وجاءت هذه النتائج المقلقة للديمقراطيين في الوقت الذي يستعد فيه المعسكران الديمقراطي والجمهوري للمواجهة الرئاسية الثالثة والأخيرة, حيث يتواجه أوباما ومنافسه الجمهوري رومني خلال ساعات في مناظرة في جامعة بوكا راتون بولاية فلوريدا ستكون الثالثة بينهما في غضون شهر واحد, وستخصص لملفات السياسة الخارجية. ووصل رومني إلي بوكا راتون في عطلة نهاية الأسبوع للاستعداد لهذه المناظرة, وقصد الكنيسة أمس الأول, وذهب بعدها لمساندة فريق حملته في مباراة لكرة القدم ضد فريق من الصحفيين, أما أوباما فعزل نفسه في منتجع كامب ديفيد الرئاسي في ميريلاند. وخلافا للاقتصاد, فإن السياسة الخارجية لا تعتبر عاملا حاسما في خيار الناخب الامريكي باستثناء بعض الحالات الخطيرة, كما حصل مثلا مع الرئيس جيمي كارتر في1980 حين خسر الانتخابات جراء ازمة الرهائن في إيران, أو مع الرئيس جورج بوش في2004 حين ربحها بعدما استفاد من شعور الوحدة الوطنية بسبب الحرب في العراق. وأكد اليكس وونج مستشار رومني في السياسة الخارجية لوكالة الأنباء الفرنسية ان الجميع يقر بأن العمل والاقتصاد, ولا سيما بعد اربع سنوات من النهوض الهزيل, هما التحدي الاول في الانتخابات. وبامكان أوباما أن يعتمد في السياسة الخارجية علي إنجازات وعد بها خلال الحملة الانتخابية وتمكن من تحقيقها وفي مقدمتها الانسحاب من العراق وبدء الانسحاب التدريجي من افغانستان والحرب علي تنظيم القاعدة. وفي الملف الاخير تحديدا, شكل مقتل اسامة بن لادن في باكستان في مايو2011 ضربة ديمقراطية قاضية للاتهامات التي كثيرا ما كالها الجمهوريون لخصومهم متهمين اياهم بالتراخي في كل ما يتعلق بالامن القومي. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمس أن الهجوم الصاروخي علي القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية وثورات الربيع العربي أصبحا محور الجدل الدائر في حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية ودور واشنطن الذي ينبغي أن تمارسه حيال الأنظمة الجديدة في العالم العربي. وفي أخبار غير مطمئنة للديمقراطيين, كشف استطلاع جديد للرأي صدرت نتائجه تساوي الرئيس باراك أوباما وخصمه الجمهوري ميت رومني في نيات التصويت قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية. وبحسب الاستطلاع الذي نشرت نتائجه صحيفة وول ستريت جورنال وشبكة إن.بي.سي الإخبارية الأمريكية, فإن كل من المرشحين يحصل علي47% من نيات التصويت بين الناخبين الذين يرجح أن يدلوا بأصواتهم, إلا أن أوباما يبقي متقدما علي خصمه ب49% مقابل44% بين عينة أوسع من الناخبين المسجلين, وفق استطلاع الرأي الأخير. وكان الاستطلاع الأخير الذي أجرته الصحيفة والشبكة التليفزيونية قبل سلسلة المناظرات بين المتنافسين التي بدأت في3 أكتوبر الحالي يشير إلي تقدم لأوباما قدره3 علي رومني, حيث حصل آنذاك علي49% من نوايا التصويت مقابل46% لمنافسه الجمهوري. كما كشف الاستطلاع الجديد عن زيادة الثقة التي يحظي بها رومني لدي الناخبين المسجلين, حيث أفاد47% بأنهم يثقون به أو أنهم مقتنعون بأنه سيقوم بعمل جيد كرئيس, بزيادة خمس نقاط بالنسبة للاستطلاع السابق. أما نتيجة أوباما ردا علي هذا السؤال فبقيت بمستواها السابق وقدره50%. كما قلص رومني بخمس نقاط تخلفه عن أوباما علي صعيد قدرته علي أن يكون قائدا أعلي جيدا للقوات المسلحة. وأجري استطلاع الرأي بين17 و20 أكتوبر الجاري, وشمل ألف ناخب مسجلين وحوالي816 ناخبا يرجح أن يصوتوا. ومن المقرر أن يستأنف المرشحان حملتهما الانتخابية التي لا تنفك تزداد سخونة عقب المناظرة, حيث سيزور الرئيس6 ولايات بين الثلاثاء والخميس المقبلين تمتد من فلوريدا إلي أوهايو مرورا بكولورادو وفيرجينيا وإيلينوي حيث سيدلي بصوته مبكرا الخميس. وتعتبر هذه الولايات الخمس حاسمة للفوز بانتخابات السادس من نوفمبر المقبل. وبحسب استطلاعات الرأي فان اوباما ما زال يحافظ في هذه الولايات علي تقدم علي منافسه, برغم انهما شبه متعادلين في نيات التصويت علي المستوي الوطني.