تصاعدت وتيرة الاحتجاجات المنادية بتحسين الأوضاع الاجتماعية في تونس، حيث شهد أمس، صدامات دامية بين قوات الأمن ومحتجين، أحرقوا مباني حكومية عدة، كما أحرقوا مكاتب لحركة النهضة، في وقت شهدت الأزمة السياسية انفراجة مع تقديم رئيس الوزراء علي العريّض استقالته رسمياً إلى الرئيس المنصف المرزوقي، طبقاً للاتفاق من أجل إخراج البلاد من أزمة مستمرة منذ اشهر. وقال العريّض في تصريح متلفز أمس: «قدمت استقالة الحكومة إلى الرئيس». وأضاف: «مثلما عملنا لمصلحة البلاد وتحملنا المسؤولية في أصعب الظروف، كذلك كنا على تعهداتنا، حتى تدخل البلاد في مرحلة جديدة، وفي هذا الإطار قدمت استقالة الحكومة لمزيد من دفع هذا المسار». وشكل المجلس الوطني التأسيسي الليلة قبل الماضية، الهيئة الانتخابية العليا في حين جرى التصويت على الدستور وهي الشروط، التي تحددت في الاتفاق المبرم بين مختلف التيارات السياسية، مقابل استقالة العريّض. صدامات دامية وتأتي استقالة العريّض الرسمية، تزامناً مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات، التي تمددت لتشمل مدناً تونسية عدة، حيث ذكرت وكالة تونس أفريقيا للأنباء أن قوات الجيش أطلقت أعيرة نارية في الهواء، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع، لتفريق محتجين هاجموا مراكز للشرطة، ومكتباً لحركة النهضة، التي تقود الائتلاف الحاكم في مدينة تطاوين (جنوبي تونس)، حيث يطالب المتظاهرون بتحسين ظروفهم المعيشية. وشهدت ولاية القصرين (وسط غرب) مواجهات دامية بين المحتجين وقوات الأمن، حيث تم إحراق مراكز أمنية، ومكاتب لحركة النهضة في معتمديات، فوسانة، وفريانة، وتالة، وحي الزهور، كما أحرقت مديريات المالية، وجرت حملة اعتقالات شملت العشرات من المتظاهرين. كما تخلت قوات الأمن عن مواقعها في مناطق عدة من الولاية، خشية تفاقم الوضع، في حين تسلم الجيش تلك المواقع. وشهدت مدينة سيدي بوزيد (وسط) حالة من الشلل التام في انتظار تحديد موعد للإضراب العام، فيما نظم أهالي مدينة منزل بوزيان إضراباً عاماً، وأعلنوا قرارهم بالزحف على العاصمة في 14 يناير الجاري في ذكرى إطاحة نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وشهدت بعض أحياء إقليم العاصمة تونس أعمال عنف، وأحرق 50 محلاً في سوق ليبيا بإريانة، كما شهدت ولاية القيروان (وسط) استمراراً للاحتجاجات الشعبية، حيث حوصرت المراكز الحكومية، وأغلقت الطرقات، كما شهدت صفاقس احتجاجات في أحياء المدينة، وفي المدن المجاورة ومنها، عقارب، والحنشة، والصخيرة، وبئر علي بن خليفة، حيث تم إحراق مديرية المالية، والاستيلاء على محتوياتها من قبل المحتجين. البيان الاماراتية