دعا حشد جماهيري ضخم في الكويت الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح إلى إقالة رئيس الوزراء ناصر المحمد الصباح متهمين إياه بالمسؤولية عن انتشار الفساد وتدهور الخدمات في البلاد.وشارك أكثر من 10 آلاف مساء الأربعاء في هذا الحشد الذي يعتبر أكبر تجمع مناوئ للحكومة تشهده الكويت حتى الآن.
وقال النائب الإسلامي في مجلس الأمة فيصل المسلم مخاطبا الأمير "إن الفساد في ظل الحكومة قد بلغ مستويات جديدة وإن البلاد في خطر، والناس يريدون رحيل الشيخ ناصر والبرلمان". ويتعرض الشيخ ناصر لضغوط شديدة منذ تعيينه رئيس وزراء في شباط/فبراير عام 2006. وقد نجا عدة مرات من التصويت بنزع الثقة عنه في البرلمان. يذكر أن وزير الخارجية الكويتي محمد صباح السالم الصباح قد استقال من منصبه أمس الثلاثاء، وذلك على خلفية قضية فساد تورط فيها عدد من أعضاء البرلمان. كما تظاهر الشهر الماضي نحو ألفي شخص خارج مبنى البرلمان الكويتي احتجاجا على ما وصف بالفساد في صفوف الحكومة. وأطلق المتظاهرون هتافات تقول "الشعب يريد إنهاء الفساد"، و"ارحل ارحل ناصر"، إشارة إلى رئيس الوزراء. رئيس الوزراء يرفض ان يستقيل كشف مصدر مطلع أن الإجتماعات المفصلية التي تعقدها أسرة الصباح الحاكمة في دولة الكويت، قد وصلت تقريبا الى طريق مسدود، بعد أن أكد رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الصباح – إبن أخ أمير دولة الكويت- أنه لن يستقيل من منصبه كرئيس للحكومة إستجابة لطلب من أقطاب الأسرة الحاكمة الذين يعقدون إجتماعات متكررة لا تخصص وقائعها للنشر أو التداول الإعلامي، بأن يقدم إستقالته ، الكفيلة بإعادة الهدوء والتوزان الى الساحة السياسية الكويتية، قبل التظاهرات الشعبية العارمة التي ستنظم في العاصمة الكويتية غدا لإسقاط رئيس الوزراء الكويتي. ووفقا للمعلومات فإن رئيس الوزراء كان يتحدث خلال الإجتماع بنبرة من التحدي، وكان يرفض أي مبادرات أو إقتراحات عائلية تجعله يستقيل من منصبه بشرف وكرامة، مع حفظ مكانته وتقديره في أوساط الأسرة الحاكمة، أو الشارع الكويتي، إذ تردد أن رئيس الوزراء الكويتي قد أكد خلال اللقاء أنه يملك أغلبية مريحة في البرلمان، فلماذا كل هذا القلق من الشارع، الذي يريد أن يقلد الشوارع التونسية والمصرية واليمنية، مجددا رفضه التجاوب مع إقتراحات إستقالته لأسباب صحية، رغم أن الشيخ المحمد يعاني فعلا من عدة أمراض، إذ يقترب من عقده الثامن، ويعتبر أول رئيس وزراء في الكويت يتعرض بهذه الكثافة للرفض الشعبي الواسع. وبحسب مصادر على الهاتف من نيويورك الأميركية حيث إتصل بقطب كبير في الأسرة الحاكمة الكويتية طلب عدم الكشف عن إسمه فإن الأسرة الحاكمة الكويتية قد عقدت إجتماعا مفصليا ثانيا في نيويورك غاب عنه أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، بعد أن حضر أولى هذه الإجتماعات، ووصلنا الى طريق مسدود، وهناك توجه لإصدار قرار وشيك من الأمير لعزل رئيس الحكومة، وحل مجلس الأمة الكويتي، إذ يعني حله إستقالة تلقائية للحكومة، والدعوة لإنتخابات مبكرة، إلا أن هذه القرارات لن تتخذ قبل معرفة مصير التظاهرات الشعبية التي ستنظم في الكويت غدا (الأربعاء)، كما أن أمير الكويت قد ناقش بعض السيناريوهات للتعامل مع أي إضطرابات مفاجئة، منها تجهيز كلمة له الى الكويتيين، إذا ما تطورت الأمور نحو الأسوأ، والتنسيق مع مطار نيويورك لتجهيز الطائرة الأميرية الخاصة في أي وقت للإقلاع نحو الكويت، إذا ما خرجت الأمور عن مسارها. المعارضة تصعد: عهدت جماعات المعارضة الكويتية بتصعيد الضغط على الحكومة عقب استقالة وزير الخارجية وسط اتهامات بالفساد على مستويات عليا.ودعا نواب المعارضة فى مجلس الأمة، البرلمان، إلى مسيرة احتجاج اليوم الأربعاء، ويحاولون استدعاء رئيس الوزراء إلى مجلس الأمة لمساءلته. وتم قبول استقالة الشيخ محمد صباح السالم الصباح يوم أمس الثلاثاء. ولم تقدم وكالة الأنباء الكويتية سببا لذلك، لكن وسائل إعلام كويتية ربطت الاستقالة بمزاعم تحويل مسئولين حكوميين وآخرين أموالا غير مشروعة إلى الخارج.