يناقش مؤتمر الحوار الوطني شكل الدولة الجديدة في اليمن، وقد أكد وزير الخارجية أبوبكر القربي لموقع NOW أن هناك "توافقاً" في لجنة بناء الدولة في مؤتمر الحوار الوطني على أن "تكون اليمن دولة فيدرالية من عدة أقاليم ". وأشار القربي الى أن حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح ويتولى فيه الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي منصب نائب الرئيس والأمين العام، "يوافق على الفيدرالية . عبدالملك المخلافي، القيادي في التنظيم الوحدوي الناصري والأمين العام للمؤتمر القومي العربي، والعضو في فريق بناء الدولة في مؤتمر الحوار الوطني، قال من جهته ل "NOW" إنّ "هناك توافقاً في فريق بناء الدولة على أن تكون اليمن دولة فيدرالية اتحادية، لكن الخلاف على عدد الأقاليم، إذ يطالب الحراك الجنوبي (الذي يشكل 15% من قوام مؤتمر الحوار الوطني، و30% من قوام الجنوبيين الموجودين في المؤتمر)، بأن يكون التقسيم على أساس إقليمين فقط ". وعاد "الحراك الجنوبي" للمشاركة في الحوار بعدما كان انسحب في 12 من الشهر الماضي، واشترط لعودته انتقال الحوار إلى "التفاوض الندّي" بين دولتين خارج اليمن، والإقرار بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم، بالإضافة الى مطالب أخرى بينها اعتذار الحكومة في الشمال عن حرب عام 1994 التي قُتل فيها نحو أربعة آلاف شخص، وهو ما استجابت له الحكومة يوم 21 من الشهر الماضي . وأصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الأربعاء أربعة مراسيم رئاسية قضت بإعادة 795 ضابطاً جنوبياً من التقاعد إلى الخدمة في إطار معالجة الأضرار التي لحقت بالجنوبيين بعد حرب صيف عام 1994 . كما شُكلت لجنة مصغرة من فريق القضية الجنوبية تتكوّن من 8 أعضاء من الشمال و 8 من الجنوب، لبحث تفاصيل الرؤى المختلفة لشكل الدولة . ويوضح المخلافي أن سبب معارضة الأغلبية تقسيم البلاد الى إقليمين يعود لرأيهم بأن هذا التقسيم لن يحل مشكلة اليمن بشكل كامل، فالمشكلة الأساسية ليست مشكلة شمال وجنوب، ويرى بأن طرح نظام من اقليمين يعني نظاماً من شطرين، وسيكون مقدمة للإنفصال، خاصة أن وجهة النظر هذه يدعمها الخبراء الدوليون الذي قالوا إن كل دولة اتحادية من إقليمين انتهت بالإنفصال . وأضاف المخلافي أن "التقسيم لإقليمين لا يحقق الأهداف الموضوعية، فهذا التقسيم لا يأخذ بعين الإعتبار الجانب الجغرافي والإقتصادي والسكاني والزراعي والثقافي، بل يضع معياراً واحداً وهو التشطير السابق عندما كانت اليمن منقسمة ليمن شمالي وجنوبي ". والخميس عقد عدد من الجنوبيين من مختلف المكونات (ماعدا الحراك الجنوبي) مؤتمراً صحافياً لإعلان الإقليم الشرقي الذي يضم حضرموت وشبوة والمهرة وجزيرة سقطرى، تعبيراً عن دعمهم لدولة اتحادية متعددة الأقاليم . يقول المخلافي إن عدد الأقاليم لم يحدَّد بعد ولكنه يرجح بأنها ستكون من 4 الى 5 أقاليم وفقًا للمعايير الاقتصادية والجغرافية والسكانية والتنموية والثقافية . يشار إلى أن الحوار الوطني الشامل في اليمن بدأ في 18 مارس/آذار الماضي، ويفترض أن يفضي إلى اتفاق على دستور جديد، وإجراء انتخابات عامة في فبراير/شباط القادم بنهاية الولاية الرئاسية المؤقتة للرئيس هادي . ذ