أكدت مصادر سياسية رفيعة ل"نبأ نيوز" أن الزعيم معمر القذافي طلب من الرئيس علي عبد الله صالح اليوم الثلاثاء تبني تسوية موضوع الدعوى القضائية المرفوعة ضده من قبل ضحايا الألغام في اليمن، والتي قامت الأممالمتحدة خلال الأسبوع الماضي بإبلاغ طرابلس رسمياً بفحوى الدعوى المرفوعة وطلبت منها الرد العاجل عليها. وكشفت المصادر: أن الرسالة التي حملها مبعوث العقيد معمر القذافي احمد قذاف الدم اليوم إلى الرئيس صالح تناولت في جانب منها المطالب التي تقدم بها إلى الأممالمتحدة فريق المحامين المؤلف من (28) محامياً، وفي جانب آخر تناولت موضوع التدخلات الليبية في الأحداث الدائرة في بعض مناطق اليمن، ودعم أطراف سياسية داخلية مناهضة للنظام. وبحسب المصادر ذاتها: فإن الرئيس علي عبد الله صالح اعتبر في اتصال هاتفي مباشر مع الزعيم القذافي القضية المرفوعة بشأن ضحايا الألغام بمثابة قضية حقوقية "قضائية" لا يمكن للحكومة اليمنية التدخل فيها، أو ممارسة ضغوط على أصحابها. وتؤكد المصادر أن التحرك الليبي جاء على خلفية مخاوف من سعي أطراف دولية إلى "تدويل القضية"، وتصعيدها خاصة بعد أن قامت الأممالمتحدة عبر المفوضية العليا لحقوق الإنسان بجنيف بإبلاغ النظام الليبي رسمياً بالدعوى المرفوعة ضده بتاريخ 17/8/2007م، وأخرى مرفوعة بتاريخ 1/9/2007م عبر مكتب الأممالمتحدةبصنعاء، وتبني منظمات دولية مثل مؤسسة "بيل كلينتون" لحقوق الإنسان، ومؤسسة "غاندي" ومنظمات أخرى موقفاً مناصراً لحقوق ضحايا الألغام، بعد أن قدمت لجنة المحامين برئاسة المحامي محمد علي علاو بشهادات، وأدلة، ووثائق تدين العميد القذافي بالوقوف وراء زرع أو تمويل زرع مساحة تزيد عن 200 ألف كلم مربع من الأراضي اليمنية بالألغام المضادة للأفراد، والتي ذهب ضحيتها نحو (50) ألف ضحية لحد الآن- 96% منهم من الأطفال. وكان ضحايا الألغام رفعوا رسالة خطية إلى الرئيس علي عبد الله صالح يوم 13/9/2007م يطالبونه فيها بالتدخل- بصفته ولي الأمر- لدى الزعيم الليبي معمر القذافي، وإقناعه بضرورة عمل تسوية مع أهالي الضحايا، والمعاقين. وتضمنت الرسالة- التي رفعتها لرئيس الجمهورية "حملة البحث عن الحقيقة المفقودة" برئاسة المحامي محمد علي علاو إلى جانب منظمات أخرى- تحديد مطالب الضحايا بأربع نقاط هي: تعويض أهالي الضحايا تعويضا عادلا، تعويض أهالي المصابين و التكفل بتامين العلاج المناسب لهم، ومساعدة الحكومة اليمنية في عملية نزع الألغام من المناطق التي تسبب بزرع الألغام فيها، وتقديم اعتذار رسمي للشعب اليمني عما اقترفه بحقه من ظلم وتعدي. هذا وقد تبادل الزعيمان الليبي واليمني أكثر من أربع اتصالات خلال أقل من أسبوعين كان آخرها يوم أمس الاثنين، أعقبتها رسالة خطية سلمها للرئيس صالح اليوم مبعوث القذافي احمد قذاف الدم، والتي تؤكد مصادر "نبأ نيوز" أنها تتضمن موضوع اتهامات يمنية موجهة إلى النظام الليبي تؤكد تورطه في أحداث الجنوب اليمني، وقيام جهات دبلوماسية ليبية باتصالات مباشرة مع بعض الشخصيات التي تصفها صنعاء ب"خارجة عن القانون"، في إطار ما يعتقد أن ليبيا تعد أحد الأطراف الخارجية الممولة لأحداث الشغب في المناطق الجنوبية. هذا ولم يكشف بعد فيما إذا كان الرئيس صالح قد أعطى الضوء الأخضر إلى ليبيا بشأن تسويات معينة مع ضحايا الألغام أم ما زالت المباحثات مفتوحة. حملة البحث عن الحقيقة المفقودة لمناصرة ضحايا الألغام في اليمن http://ahrb.blogspot.com/2007/08/blog-post_9462.html