ق ال الدكتورعلي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء أن العلاقات اليمنية التركية متميزه تشهد نموا مضطردا وتعاونا مثمرا في كافة المستويات بما يجمعه تاريخ البلدين من قواسم مشتركة . وأضاف مجور في كلمة ألقاها أثناء افتتاح أعمال الندوة الدولية حول "اليمن في العهد العثماني " التي يقيمها المركز الوطني للوثائق بمشاركة مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باستانبول ( أرسيكا) إن اليمن تتقاسم مع تركيا اليوم ثغر العيش في المنطقة يتعين عليها أن تكون علاقات الشعبين الشقيقين أكثر تألقا وتألفا وتعاونا في مواجهة التحديات المصيرية التي تتهدد البلدين على المستويات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية والثقافية . وأشار إلى أن الفهم الايجابي للتاريخ هو الذي نسعى من خلاله لإيجاد علاقة تعاون متينة مع أشقاءنا في تركيا منذ أن دشن عهد العلاقات فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية بزيارته التاريخية إلى تركيا عام 1986م مؤكدا دعم المشروع الثقافي النوعي ممثلا تشييد مبنى جديد للمركز الوطني للوثائق بالمعايير والمواصفات المتبعة معتبرا المركز إرث اليمن الوثائقي . مثمنا تقدير اليمن البالغ لسياسة تركيا ومواقفها المبدئية المشرفة تجاه قضايا أمتنا العربية والإسلامية. وقال الدكتور مجور إن الإرث التركي التاريخي حافل بالانجازات المشتركة التي نعتز بها و نبني عليها رؤيتنا المشتركة نحو حاضر ومستقبل أجمل . منوها إلى أن قرونا من التواجد العثماني في اليمن حلية بقراءة أحداثها والغوص في تفاصيلها بما يوفر خدمات أفضل وأعمق في مجرياتها ويفضي إلى صياغة جديدة معززة بمرجعية تاريخية وثقافية لتاريخ اليمن إبان تلك الفترة للاعتبارات السياسية للأمبراطوية العثمانية. من جانبه أكد الدكتور خالد أرن مدير عام إرسيكا إلى مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية يعتزم البدء بتنفيذ دراساته العامة للمصحف القديم والمخطوط الموجود بمكتبة صنعاء بعد موافقة فخامة الرئيس ليكون ثالث المصاحف الشريفة بشمول الدراسة والبحث بعد مصحف عثمان بن عفان المحفوظ بإستانبول ومصحف عثمان المحفوظ بالمشهد الحسيني بالقاهرة. مشيرا بأن ندوة صنعاء تأتي ضمن مؤتمرات وندوات يعقدها المركز في سوريا ومصر والمغرب واستانبول وأنها بمثابة حجر أساس ونقطة تحول في الدراسات التاريخية حول تاريخ اليمن والمنطقة العربية في العصر العثماني موكدا مساعدتها في تغيير الأفكار النمطية التي تنشأ عليها الجيل السابق نتيجة تراكمات سياسية وأيدلوجية لا علاقة لها بأصول المنهجية الموضوعية في علم التاريخ إلى ذلك أكد الاستاذ علي أحمد أبو الرجال رئيس المركز الوطني للوثائق أن الندوة تفتح فصلا جديدا وتتطرق لأبعاد جديدة في العلاقات اليمنية التركية مثمنا صدق العلاقات الاخوية مع إدارة إرشيفات الحكومة التركية والاهتمام الذي يحظى به المركز من مسئولي الادارة وعلى رأسهم الدكنور يوسف ساريباي مدير عام الارشيف ، كونها تعد الاولى ذات الصبغة الدولية بمشاركة نخبة من الخبراء والمهتمين الدوليين . وقال ابو الرجال "ا أن الفصل الطويل من العلاقات بين اليمن وتركيا جدير بالوقوف أمامه وإعادة قراءته بذهنية صافية متجردة من كل ما علق في الاذهان من انطباعات ومواقف" . مشيرا إلى أن الندوة تعبر عن قناعة راسخة لدى الجميع باهمية وضرورة إعادة كتابة تاريخ العلاقات اليمنية التركية في العهد العثماني لا كما نريده أن يكون بل كما قد كان . مشددا على ضرورة استنباط الدروس والعبر من خلالها واستكشاف الابعاد الانسانية الغائرة في عمق ذل العهد , على النحو الذي يمنحنا البصيرة والعزيمة لأن نجدد تلك العلاقة باعتبارات العصر ومستجداته ومتغيراته . وأضاف ابو الرجال" إن تركيا اليوم عادت لتسمع صوتها من جديد, منتصرة لحق الأمة في أرضها وكرامتها وحقها في الحياة, ولقد دوى ذلك الصوت إبان العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة ولازالت أصداؤه مدوية. وهذا يجعلنا أكثر إيماناً بأهمية الغوص في أعماق ذلك العهد الطويل من العلاقات اليمنية العثمانية, لأن فيه الكثير مما يعيننا على المضي بثبات وأمل على أرضية الحاضر باتجاه مستقبل أفضل في العلاقات بين بلدينا.