لماذا هناك حالة سخط من وجود مفاوضات، ماهي المشكلة أن تسمر جولاتها، وتأخذ وقتها! وتستخدم بذكاء.. فلمصلحة من الحديث عن إفشال المشاورات اليمنية، ومن قال إن عليها أن تحسم صراع سنوات في غضون أيام أو أشهر. الاستعجال يضر بكل القضايا المطروحة، لكن عليها حسم مسألة إيقاف إطلاق النار أولاً، والبدء بالمساعدات الإنسانية، ولتأخذ وقتها، لحل عادل يرضي الجميع. فلماذا يجب أن يكون هناك طرف منتصر! لماذا تريد هذه الأصوات استمرار الحرب، وتؤكد أن الحسم فقط على الأرض وأن لا قيمة لهذه المشاورات، وتنقل الأخبار المحبطة عنها، وتسخر من صورة المصافحة بين الوفدين. صدقوني، لن ينتصر أحد، وما حدث ويحدث تقدم إيجابي.. فلا تتابع أخبار الحرب وتروج لها، إن لم تكن لك مصلحة مباشرة في استمرار القتال، إن لم تكن من تجار سلاح، أو متكسباً أو مستفيداً مالياً أو وظيفياً من الحرب، وعايشاً على حسابها، فلا مصلحة لك في استمرارها. إن كانت أطراف الحرب لا تصرف عليك، ولست مع أي فصيل، فانصرف عنهم، وروج للأخبار الجيدة. وأعرف أن مجرد قبول الطرفين بالجلوس وجهاً لوجه، أمر فيه من الجدية، أكثر مما يروج له، وأنه أول خطوة سياسية إيجابية منذ إفشال مفاوضات صعدة في أغسطس 2014. أفهم أن هناك تجار حروب ليس لمصلحتهم إيقاف الحرب، وهناك إعلاميون من الجانبين يكتبون بثمن لتثبيت حق السياسيين والمتصارعين، في استمرار الصراع وحسمه لصالحهم.. لكنك إن لم تكن منهم، فعليك أن ترى الصورة واضحة، وأن جدية المفاوضات ووقتها والصورة الأخيرة لتصافح الوفدين ليست عبثاً، وليست شكلاً ديبلوماسياً، لأن هذه الأطراف منهكة تماماً، وتخسر كل يوم. لو كنت تهتم فعلاً لمصلحتك، فالحرب ليست في صالحك، وصد رعونة هذا الطرف او إجرام الطرف الآخر، متوقف على تسوية سياسية، لأنك واعٍ وتعرف أنه لن يستثنى أي طرف من أي تسوية سياسية.. وفي الأخير سيتفقون، فدعهم يفعلون ذلك اليوم، بتحقيق مشاورات ناضحة، تقوم على أساس الحق، وليس الضغط، تدعم الحقوق والعدالة.. طالب بالعدالة والسلام والحقوق والمساواة، والمحاسبة، ولا تطالب بالحرب.