دعا معهد (كاتو) للدراسات الاستراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إنهاء دعم الولاياتالمتحدة للحرب التي تقودها السعودية في اليمن والتي أكد أنها "كارثة إنسانية" و"فشل إستراتيجي" أضر بحقوق الإنسان بشكل مروع وبأهداف الولاياتالمتحدة في مكافحة الإرهاب. وقال المعهد الأمريكي في مقال له بقلم : إيما إشفورد " ربما كان أغرب قرار اتخذته إدارة أوباما في السياسة الخارجية هو قرارها بدعم الحرب التي تقودها السعودية في اليمن ". وأضاف الكاتب في مقاله بعنوان "يجب على الرئيس إنهاء دعم الولاياتالمتحدة للحرب في اليمن" لقد جعل البيت الأبيض عمليات مكافحة الإرهاب بنداً رئيسياً في جدول أعماله حيال السياسة الخارجية، وضمت الإدارة عدد من المسئولين ذائعي الصيت في مجال قضايا حقوق الإنسان، أبرزهم سفيرة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة سامانثا باور". وأكد قائلاً " لذلك كان قرار الرئيس بتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي والمساعدة في تحديد أهداف الحملة العسكرية لقوات التحالف التي تقودها السعودية مفاجئاً للغاية، لاسيما أن هذه الحملة قد أضرت بحقوق الإنسان في اليمن بشكل مروع، كما أضرت بأهداف الولاياتالمتحدة في مكافحة الإرهاب". ولفت إلى أن العدوان الذي شنته السعودية لم يكن مفاجئاً أن يتحول إلى مستنقع كارثي تزدهر معه التنظيمات المتشددة مثل تنظيم القاعدة والذي إستفاد منه وساهم في تدهور الاوضاع. وفي هذا الصدد أشار كاتب المقال في المعهد والذي يتخذ من واشنطن مقراً له إلى تقديرات الأممالمتحدة والتي تؤكد أن أكثر من 21 مليون يمني حرموا من الإحتياجات الأساسية للحياة منذ بدء التدخل، وأن الآلاف قد قتلوا. ولفت إلى أن الأكثر أهمية في هذا الشأن أن مراقبي الأممالمتحدة ذكروا لمجلس الأمن أنهم يؤمنون بأن التحالف الذي تقوده السعودية قد يكون مذنباً بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بتنفيذه ضربات جوية عشوائية على المدنيين. وأكد المعهد الامريكي في مقال كاتبه وتحليله لمدى نجاح وفشل هذا العدوان أن تحالف العدوان العسكري السعودي من الناحية الاستراتيجية، لم يحقق الكثير من المكاسب .. موضحا بالقول " فعلى الرغم من الخسائر الفادحة في الأرواح، إلا أن التحالف قد توقف إلى الجنوب من العاصمة صنعاء والتقدم أبعد من ذلك سيكون صعباً للغاية". وأضاف " وفي نفس الوقت، تنامت قوة وحجم تنظيم القاعدة داخل اليمن مستفيداً من الصراع، بل أنه صار يقدم نفسه كشريك فاعل في التحالف السعودي" . وإعتبر معهد كاتو في المقال أنه " من الصعب أن نرى كيف خدم هذا الصراع المصالح الاستراتيجية الأمريكية في مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان، أو حتى في الاستقرار الإقليمي ". وفيما تسائل عن ما الذي ينبغي على الرئيس أوباما القيام به ؟ رأى الكاتب الأمريكي بأنه يتعين على الرئيس أوباما في الأشهر القليلة المتبقية له في منصبه الإستفادة من سلطته التنفيذية لإنهاء دعم الولاياتالمتحدة للحرب في اليمن وتوجيه الدبلوماسيين الأميركيين لسلك مسار التسوية الدبلوماسية بقوة. وشدد الكاتب في معهد كاتو للدراسات الاستراتيجية على أن "هذه الحرب كارثة إنسانية وفشل استراتيجي، ويجب إنهاء دعمنا لها دون تفكير أو تردد". سبأ