بحضور الأخ/حمود خالد الصوفي محافظ تعز رئيس المجلس المحلي وعدد من القيادات الرياضية والشخصيات الاجتماعية وتزامناً مع أفراح الوطن بالعيد ال19 لقيام الجمهورية اليمنية واعادة تحقيق الوحدة المباركة التقى أمس الثلاثاء على ملعب الشهداء الصقر من تعز وضيفه التلال من عدن وذلك ضمن المواجهات المؤجلة للدوري العام لكرة القدم في درجته الأولى «وما أن أعلن حكم الساحة الدولي محمود المقفزي البدء بانطلاق المواجهة المرتقبة بين الصقر والتلال حتى تبين للجميع بأن المواجهة بين الفريقين ليست كغيرها من المواجهات الأخرى نظراً للأهمية البالغة التي تكتسبها فالتلال الباحث عن شواطئ الدفء والأمان أراد أن يؤكد لجماهير الحالمة بأن الموقعة المنصرمة التي جمعته مع الامبراطور أهلي صنعاء والتي آلت نتيجتها لصالحه بهدف يتيم لم تكن مدروسة أو متفق عليها مسبقاً بل جاءت بالجهد والعرق وبالجدارة والاستحقاق. أما الصقور فأنهم كما أشيع في الشارع الرياضي قبيل اللقاء لن يتهاونوا بنتيجة المباراة أياً كانت الأسباب والمبررات وقد تجلى ذلك بالفعل بكل وضوح من خلال الأداء الرجولي لكلا الفريقين والذي استهل بحماسة متناهية منذ الصافرة الأولى للقاء حينما بادر هجوم التلال باختراقات مبكرة على مرمى جاعم ناصر الذي كان مع زملائه ليس فقط بالمرصاد لكل المحاولات التلالية بل تعاملوا معها بنفس الكيفية حيث بادر كل من يوردانوس ومعاذ عساج بالرد السريع على محاولات فتحي الجابر وزملائه إلا أن فرج مبروك كان عند مستوى المسئولية حين ذاد عن مرماه بكل كفاءة وتواصلت المحاولات التلالية والصقراوية تباعاً. وسط مؤازرة جماهيرية متميزة للكتيبتين الصفراء والحمراء على حد سواء لكن التسرع في التصويب وعدم التريث في اكمال الهجمات بطرق مثالية حال في عديد من الطلعات الهجومية دون خدش الشباك اضافة إلى ذلك الكم من التألق والاقتدار الذي ظهر به كل من جاعم الصقر ومعه عثمان صالحو والطاهش ومبروك التلال وبجانبه الوادي وبن فريد وكرم رياض ومع هذا وذاك فأن كثير من الغزوات الصقراوية والتلالية كان بالامكان أن تسفر عن تسجيل اصابة هنا أو هناك.. إلا أن العوامل سالفة الذكر وغيرها من العوامل النفسية والبدنية وربما الفنية حالت دون حدوث الامتاع المنتظر من تسجيل الأهداف التي طال انتظارها طوال القسم الأول من اللقاء إلى أن جاءت الحصة الثانية وتحديداً عند الدقيقة ال13 وال 58 من عمر اللقاء حينما استثمر الصقر واحدة من طلعاته الهجومية المدروسة والتي وضع ملامحها الأولى لاعب الصقر سالمون جيرما حينما هيأ كرة حريرية مقشرة للشاهين الأسمر معاذ عساج داخل المنطقة المحظورة لم يتوان بن عساج من تصويبها بدهاء على يسار الحارس فرج مبروك الذي لم يفلح في التصدي لها رغم تألقه في ابعاد كرات أخرى لكن غير مماثلة. وبعد الهدف الصقراوي الذي اهتزت له مدرجات الملعب بالهتافات الصقراوية المتميزة جاء الرد الحاسم والسريع من الداهية سامي نعاش والذي لم يدع للصقور فرصة الاستمتاع بهدف السبق والذي ظنوا خطأ بأنه قد حسم المواجهة حيث تاهوا جميعاً في محاولة للاحتفاء المبكر بالهدف لكنهم ذهلوا بأنهم يطاردون خيط دخان عندما استثمر النعاش أوراقه الرابحة وأهمها رأفت الأصبحي الذي حل بديلاً لعماد محمد البلي ومن ثم نزول عبدالله يسلم بديلاً لفتحي الجابر ونتيجة لتلك التغييرات الموفقة والقراءة السليمة لمعطيات المواجهة عادت الروح التلالية من جديد وعادت السيطرة شبه الكاملة لأسد صيرة خصوصاً بعد أن تلقى البديل الناجح رأفت الأصبحي تمريرة ذهبية ساحرة من ماجد صالح ليضعها بكل ثقة في الشبكة الصفراء معلناً عن هدف التعديل للتلال وهو الهدف الذي تغيرت على ضوئه مجريات المواجهة ليسيطر التلاليون على المستطيل الأخضر بكل مربعاته وتنوع الأداء التلالي وتضاعفت الغزوات المتنوعة عبر العمق والأطراف اضافة إلى رسم جملة من المثلثات الرائعة لتتواصل السمفونية التلالية حتى الربع الأخير من الشوط الثاني حينما استعاد الصقر جانباً كبيراً من هيبته وحيوته ليرد على التلال عبر العودة أولاً إلى أجواء اللقاء وعبر العودة إلى الذات التي كادت أن تفقد على ضوء التفوق المبكر عبر هدف السبق إلا أن الصقور لم يحصدوا من خلال تلك العودة سوى حصد أربع ركنيات متتالية لم تجد من يستغلها كما يجب مع بعض المحاولات التي لم يحالفها الحظ. أما التلال الذي تمكن من اقفال كل المنافذ المؤدية إلى مرمى فرج مبروك فإنه لم يكتف فقط بتحصين مواقعه الخلفية بل عزز من مواقعه الهجومية عبر التغيير والتنويع في الأداء لتنتهي المواجهة المرتقبة بتعادل الصقر والتلال بهدف لمثله وهذه النتيجة لاتخدم التلال في الوصول المبكر إلى مواطن الأمان ولم تتح للصقور احتلال المركز الثاني الذي كان وشيكاً قبيل المواجهة. هوامش جماهير الصقر كانت المؤازرة عند مستوى العشق للفانلة الصفراء إلا أن الشعارات التي ودع بها التلال لم تكن حضارية. مجهودات الأمن المركزي والهلال الأحمر تستحق كل ثناء وتقدير. مدرب التلال سامي نعاش أثبت بأنه قادر على التعامل مع معطيات كل لقاء على حدة والدكتور عبدالرحمن الشرجبي بصماته مع التلال جديرة بالاحترام. إبراهيم يوسف مدرب الصقر أكد بأن فريقه أضاع العديد من الأهداف لكن الجري وراء الفرح أضاع الانتصار. الحضور الرسمي الكبير المؤازر للتلال ممثلاً بالحافظ بن معياد وباقي الكوكبة المحبة للتلال كان له كبير الأثر في دعم الفريق وجهازه الفني. طاقم التحكيم حمود المقفزي مجاهد الظفيري محمد المطري علي سيف القدسي وراقبها علي أبوزيد محمد مجاهد علي مراقباً للحكام.
