواصل في الجامعة ممثلة بإدارة الأنشطة الطلابية، وكانت أهدافي في حملتي الانتخابية، الإسهام في التغيير الإيجابي في الوسط الطلابي، وصناعة الفكر الواعي وبناء القادة، حيث إن أغلب قادة المجتمع كانوا يوماً ما أعضاء في مجالس طلبة الجامعات، لذا فإنني مؤمنة أن مجلس الطلبة بيئة خصبة لولادة قادة المستقبل . ويقول هزاع عبدالله الظنحاني، يدرس نظم معلومات جغرافية: ترشحت لأكون عوناً لزملائي في حل مشكلاتهم، وأردت أن استثمر خبرتي في الأنشطة الطلابية في تنمية مواهب الطلبة، ولهذا كان شعار حملتي "لتنعم بحياة جامعية أفضل"، حيث إنني أعتقد بأهمية أن يشعر الطالب بتأثير مجلس الطلبة في الحياة الجامعية، وهذا ما حاولت إيصاله للطلبة من خلال بريدهم الإلكتروني وحواراتي المباشرة معهم، أيضاً استخدمت مواقع التواصل الاجتماعي في الوصول لأكبر عدد من الطلبة . الطالبة عائشة محمد، تدرس محاسبة، تقول : شاركت في انتخابات مجلس الطلبة بهدف دعم المرشحة التي أعتقد أنها ستعبّر عني في المجلس الطلابي، وستبذل جهدها من أجل خدمة الطلبة وطرح قضاياهم والدفاع عن وجهة نظرهم لدى إدارة الجامعة، وقبل الترشيح اطلعت على الحملات الدعائية للمرشحين، وقارنت بينها، لأستطيع اختيار أفضلهم . وتقول أمل محمود علي، إدارة واقتصاد: وجود من يمثلنا لدى إدارة الجامعة، يساعدنا على التعبير عن رغباتنا وتحقيق مطالبنا، ولهذا فإنني لم أكتف بالمشاركة في يوم الاقتراع، وقمت بدوري بتوعية الطالبات بأهمية مشاركتهن في انتخابات مجلس الطلبة، واختيار الطالب الأنسب من بين المرشحين، بعيداً عن أي مجاملة لأي مرشح، أيضاً اطلعت على الحملات الدعائية للمرشحين، وتحدثت مع بعضهم لأتعرف إليهم، وبناء على ما كونته من وجهة نظر عن أغلبهم صوَتُّ لأحدهم . انتخب خلفان خميس اليليلي، موارد بشرية، المرشح الأقدر (بحسب وجهة نظره) على تقديم حلول لمشكلات الطلبة، يقول: اعتمدت في ترشيحي لطلبة المجلس على مشاهداتي الواقعية للطلبة الأكثر فاعلية في الحياة الجامعية، وبالرغم من اطلاعي على الحملات الدعائية للمرشحين، ولكني بنيت قراري النهائي على معرفتي الشخصية بالمرشحين .