أخفق مهندسو سياسة القمع البوليسية لقوات الاحتلال اليمني أخفقوا في تدبيراتهم العسكرية للقضاء على الوهج الثوري الجنوبي ولم تسعفهم تلك التدبيرات الحمقاء من تزييف إرادة شعب الجنوب بل على العكس من ذلك تماماً استطاع الجنوبيون بالرغم من الخسائر البشرية تعرية قوى الشر والهيمنة ودحض إدعاءاتها ونعيق أبواقها المقيت من أن شعب الجنوب قبل بأقاليمهم وأيد مخرجات حوارهم هذه الصورة التي أرادوها خالفها واقع الحال الجنوبي في يوم الكرامة في العاصمة عدن وبالذات في ساحة الحرية كان المشهد ينطق والصورة تتكلم وحقيقة عنجهية وغطرسة المحتل ودموية ووحشية جنودهتجلت في أبشع صورها على مرأى ومسمع من العالم في وقتٍ اظهر الجنوبيون عن قوة إرادتهم وتمسكهم بخيارهم واثبتوا للعالم سلمية نضالهم وهم يتصدون بصدورٍ عارية لآلة القمع اليمنية المدججة بأحدث أنواع الأسلحة والمواد الدخانية السامة ومسيلات الدموع التي طالت حتى المصلين ولم يسلم منها مراسلو القنوات الفضائية الأجنبية ناهيك عن النساء والأطفال وهم يظهرون بسالة منقطعة النظير في مواجهة جنود الاحتلال، جنوداً زاغت عن أفعالهم الإجرامية عيون العدالة فازدادت عندهم نشوة القمع والقتل حتى أنهم تجردوا عن إنسانيتهم وتخلوا عن آدميتهم دللت على ذلك تعاملاتهم مع الحشود الجنوبية المتوجهة في أمواجٍ بشرية صوب ساحة الحرية فكانت فوهات رشاشاتهم وأعقابها تحكي عن ذلك التعامل وإفراطهم في استخدام الغازات السامة أثبت سلوكاً دأبت عليه قوات الاحتلال وأرادت من خلاله إخضاع شعب الجنوب وكسر إرادته في وقتٍ تنفست ديمقراطية الاحتلالالصعداء في صنعاء وتأقزمت جحافله هناك ولم تجرؤعلى استخدام أي نوع من أنواع أسلحتها وغازاتها المباح استخدامها فقط في الجنوب ، يا لها من مفارقة غريبة عجيبة شاء الله سبحان وتعالى إن يحق الحق وتقع صنعاء في شر أعمالها وتتلقى صفعات لم تكن في الحسبان وفي الجانب الآخر دوت الانتصارات الجنوبية ما كانت تبلغ ذروتها وتحقق المراد ويصل بريقها أرجاء المعمورة لو تركت سلطة الاحتلال للجنوبيين فرصة لإقامة مليونية يوم الكرامة على أن الجنوبيين في السابق أقاموا عشر مليونيات لم تحظ بالاهتمام الكافي من قبل أجهزة الإعلام في حين كسرت الإرادة الصلبة للجنوبيين وقوة إيمانهم بعدالة قضيتهم ووحدة هدفهم ورفضهم لأي حلول تنتقص من الحق الوطني الجنوبي ، كسرت حاجز التعتيم وبددت الغشاوة الإعلامية التي لازمت الإعلام الإقليمي والعربي والدولي منذ انطلاق ثورة شعب الجنوب السلمية بل وكشفت زيف ومغالطات الاحتلال اليمني التي ظل يوهم بها العالم وأسس لها منظومة إعلامية تحريضية متكاملة التقت في مهامها والأجهزة البوليسية القمعية لتشكلا آلية وفقها تسير سياسته تجاه شعب الجنوب ، سياسة أخطأت هذه المرة تقديرها ولم تفلح أمام الصمود الأسطوري لشعب الجنوب الأبي فجن جنون مهندسيهاوسرت هستيريا الموفمبيك في عروقهم فكانت شوارع عدن وبالذات مدينة خور مكسر مسرحاً لحملة اعتقالات كوادر ونشطاء الثورة الجنوبية ومداهمات المنازل والاختطافات واقتحام دور العبادة ليس هذا بل بلغ الأمر إلى حد الإطاحة ببعض الأدوات الجنوبية لتكتمل الصورة وتوضح الرسالة لمن لم يجد بعد القراءة . والخلاصة إن شعب الجنوب الأعزل وبمختلف تكويناته وفئاته دونوا تاريخاً سيظل خالداّ في الذاكرة الجنوبية وسطروا ملمحة سيبقى أبطالها رموزاً للشجاعة والعزة والكرامة والشرف وأهدوا دروساً وعِبرَاً لمن أراد أن يعتبر فليعلم إن إرادة الشعوب الحية لا تقهر مهما بلغ الظلم والطغيان وأوغل الطغاة والمجرمون وتجاوز إجرامهم وتعدى كافة الخطوط وحتماً إرادة الشعوب منتصرة بإذن الله تعالى وإن عانى شعبنا كثيراً من تمادي سلطة الاحتلال في القتل وإسرافها في سفك دماء الجنوبيين والإضرار بهم . موقع قناة عدن لايف