مجلس الأمن الدولي يستمع في جلسة مغلقة اليوم الأربعاء الى احاطة من مبعوث الأممالمتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، حول مسار محادثات السلام اليمنية في الكويت، وتصوره للمرحلة المقبلة. وقال الوسيط الدولي أنه سيقدم احاطته "عبر الفيديو مساء اليوم من الكويت".
وبعد نحو خمسة أسابيع، ماتزال محادثات السلام بين وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين وحلفائهم، تراوح مكانها دون تحقيق اي تقدم، مع استمرار حالة الانسداد التام في ملفات الانسحاب من المدن وتسليم السلاح، والاجراءات الانتقالية السياسية المؤقتة، وتمسك كل طرف برؤيته لتنفيذ القرار الأممي.
وبالرغم من التفاؤل الذي يبديه المبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد بالاقتراب من "التوصل إلى انفراج شامل "، إلا أن كل المؤشرات والوقائع على الأرض حتى الآن على الأقل تؤكد ان خيار السلام لايزال مطلبا بعيد المنال.
وقال الوسيط الدولي في منشورين على صفحته الرسمية فيس بوك "إن مشاورات السلام مستمرة، وأنها تقترب من "التوصل إلى رؤية عامة، للمرحلة المقبلة، وانفراج شامل".
بينما أعلن الحوثيون عن توجههم نحو تشكيل حكومة من طرف واحد "إذا تعثر الحل العادل" من محادثات السلام في الكويت. وقال رئيس وفد الحوثيين المفاوض، محمد عبد السلام، أنه بات على من وصفها ب "القوى الوطنية"، سد الفراغ "بتشكيل حكومة لخدمة الشعب اليمني ومواجهة التحديات، في حال تعثر الحل العادل الذي ينتظره اليمنيون".
وكان الوسيط الدولي عقد أمس الثلاثاء جلستي مشاورات مع الوفد الحكومي، شارك في إحداها خبراء عسكريون.
ولد الشيخ احمد قال في بيان صحفي أنه تم " تداول بعض الرؤى حول القضايا العسكرية والأمنية، بما فيها تلك المتعلقة بآليات الانسحاب وتجميع القوات وترابط الشق السياسي بالإطار الأمني مع دراسة معمقة لكيفية تزمين الأحداث في المرحلة المقبلة".
كما التقى المبعوث الاممي بسفراء الدول 18 الراعية للعملية السياسية في اليمن، وأطلعهم على آخر المستجدات.
وقال أحمد "نحن نعمل الآن على تذليل العقبات الموجودة والتطرق إلى كل التفاصيل العملية لآلية التنفيذ مما يجعل الجلسات أكثر حساسية، وأقرب للتوصل إلى انفراج شامل".
مصادر قريبة من الوفد الحكومي، قالت ان وفد الحكومة قدم للمبعوث الاممي، رؤيته لتشكيل لجان أمنية وعسكرية متخصصة، بقرار من الرئيس هادي، تتولى الإشراف المباشر على انسحاب المليشيات من المدن وتسليم الأسلحة.
وذكرت المصادر ان اللقاء تطرق ايضا للعزل السياسي للقوى المشمولة بقرار مجلس الأمن 2216، وفي المقدمة الرئيس السابق علي صالح.
إلى ذلك اتهم الحوثيون الوفد الحكومي بتعطيل اعمال لجنة الاسرى والمعتقلين، بينما ذكرت وكالة الانباء الحكومية، ان اللجنة عقدت اجتماعا مشتركا، ناقشت فيه آليات إطلاق المعتقلين، والأسرى، والمخفيين قسرا والمحتجزين تعسفا.
لكن مصادر في وفد الحوثيين، قالت ان الوفد الحكومي أفشل اتفاقا لتبادل كشوفات الأسرى، كان مقررا أمس الثلاثاء، ما أدى إلى تعطيل الاجتماع.
الحوثيون قالوا، أن ممثلي الحكومة، طلبوا عدم الخوض في مسألة تبادل الأسرى بشكل كامل، والاكتفاء بالحديث عن شخصيات محددة بينها شقيق الرئيس عبدربه منصور هادي، في خطوة قد تعيد الأمور الى "مربع الصفر"، حد تعبيرهم.
وكانت الأطراف اليمنية المتحاورة، أعلنت في العاشر من الشهر الجاري، التوصل إلى تفاهمات للافراج عن 50 بالمائة من كافة المحتجزين لدى طرفي الصراع قبل شهر رمضان المقبل، في وقت يستمر فيه الانسداد التام في ملفات الانسحاب وتسليم السلاح، والاجراءات الانتقالية السياسية المؤقتة.
ميدانيا... قتل وأصيب العشرات بمعارك طاحنة، في محافظاتالجوف، ومارب، وريف العاصمة، وتعز، وشبوة، والبيضاء.
ودارت أعنف المعارك في محافظة الجوف، شارك فيها طيران التحالف بسلسلة غارات جوية دعما لحلفاء الحكومة الذين أعلنوا احراز تقدم ميداني باستعادة عديد مواقع في مديرية المصلوب، والغيل غربي المحافظة الصحراوية الحدودية مع السعودية.
لكن الحوثيين أعلنوا عن مقتل 60 عنصرا من القوات الحكومية، وتدمير 5 مدرعات و4 عربات عسكرية، في تصديهم للهجوم المباغت حسب اعلام الجماعة.
وأغار الطيران الحربي على مواقع للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في مديرية صرواح غربي مدينة مأرب، بعد يوم من مقتل 6 اشخاص واصابة 7 اخرين بغارة جوية، قال الحوثيون أنها استهدفت منزلا سكنيا في مديرية حريب نهم عند البوابة الشرقية للعاصمة اليمنية، حيث تدور معارك عنيفة في هذه الجبهة الحساسة بالنسبة لحلفاء صنعاء.
في المقابل أفاد حلفاء الحكومة، بمقتل 30 مسلحا حوثيا واسر 6 اخرين في محاولتي تقدم فاشلتين نحو مواقع للقوات الحكومية هناك.
إلى ذلك أعلنت مصادر موالية للحكومة عن مقتل 3 اشخاص واصابة 29 اخرين بينهم مدنيون بمواجهات مسلحة وقصف مدفعي وصاروخي على مواقع وأحياء خاضعة لحلفاء الحكومة في تعز جنوبي غربي البلاد.
وعلى صلة بتداعيات التصعيد العسكري، أعلن الحوثيون وحلفاؤهم العسكريون، تعليق مشاركتهم في أعمال اللجنة الأممية للتهدئة العسكرية والتنسيق، في مؤشر على بوادر انسداد جديد في محادثات السلام اليمنية في الكويت.
وأبلغ ممثلو الحوثيين وحلفائهم، مبعوث الاممالمتحدة، اسماعيل ولد الشيخ احمد، بتعليق العمل في لجنة التهدئة والتنسيق، على خلفية التصعيد العسكري المتسارع واستئناف الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية.
وقال الحوثيون في رسالة الانسحاب من اللجنة الاممية، ان الأوضاع العسكرية، عادت الى المربع الاول بعد خمسين يوما من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ" كما جاء في رسالة حلفاء صنعاء.
وبموجب "اتفاق وقف الأعمال القتالية في اليمن" تقوم لجنة للتهدئة والتنسيق من كبار الضباط العسكريين في طرفي الصراع تحت إشراف الأممالمتحدة "بالتواصل مع مجالس التهدئة المحلية، وتعزيز الامتثال لاتفاق وقف الاعمال القتالية" المستمر نظريا منذ العاشر من ابريل/نيسان الماضي.
ويخشى مراقبون من تداعيات هذا التصعيد العسكري على محادثات السلام اليمنية في الكويت، التي يعول عليها صياغة خارطة طريق لإيقاف الحرب واعادة البلاد الى المسار الانتقالي. الى ذلك دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، المملكة العربية السعودية لدعم اتفاق وقف الأعمال العدائية في اليمن، حتى يظل متماسكا، بما في ذلك خلال شهر رمضان، بحيث يمكن إيصال المساعدات الإنسانية إلى الضعفاء" حسب ما جاء في بيان أصدره المتحدث باسمه، "استيفان دوغريك" الثلاثاء.
وأعرب بان كي مون عن تقديره للدعم السعودي لمحادثات السلام الجارية في الكويت بشأن الأزمة اليمنية. لحج: * مقتل 6 مدنيين بغارة جوية يعتقد انها خاطئة على مواقع مفترضة لعناصر القاعدة في محافظة لحج الجنوبية. وكان طيران التحالف شن اليوم سلسلة غارات جوية مستهدفا مواقع مفترضة لعناصر القاعدة في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج. وقال سكان محليون أن غارة استهدفت بالخطاء منزلا سكنيا مخلفة 6 قتلى على الاقل بينهم اطفال، فيما نجا اربعه آخرين من أفراد الأسرة. كما ضرب الطيران الحربي مصنعا لتعبئة المياه شمالي المدينة يعتقد انه كان يستخدم مستودعا لتخزين السلاح. وكانت قوات حكومية مدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية بسطت سيطرتها منتصف أبريل /نيسان الماضي، على مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، إثر معركة قصيرة مع مسلحي القاعدة في المدينة الهامة عند البوابة الشمالية الغربية لمحافظة عدن، الجنوبية التي ظلت بعيدة عن سلطة الحكومة المعترف بها دوليا.