بدأت القوى الكبرى وإيران ظهر أمس الجمعة، يومًا ثالثًا من المفاوضات الشاقة لانتزاع تسوية حول البرنامج النووي الإيراني، بينما ما زالت نقاط الخلاف قائمة حول القضايا الأكثر حساسية، وقال مصدر أوروبي: أن «هذا اليوم يمكن أن يكون حاسمًَا»، بينما لا يجازف أي من الدبلوماسيين الحاضرين بالتكهن بنتيجة المفاوضات أو نهايتها إذ أن الملف بالغ التعقيد والرهانات كبيرة جدا. من جهتهم، أكد مراقبون إيرانيون، بأن خطاب المرشد علي خامنئي بمناسبة يوم البسيج قبل يومين ألقى بظلاله علي المباحثات النووية بين طهران و5+1. وأشار الخبير الإيراني محمد حسين يزدي إلى أن الهجوم الخامنئي على فرنسا والتهديد بنسف إسرائيل، إضافة إلى عدم التنازل عن التخصيب من العوامل التي ألقت بظلالها على مباحثات إيران و5+1، والجميع يعيش حالات من المراوحة الثقيلة. فيما شدد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى، حسين نقوي حسيني على ضرورة دعم الفريق النووي الإيراني المفاوض، وقال: أن «الفريق المفاوض لن يتراجع عن حق الشعب الإيراني بشأن عملية تخصيب اليورانيوم». وأشار حسيني في تصريح للصحافيين، إلي توجيهات قائد الثورة خلال استقباله حشدًا من قادة قوات التعبئة في البلاد، وأبدى سماحته الثقة بالفريق المفاوض، وقال: إنه «نظرًا لدراية وإلمام رئيس الجمهورية ووزير الخارجية وأعضاء الفريق المفاوض بالمصالح الوطنية وحقوق الشعب الإيراني والخطوط الحمراء، وتأكيدهم مرارًا بأننا لن نتراجع قيد أنمله عن حقوق الشعب الإيراني، ولن نتجاوز الخطوط الحمراء للبلاد، فإنه يجب أن نثق بهذا الفريق». من جهته، أعلن عضو الفريق النووي الإيراني المفاوض عباس عراقجي أن «المحادثات التي جرت خلال اليومين الفائتين لم تحرز أي تقدم»، وأشار عراقجي إلى أن «ممثلي مجموعة الست أجروا اتصالات مكثفة مع دولهم». بدورها، أكدت مصادر دبلوماسية أوروبية تحقيق تقدم جوهري، مشيرة إلى عدد متناقص من النقاط الواجب حلها، ووصفت هذه النقاط بالأصعب. وكان أطراف المحادثات وصفوا النتائج بالجيدة والشاقة في أن معًا. وفيما أوضح المتحدث باسم منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون مايكل مان، خلال لقاء خاص مع وسائل الإعلام الإيرانية في جنيف، أن اجتماعها مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تأجل بسبب انشغالها بالمحادثات مع ممثلي مجموعة الدول الست، وأن المحادثات جرت الخميس بجو بناء». بدوره، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للصحافيين: أن «المباحثات النووية ستتواصل في جولة رابعة بعد التشاور مع ممثلي الدول الست الكبرى»، فيما لمح إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق بعد البحث بشأن القضايا الخلافية، رغم أن المفاوضات لم تحقق تقدمًا ملحوظًا حتى اللحظة. وأضاف عراقجي «اللقاءات بين السيدة آشتون والسيد ظريف ستتواصل، وذلك بعد أن استغرقت اللقاءات فيما بين مجموعة 5 +1 وقتا طويلا». وحول احتمال مشاركة وزراء خارجية ۵+۱ في مفاوضات جنيف، قال عراقجي: «حتى الآن لم يتحدد أي شيء، وطالما لم يحدث تطور ملحوظ، ولم نقترب من المراحل النهائية، فإن من الطبيعي عدم حضور وزراء الخارجية للمفاوضات»، مشيرًا إلي أنه يجري العمل حاليا علي الوثيقة المشتركة. ولفت عضو الفريق النووي الإيراني المفاوض إلي إجراء المفاوضات مع مجموعة ۵+۱ بشأن الموضوعات التي يختلف فيها الطرفان. وقال: «لم نحقق تقدمًا بهذا الشأن». ووصف عراقجي المفاوضات التي جرت بين وزير الخارجية والمنسقة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، بأنها كانت مفيدة، وأوضح «للمرة الأولي منذ يوم أمس دخلنا في تفاصيل المحادثات ومثلما كان مقررًًا من البداية فقد تحدثنا أولا حول مجموعة من المفاهيم التي من الضروري للمفاوضات أن يكون هناك إدراك مشترك بشأنها ومن ثم دخلنا تدريجيًا في تفاصيل القضايا ولكن ليس في صلبها». وقال عراقجي: «هناك احتمال بالتوصل إلي اتفاق والضرورة لذلك هي إبداء الطرف الآخر المرونة اللازمة، وأن نتمكن من الوصول إلي اتفاق حول النص علي وجه السرعة»، وعن رأيه بمدي إمكانية معالجة نقاط الخلاف الرئيسية، قال عراقجي: «إن الأجواء إيجابية والإرادة ملموسة لدي الطرفين لحل القضايا، إلا أن هذه الإرادة لم تصل إلي المرحلة العملية حتي الآن»، وحول إمكانية الوصول إلي اتفاق في هذه الجولة من المفاوضات، قال: «من المبكر الآن الحكم في هذا الشأن»، وتعليقا علي ما يقال أن الطرف المقابل طرح إدعاءات بأن إيران أبدت تنازلاً في المفاوضات، قال عراقجي: إن «الأخبار التي تنشر، هي مجرد ظنون وتكهنات، واسمحوا لنا بأن لا نهتم بالظنون والتكهنات، وأن نتباحث حول الموضوعات المطروحة علي طاولة المفاوضات». المزيد من الصور :