يمكن أن تكون القضية الجنوبية مفتاحاً لحل الاشكالات التي يواجهها اليمنيون عموماً.. وفي الوقت ذاته يمكن أن تتحول إلى عامل لتمزيق اليمن الى كانتونات .. العقلانية في التعامل مع هذه القضية هي الوسيلة الوحيدة لجعل خيوط اللعبة في متناول يد القوى التي تدعي بأنها تمسك بناصية التغيير الثوري نحو الغد الأفضل .. من هنا يتطلب من هذه القوى الحفاظ على وضع تحالفاتها ضمن كتلتها التاريخية التي ارتضتها منذ سنوات طويلة .. وأن لا تفترق في الوقت الذي هي بأمس الحاجة لأن تلتقي وتتفق .. فالوطن لا يزال يمر بمخاض عسير . صحيح أن هناك اختلافات أيديولوجية بين أحزاب اللقاء المشترك .. سواء في النظرية والفلسفة السياسية، أو من حيث التجربة السياسية التاريخية والتي تحكم نظرة كل طرف من أطرافه الى الحاضر والمستقبل .. غير أن وثيقة الانقاذ التي سبق أن صاغتها تلك القوى ضمن مراحل التشاور الوطني هي القاسم المشترك بين تلك القوى ، وتلك الوثيقة ربما تكون هي الورقة المناسبة والرابحة لأحزاب اللقاء المشترك في الدخول إلى مؤتمر الحوار الوطني بمشروع جدير بالنقاش مع بقية القوى السياسية بما في ذلك المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه.. التجمع اليمني للاصلاح مطالب أن يدفع ثمناً بسيطاً كاعتذار للحزب الاشتراكي، ولأبناء الجنوب الذبن تأثروا بفعل الفعالية الاحتفالية الأخيرة ، هذا الثمن يتمثل بالتضحية بالمحافظ الحالي والبحث عن شخصية تتناسب مع حجم محافظة عدن ومكانتها الاقتصادية والسياسية والسياحية .. عدن بحاجة إلى محافظ ديناميكي معتدل سياسياً ، يتعامل كمحافظ لا كعضو في حزب سياسي، لا يقل عن مستوى أمين العاصمة عبدالقادر هلال .. أو محافظ تعز شوقي أحمد هائل .. وسيكون على التجمع اليمني للإصلاح تدبير وظيفة مناسبة للمحافظ الحالي عضواً في مجلس شورى الإصلاح مثلاً .. إن عدن بحاجة الى محافظ يكون على مسافة واحدة من كل التيارات السياسية حتى يكون جديراً بأن يكون حكماً بين المختلفين في حالة حدوث خلاف ، فالخطاب الذي ألقاه يومها لم يكن موفقاً في التعبير عن هموم واهتمامات أبناء عدن وأبناء اليمن عموماً .. المرحلة الحالية لا تحتمل المزيد من كلمات الاستفزاز والتشفي بالآخر أياً كان حتى لو كان ينادي بفك الارتباط.. يجب أن يمتلك محافظ عدن زمام المبادرة والقدرة على التواصل مع كل المتناقضات في المحافظة ليأخذ بيدها جميعاً في اتجاه الالتحاق بمسيرة الحوار والوفاق.. إن محافظاً يحظى باحترام القوى السياسية ، وأبناء عدن ، يتوافق عليه الاصلاحيون والاشتراكيون هو الحل الممكن لتدارك الكثير من المضاعفات والآثار الجانبية التي ولدتها بعض الأخطاء السياسية، والإعلامية في التعامل مع حساسية الحراك الجنوبي .. * الجمهورية