سيطر مقاتلو المعارضة السورية بينهم جهاديون من «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم القاعدة على حقل العمر النفطي الاستراتيجي شرق سورية، كما استهدفوا مصفاة حمص (وسط) بقذيفة هاون أسفرت عن نشوب حريق في أحد خزانات الوقود، في وقت قتل 40 شخصاً على الأقل معظمهم من المدنيين في قصف جوي على أحياء في مدينة حلب وريفها. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن ل «فرانس برس» إن مقاتلي «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية مقاتلة سيطروا على حقل العمر النفطي بشكل كامل، عقب اشتباكات مع القوات النظامية، استمرت منذ الليلة قبل الماضية حتى فجر أمس. وأشار إلى أن الحقل «يعد أكبر وأهم حقل نفط في سورية»، لافتاً إلى ان «القوات النظامية تكون بذلك قد فقدت السيطرة على حقول النفط في المنطقة الشرقية بشكل كامل». وكان الجيش السوري انسحب في نوفمبر 2012 من حقل العمر النفطي أحد آخر مواقعه في الشرق القريب من العراق، بحسب المرصد. وحقق المعارضون المسلحون العديد من النقاط من خلال السيطرة على هذه المنشأة الاستراتيجية ومد سيطرتهم في الشرق السوري الذي يسيطرون على مناطق واسعة منه. وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الإنترنت المقاتلين وهم يتجولون عند مدخل الحقل النفطي، فيما يقود آخرون دبابة تابعة للنظام قاموا بالاستيلاء عليها بعد انسحاب قواته. وقال أحد النشطاء في الشريط إن مقاتلي المعارضة استولوا خلال عملية السيطرة على سبع دبابات للنظام. واستولى مقاتلو المعارضة العام الماضي على أول حقل نفطي، ومنذ ذلك الحين بدأت المجموعات الناشطة في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة ببيع انتاج النفط في السوق السوداء. من جهتها، نقلت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، عن مدير مصفاة حمص أكرم سلطان قوله، إن «قذيفة هاون أطلقها ارهابيون» على المصفاة أسفرت عن «إصابة عامل ونشوب حريق في احد خزانات البنزين داخل المصفاة». وبثت قناة «الإخبارية» صوراً لمكان الحريق أظهرت عموداً كثيفاً من الدخان الأسود يتصاعد من احد الخزانات، الذي تخرج منه ألسنة اللهب الضخمة. ومصفاة حمص هي احدى مصفاتين نفطيتين موجودتين في سورية تعملان منذ اندلاع العمليات العسكرية في البلاد على نطاق واسع بحدودهما الدنيا. ومصفاة حمص موصولة بخط نفط العراق، كما تقوم بتكرير نفط حقل. وأعلنت السلطات السورية في أغسطس أن إجمالي انتاج النفط في سورية تراجع خلال النصف الاول من هذا العام بنسبة 90% عما كان عليه قبل اندلاع الازمة، ليبلغ خلال الأشهر الستة الاولى من السنة 39 ألف برميل يومياً، مقابل 380 ألفاً قبل منتصف مارس 2011. وفي محافظة حلب، قال المرصد إن 40 شخصاً على الأقل معظمهم من المدنيين قتلوا، أمس، في قصف جوي نفذته القوات النظامية. وأضاف أن ست غارات على الأقل شنت على ضواحي حلب وبلدات قريبة، مؤكداً إصابة عشرات الأشخاص. وأفاد المرصد بمقتل ما لا يقل عن 14 شخصاً وإصابة العشرات بجراح اثر القصف من طائرة حربية على حي طريق الباب الواقع في شرق مدينة حلب التي تشهد معارك ضارية منذ اكثر من عام. وأشار إلى تعرض حي كرم البيك لقصف من قبل القوات النظامية، لافتاً إلى وقوع قتلى وسقوط جرحى، من دون ان يوضح اية حصيلة. كما نفذ الطيران الحربي أربع غارات جوية على مناطق في مدينة الباب وبلدة تادف، الواقعتين شمال شرق المدينة، ما ادى إلى مقتل 15 مواطناً بينهم سيدة وطفلة. وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الانترنت «مجزرة رهيبة» في طريق الباب ويظهر عدد من الأشخاص متجمعين على كوم من الركام بعد انهيار مبنى على الأقل، فيما يحاول آخرون البحث عن ناجين تحت الأنقاض. ويظهر شريط آخر عدداً من الأشخاص وهم يطفئون النار في حافلة صغيرة وسط الركام. كما أورد المرصد من جهة ثانية مقتل ما لا يقل عن خمسة جنود نظاميين اثر كمين للكتائب المقاتلة في قرية تيارة. وتنفذ قوات النظام مدعومة من عناصر «حزب الله» اللبناني، الحليف الرئيس للنظام السوري، هجمات متتالية منذ شهر على معاقل للمجموعات المسلحة المعارضة، تمكنت خلالها من استعادة بعض المناطق والمواقع الاستراتيجية، لا سيما شرق مدينة حلب. واستولت قوات النظام خلال الأسابيع الأخيرة على بلدات تل عرن وتل حاصل والعزيزية والدويرنة ومحيطها.