أنا من الناس الذين لا يحبون الرقم 13 وكذلك الارقام الفردية عموما لانها لا تقبل القسمة على 2 .. وكذلك كثير من الشعوب ومنها الشعب الايراني يكرهون الرقم 13 ويعتبرونه نحساً .. حتى الشارع أو المنزل الذي رقمه 13 يكتبون عليه 12 + 1 فهم يحبون الاثنى عشرية .. وفي التاريخ اليمني ايضا للرقم 13 ذكريات سوداء ومنها أحداث 13 يناير 1986.. كما أن العام 2013 الذي نودعه قد ازدحم بالاحداث الارهابية ، والتفجيرات ، سقوط الطائرات الحربية ، الاعتداءات ، الاختطافات ، التقطعات .... وأخيرا الاعتداء الارهابي على مجمع وزارة الدفاع .. وسيسجل التاريخ أن العام 2013 كان اسوأ عام في تاريخ اليمن .. ولهذا أدعو الناس الى التفاؤل بقدوم العام الجديد 2014.. وأن نتجه اليه بكثير من التفاؤل وقليل من الحذر .. طالما نحن نعيش ونتابع ونستحضر ذكريات أزمة توشك أن تحتضر ، وحياة جديدة توشك أن تتشكل على أنقاض نظام لم يكن نظاما ولم يكن دولة ولم يكن قبيلة ، وعلى أنقاض ثورة لم تكتمل ، وتغيير لم يكتب له النجاح المنشود في أحلام الشباب والنساء والشيوخ لكنه كان خليطاً من كل ذلك .. دعونا نتحاور ونواصل الحوار حتى لو انتهى مؤتمر الحوار الوطني من أعماله فالحوار شكل حضاري ملزم لاستمرارية الحياة والتقدم بثقة الى الأمام .. ننقي ذلك الخليط ، نرمي بالرواسب ونصنع نظاماً مدنياً نقياً خالياً من الكحول ، والشوائب ، والبقايا .. دعونا نكتب من جديد قصيدة اسمها اليمن السعيد ونتخلص من كل ما هو نحس بما في ذلك ذكريات الرقم 13 ونحن نودع العام 2013 .. ولنتعلم من أخطائنا ، من التاريخ، من الجغرافيا ، من العالم كيف نخطط لمستقبل يمني مفتوح على العالم ، مغلق على الماضي ، ولنجعل من الجيل الجديد قائداً ، ومن الجيل القديم مستشاراً ، ومن الاشقاء والاصدقاء نبراسا نتعلم منهم ما هو مفيد ونافع لشعبنا وأمتنا .. فلم يعد هناك متسع من الوقت لجلد الذات ، أو الاستسلام للسلبيات ..