خسرت شابة عربية مليوناً و700 ألف درهم؛ للحصول على وظيفة مرموقة مناسبة لتخصصها العلمي، بواسطة شاب عربي تعرفت إليه عبر مو قع إلكتروني وهمي يحاكي مواقع حقيقية خاصة بجهات توظيف مشهورة . وأفاد العميد حماد أحمد الحمادي مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، أن قسم الجريمة المنظمة في إدارة التح ريات والمباحث الجنائية؛ وبناءً على بلاغ المدعوة (“م. ع”، 29 سنة)، ضد المشتبه به (“ب. ع”، 32 سنة)، تبين له أن المشتبه به يقبع نزيلاً في سجن العين لتورطه في قضية مالية سابقة؛ حيث اعترف المذكور بجريمته، مبرراً ذلك بحاجته الماسة للمال وتعثره مادياً، زاعماً أنه سيرد المبلغ الذي اعتبره “سلفة” بعد أن يجد “هو نفسه” وظيفة . وكانت الفتاة قد تلقت رسالة إلكترونية سنة 2007 أثناء انضمامها لأحد المواقع الإلكترونية الذي وعدها بتوفير فرصة عمل بمجرد اتصالها على هاتف (المشتبه به) الموضوع على مُرسل الرسالة، وطلب منها تسديد مبلغ 4 آلاف درهم لمباشرة البحث عن الوظيفة المناسبة فانصاعت لمطالبه التي أخذت بالتنامي مع مرور الوقت . وتابع العميد الحمادي، بناءً على إفادة الضحية، إنها استمرت في التواصل هاتفياً مع المشتبه به سنوات عدة، حتى يتم توفير فرصة عمل مرموقة، واستطاع المشتبه به ابتزازها والاحتيال عليها عدة مرات، من خلال استنزاف أموالها وإيهامها بأنه سينشئ لها ويشاركها في مشاريع تجارية ناجحة، فتورّطت في دفع أموال طائلة له، منها قروض بنكية بلغت حصيلتها مليوناً و700 ألف درهم، وفق لما زعمته الضحية . وأضاف “إن الضحية حاولت استرداد ما دفعته دون جدوى، حيث استمر المذكور بمماطلتها شهوراً عدة فما كان منها غير أن تقدّمت ببلاغ ضده ”. وجدد العميد حماد أحمد الحمادي مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي تحذيراته للجمهور من مخاطر الجرائم الإلكترونية والمواقع المشبوهة، والثقة العمياء ببعض الرسائل التي يحملها البريد الإلكتروني، ومنها الوعود بجوائز نقدية، والإيهام بالحصول على وظيفة أو الفوز باليانصيب في إحدى المسابقات؛ من أجل سرقة البيانات الشخصية، والمشاركة في ميراث شخص متوفى، إلى جانب نشاطات مشبوهة أخرى كالإعلانات المضللة وغيرها . وأعرب عن أسفه لتكرار هذا الأمر مع بعض الضحايا، خلافاً لغيرهم من الضحايا الذين لا يفصحون عما يتعرضون له من نصب واحتيال لأسباب خاصة، وذلك رغم الرسائل التوعوية والقصص الإجرامية التي سبق نشرها لإطلاع الجمهور على أساليب الاحتيال الإلكتروني المستحدثة، وكان آخرها ما تم الكشف عنه أواخر شهر يوليو الماضي حول تعرض شابة عربية لخسارة مبلغ 700 ألف درهم (قرض بنكي) ضريبة وعد بزواج وهمي سببه علاقة هاتفية مشبوهة . وناشد أفراد الجمهور اتّخاذ الحيطة في التعامل مع تلك الرسائل الإلكترونية والهاتفية المشبوهة، والتأكّد من مصدرها معتبرا أن وعي المجتمع بمثابة خط الدفاع الأول في التصدّي لهذه الممارسات الدخيلة . الجدير ذكره، أن الأمانة العامة لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، أطلقت في وقت سابق، حملة مجتمعية للتصدي للنصب الإلكتروني والهاتفي، نظمتها إدارة “الإعلام الأمني”، ودعمتها بعض المؤسسات وعلى رأسها مجلس أبوظبي للإعلام وهيئة تنظيم الاتصالات، هدفت إلى تحصين المجتمع من مخاطر وسلبيات التقنيات الحديثة .
