كثيرة هي وقفات الاحتجاج التي سوف يتعين على أعضاء مؤتمر الحوار وقوفها في حال إنهم قرروا الانشغال عن الحوار بقضايا يومية متكررة .. وهذا لا يعني التقليل من أهمية الاحداث التي تتطلب الاحتجاج .. غير أن مؤتمر الحوار ليست هذه وظيفته ، وليست مهمته التي حددت في الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية ، وفي ضوابط وأحكام المؤتمر .. كما أن هذه الوقفات لم تحسب ضمن الفترة الزمنية المحددة لمؤتمر الحوار الوطني لكنها جزء من الوقت الضائع الذي قد لا يحسب في حالة عدم التمديد للمؤتمر بعد مضي ثلاثه أشهر، المتبقية .. صحيح أن تنظيم المسيرات ، والاعتصامات ، والاحتجاجات هو شكل من أشكال ممارسة الديمقراطية التي يضمنها الدستور القائم .. ولمّا كان الوضع القائم هو في الاصل وضع استثنائي ، غير طبيعي بحكم ( الثورة الازمة السياسية) وعملية التسوية التي أسفرت عنها وكان ضمن ما أسفرت اليه تشكيل مؤتمرالحوار الوطني كأحد آليات تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية .. الأمر الذي يفرض على مؤتمرالحوار أن يلتزم بكونه مؤتمراً للحوار الوطني الشامل وليس ساحة لتنظيم المسيرات والاحتجاجات أيا كانت المبررات .. فالمواضيع المعروضة أمام المؤتمر وضمن أجندته كلُّ منها يتطلب وقفات احتجاجية وليس وقفة ، وربما مسيرات ومظاهرات ولكن اذا سلّمنا بذلك نكون قد أنهينا مبرر الحوار الذي يفترض أن يكرس لمعالجة تلك الاشكالات أو مسبباتها التي يعاني منها اليمن والمواطن اليمني في كل أرجاء الوطن. تشكيل مؤتمر الحوار الوطني ومهامه جاء ليقدم حلولاً شاملة للقضايا المتعلقة ببناء الدولة ، النظام السياسي ، العدالة الانتقالية .. الخ من القضايا التي بحسمها يفترض أنه لن يكون هناك أخطاء ، أو ظلم ، أو تجاوزات .. وبالتالي لن يكون هناك مبررللوقفات الاحتجاجية .. دعوا الاحتجاجات للشارع يحركها كيف يشاء وتفرغوا لحواركم وتحاوركم مع بعضكم حتى تصلوا الى النتيجة المطلوبة في رسم معالم مستقبل اليمن القادم ، ولا تنشغلوا بما يحدث الا بقدر ما يمثل تعطيلاً لحواركم ، فلا تعطلوا حواركم بأنفسكم .. ما لم فالقافلة يجب أن تسير وتستمر وتتواصل بخطى ثابتة من أجل شيء واحد هو الخروج باليمن من حالة الاستنثاء الى حالة التطبيع الذي يتفرغ فيه الجميع للتنمية المستدامة .. ولتنفيذ ما تبقى من برامج الاصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية بما يوفر بيئة صالحة لوطن يسوده العدل ، والنظام ، يتمتع فيه المواطن بحقه في الحياة ، والتعليم ، والتنقل ، والعمل .. يتمكن فيه الشباب من خريجي الجامعات والمعاهد ، وغيرهم من الاطمئنان على مستقبلهم بأن هناك وظيفة تنتظرهم ، وواقعاً يستوعبهم يتمكنون فيه من بناء أسرة مستقرة في وطن مستقر وآمن. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك