أعلن الحوثيون، أمس، أسماء المناطق والمواقع السعودية التي انسحبوا منها، عقب المبادرة التي أطلقها قائدهم الميداني عبد الملك الحوثي لوقف الحرب، مؤكدين في المقابل استمرار الغارات الجوية السعودية على عمق الأراضي اليمنية، في وقت أعلنت الرياض أنها تدرس حالياً عرض الحوثيين، مشيرة إلى أنّها ستتخذ قراراً بشأنه خلال ساعات. في هذه الأثناء، شهدت مدينة ردفان الجنوبية تظاهرة وصفت بأنها الأضخم ل«الحراك الجنوبي»، طالب خلالها المشاركون «مؤتمر لندن»، الذي يعقد اليوم في العاصمة البريطانية، بدعم خطة «فك الارتباط» عن الشمال، بينما وصف شيخ شيوخ قبائل اليمن المؤتمر بأنه «سايكس بيكو» آخر لتقسيم اليمن. وجاء في بيان أصدره المكتب الإعلامي التابع للحوثيين أنه «بناءً على توجيهات السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بالانسحاب من الأراضي والمواقع السعودية، فقد تمّ الانسحاب من مناطق الصبَّة، بتول، العَرَّة، المُجَدَّعة، الجوف، أم قَمْع، الغارِشَة، جوف النُصِيبي، الخَقَاقة، مركز الجابري، المَسَايل، قايم الصِّيَاب، أم دُحْوَه، أم شْرحِيل، قَرَقَاعي، رَعَشَة، العَقَم، أم رَزَمَه، دار النصر، قام كُعُوبْ، أم دُرْمِي، قايم سَاحَة، أم رَصَبَة، أم قِيْمَه، الصيبة، العتيمي، بيوت أحمد هادي، أم بيسي». كما أكد البيان الانسحاب من جبال الفرجوم، الحشكُول الأعلى، الحشكول الأسفل، فريضة، المُدَبغَّة، قُمَامَة، مَلَحَمَة، تُوِيْلَق، والسَبَطاوي، ومن نقاط البرج، العشّة، التَّبة، بتول، الجُحْفَة، المَواطِير، الأساسية، مشيراً إلى أنه «تم إيقاف الحرب من ساحات جبلي الدخان والمدود». وتابع البيان أنه بالرغم من هذه الخطوة فإنّ الطيران السعودي شن تسع غارات على قرى في مناطق مران ورازح والملاحيظ، ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين وجرح اثنين. إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية اللواء إبراهيم المالك إن بلاده تدرس عرض الهدنة الذي طرحه الحوثيون، مشيراً إلى أنّ الوزارة ستعلن عن قرارها الرسمي في هذا الشأن خلال الساعات المقبلة. من جهة ثانية، تفتتح بعد ظهر اليوم في العاصمة البريطانية أعمال الاجتماع الدولي لدعم اليمن. ويشارك في الاجتماع مسؤولون عن دول مجلس التعاون الخليجي، ومجموعة الثماني (بريطانيا، الولاياتالمتحدة، كندا، إيطاليا، فرنسا، ألمانيا، اليابان، وروسيا)، ومصر والأردن وتركيا وهولندا، إضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، وممثلون عن الرئاسة الاسبانية الحالية للاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، وصندوق النقد، والبنك الدولي، والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي. ومن المقرر أن يستمر الاجتماع نحو ساعتين ويعقبه مؤتمر صحافي. وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية مارتن داي ل«السفير» إن «المشاكل الاقتصادية تمثل الخطر الأكبر الذي يواجهه اليمن، إلى جانب التهديدات الأمنية المتمثلة في هجمات تنظيم القاعدة والحرب مع الحوثيين»، مشيراً إلى أن مؤتمر لندن يمثل «نافذة فرصة للدفع باتجاه الإصلاحات الاقتصادية في اليمن». وذكّر داي بأن لندن سبق أن استضافت مؤتمراً للمانحين في العام 2006، وقد تعهّدوا آنذاك بتوفير مبلغ خمسة مليارات دولار لليمن، مشيراً إلى أنّ المؤتمر الحالي «سيبحث السبل العملية لمساعدة اليمن، وتنسيق إنفاق هذه التعهدات، إضافة إلى دعم خطة الإصلاح والبحث في أسباب عدم الاستقرار». إلى ذلك، تظاهر الآلاف من أنصار «الحراك الجنوبي» في مدينة ردفان التابعة لمحافظة لحج اليمنية، في تحرك هو الأكبر من نوعه منذ بدء الاحتجاجات الداعية إلى انفصال الجنوب. ودعا المتظاهرون المشاركين في مؤتمر لندن إلى دعم فك الارتباط مع صنعاء، مؤكدين تمسكهم بالنضال السلمي لنيل حقوقهم المسلوبة من «الاحتلال الشمالي». وقامت الطائرات اليمنية بالتحليق على علو منخفض لتفريق المتظاهرين، الذين قابلوا ذلك بإطلاق وابل من الرصاص باتجاه تلك الطائرات التي سرعان ما غادرت أجواء المنطقة. في هذه الأثناء، وصف شيخ مشايخ اليمن صادق عبد الله الأحمر مؤتمر لندن بأنه «سايكس بيكو» آخر لتقسيم وتمزيق اليمن، مؤكداً «إن أي دعوات يتخذها المؤتمر من اجل التدخل في شؤون اليمن الداخلية سيواجه بمقاومة من قبل القبائل». وأشار الأحمر إلى أنّ اليمن يمر «بمرحلة حرجة ويراد له أن يكون على غرار بعض الدول العربية التي تعيش أوضاعاً استثنائية، كالصومال والعراق وأفغانستان، لكن ذلك لن يتحقق ما دامت القبيلة في اليمن هي المرجع الأساسي للبلاد»، مشدداً على أنّ «الوحدة اليمنية خط احمر وسنبذل من اجل صيانتها أنهراً من دماء». من جهته، ندد رجل الدين اليمني البارز، عبد المجيد الزنداني، الذي شارك في اجتماع القبائل، بمؤتمر لندن، معتبراً أنه مقدمة لإعلان اليمن دولة فاشلة.
