المنتخب الوطني للشباب يواجه نظيره الكويتي لحسم التأهل لنصف نهائي بطولة غرب آسيا    اليمن يوقع اتفاقية تفاهم مع الشركة الصينية للطاقة والمعدات الكهربائية    بترت قدمه اليسرى.. إصابة بالغة لطفل إثر انفجار لغم حوثي شمال حجة    الهجري والأشول يشاركان في فعالية مع نائب رئيس المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية    سيتعافى الوطن بخروج الديدان من جسده    ارتفاع أسعار صرف الدولار والريال السعودي في اليمن إلى هذا الحد    الحوثي لن يكتفي بالسيطرة على الجنوب.. بل سيعمل على استنزاف السعودية وتهديد أمنها    مصرع قائد الحوثيين في إحدى جبهات تعز.. واندلاع معارك شرسة    تعيين سامر فضل مدرباً لمنتخب الناشئين وعلي النونو مساعداً له    جيش الجنوب رأس حربة لشعب مناضل حر ومقاوم    أزمة كبيرة وقع فيها من يُسمون "بالصهاينة العرب"    دحابشة اب اليمنية يحرقون مناحل العسل لأبناء أبين    دائما غالب رجال الدين من الأغنياء وأتباعهم من الفقراء    الرئيس الزُبيدي يُعزُّي في وفاة مستشار محافظ شبوة الشيخ طالب السليماني    قيادي حوثي : "لا مجال للضغط على صنعاء فقد حسمنا أمرنا"    استون فيلا يضم لاعبا جديدا    ويليامز: نحن المنتخب الافضل في اليورو    طائرة حوثية مسيّرة تُثير الذعر في أجواء تعز    لودر: كارثة بيئية تلوح في الأفق مع غرق الشارع الرئيس بمياه الصرف الصحي وتهديد كارثة وبائية    "لم يتبقَّ سوى القمر والشمس لم يقعا بعد تحت أيديهم"..صحفي يسخر من الحوثيين لاختطافهم طيران اليمنية    صدمة كبرى ...مليشيا الحوثي تحتجز جثامين المرضى وتبيعها لعائلاتهم مقابل مبالغ مالية كبيرة    صورة التون خوسيه لاعب النصر السعودي السابق وهو يقرأ القرآن الكريم تثير تفاعلا كبيرا    عدن.. مواطن يشكو استمرار حبسه رغم صدور حكم قضائي ببراءته    أول تصريح للمجلس الرئاسي بعد بروز مخاوف من استغلال الحوثيين فتح الطرقات لإسقاط تعز ومارب    اكبر كذبة في تاريخ الاسلام    تحرك مهم ونوعي قد يقلب الأمور رأسا على عقب.. الحكومة تدعو الصين للتدخل والعودة إلى اليمن    الإرياني يكشف عن تنازلات قدمتها الشرعية قبل اختطاف الطائرات ويحمل المليشيات مسؤولية تعثر نقل آلاف الحجاج العالقين    تقرير للبنك الدولي يحذر من تأثيرات خطيرة لتصعيد الحوثيين على الاقتصاد الوطني    سعر الريال السعودي في عدن وحضرموت اليوم الجمعة 28 يونيو 2024    - صنعاء رسميا افتتاح مصنع للمرطبات باسم قوة أسد يعتقد انه مصنع كوكولا بينما الكبسي وسميره واخرون يرون انها حيلة للتهرب من المقاطعة وينشرون الدليل    اعتقال رجل أعمال عقب مداهمة مدرسة أهلية يملكها شمالي عدن    رئيس انتقالي لحج "الحالمي" يُعزّي في وفاة المناضل احمد محمد "حميدان"    هيئة بحرية: تلقينا تقريرا عن حادث على بعد 150 ميلا بحريا قبالة الحديدة غربي اليمن    روسيا: عودة الأمور إلى طبيعتها في البحر الأحمر مستحيلة بدون الاستقرار في المنطقة    مواهب قادمة بقوة تكتشف في البطولة المفتوحة الثالثة لألعاب القوى للأشبال بوادي حضرموت`    الدحابشه يحقنون شعب الجنوب العربي بمواد مسرطنة    "الأنا" والوطن    كارثة تضرب محافظة جنوبي اليمن ومئات المواطنين يتوافدون للمستشفيات وإطلاق مناشدة عاجلة    شاهد ..عشرات النساء اليمنيات يتجولن بالزي الشعبي اليمني بأحد الشوارع الأمريكية (صور)    الفلكي الجوبي: كويكب يقترب من الأرض.. وهذا ما سيحدث يوم غدٍ السبت    رفقاً بشبابنا الكبار!!    قوات دفاع شبوة تنعي استشهاد أحد جنودها الابطال في منطقة المصينعة    وفاة الشخصية الاجتماعية والإدارية "طالب محمد السليماني بعتق بشبوة    صفقة رابحة ....القادسية السعودي يضم قائد ريال مدريد    رعد قاتل يخطف حياة امرأة ويُشعل منزلاً في المحويت!    مأساة في مزرعة تعز: صاعقة رعدية تقتل 52 رأس غنم دفعة واحدة    شاب يقدم على الانتحار في عدن    الكشف عن أول تحرك يمني سعودي بشأن الحجاج العالقين بعد اختطاف الحوثي طائرات اليمنية    اختتام دورة الأطباء المؤثرين حول أهمية اللقاحات ضد شلل الأطفال    يشبه المسند اليمني.. السعودية تعلن عن اكتشاف نقوش ثنائية الخط يعود تأريخها للقرن الخامس الميلادي    وقفة مع كلام عبدالرب النقيب    عرض تمثال من آثار اليمن القديم للبيع    احتجاز أربع طائرات يمنية ومئات الحجاج عالقون في السعودية .. وإعلان لوزارة الأوقاف    التعليم في حضرموت قبل سنة 1967م (المعهد الفقهي بتريم)    الضالع تلحق الهزائم بالأتراك والزيود قبل 535 عام    طبيبة مشهورة في تعز تفقد حياتها جراء خطأ طبي: النقابة تفتح تحقيقاً وتطالب بالعدالة    احمد بن علوان وكرامة السلالة    الجعفري يشارك بمهرجان لودية الثقافي ويشيد بدور أبنائها بإحياء الموروث الشعبي بالشعيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عن فرص الحل السياسي في اليمن
نشر في براقش نت يوم 13 - 04 - 2018

في جنيف حاول مارتن غريفيث أن يبعث برسالة إيجابية حول خطواته الأولى كمبعوث خاص للأمم المتحدة إلى اليمن، فقال لحشد من الصحافيين بعد أن انفض اجتماع المانحين بأن طرفي النزاع مرحبان بالعودة إلى طاولة المفاوضات، معتبرا أنها خطوة كافية يُمكن البناء عليها من وجهة نظره.

قد تكون اللغة الدبلوماسية مطلوبة خاصة وأنها خطوات أولى للسيد غريفيث، ولكن لأنها الخطوات الأولى ولأنه السيد غريفيث، فإن عليه أن يدرك أن ما حدث منذ استلامه للملف اليمني الثقيل من المبعوث السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مثل مؤشرات سلبية يجب أن يُخضعها غريفيث لقراءات دقيقة ويتعامل مع ما حدث في لقاءه بالرئيس عبدربه منصور هادي في مقر إقامته بالرياض، وكذلك خلال زيارته الطويلة للعاصمة صنعاء.

فالطريق إلى السلام لن يمر عبر أمنيات ورغبات من جمعيات وأفراد يريدون للسلام أن يصل إلى بلد كاليمن، لم تكن فيه التجارب الدولية جيدة بمقدار ما هي سلبية على مدار عقود طويلة عرف فيها اليمن التدخل الدولي الذي فشل منذ تجربة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي في حرب صيف 1994 في أن يقود اليمن إلى السلام.

اليمن اليوم هو ضحية للتدخل الدولي المتمثل في عدم قدرة الأمم المتحدة على استيعاب الأزمة السياسية اليمنية، حيث شكلت المبادرة الخليجية (أبريل 2011) مدخلا ليس فقط للحل السياسي، بل لاستيعاب أن جوار اليمن هو الأكثر قدرة على احتواء الأزمة ولذلك كانت التهدئة سريعة والتعاطي مع المبادرة الخليجية إيجابيا في المرحلة الأولى، وحدث الخلل مع استكمال المبادرة بإضافة الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية والتي وضعت لاستكمال نقل السلطة وصياغة الدستور الجديد.

يعترف الخليجيون بأنهم تركوا الملف اليمني للأمم المتحدة التي فوضت جمال بنعمر للإشراف على تنفيذ الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، وشكل غياب الدول الإقليمية خطأ جسيما أدى في حقيقته إلى تفجر الصراع، وأخذت القوى المتصارعة من خلال إجراءات تنفيذ الآلية التنفيذية تحت مظلة مؤتمر الحوار الوطني الشامل والشعارات الفضفاضة تتحرك عسكريا وقبليا، حتى أنها تمكنت من تحويل مسار السلام إلى ساحة حرب مستعرة، فالذين مازالوا لا يريدون قراءة ما حدث في معركة عمران (يوليو 2014) لن يستطيعوا استيعاب أن الحل السياسي في اليمن لا يمكن أن يمر عبر هذه الأدوات التي أنتجت تلك المعركة التي كانت بوابة الانهيار الكامل لليمن.


فبعد أن أسقطت ميليشيات الحوثي مدينة عمران زارها الرئيس عبدربه منصور هادي وقال فيها “الآن عادت عمران إلى الدولة”، ليضع القارئ ما شاء من علامات الاستفهام، غير أن عليه استيعاب أن ما حدث كان مفتاحا لهذا الواقع ونتيجة لتمرير الأجندات التي لا تحمل نوايا صادقة تجاه السلام، وهي تكرر ما فعلته مرارا وتكرارا في انتهازية أطراف لا تريد السلام. ففي هذه الحرب كما كل حروب اليمنيين هناك تجار تتضخم ثرواتهم ويزداد نفوذهم السياسي والقبلي وثراؤهم المالي، إذن هذه الحرب هي جزء من إخفاقات توالت حتى وصل اليمن إلى واقع التشظي والتآكل كمؤسسات سيادية ووطنية.

بالنظر إلى الفترة الفاصلة بين 20 و26 مارس الماضي، فلقد التقى غريفيث الرئيس هادي في الرياض يوم 20 مارس، وتعهد هادي بالانخراط في عملية السلام، في ذات الوقت كان مندوب اليمن في الأمم المتحدة يسلم لمجلس الأمن الدولي مذكرة تتحدث عن مطالبة الشرعية للتحالف العربي بضرورة تسليمها السجون السرية في عدن وحضرموت، وتتنصل من ألوية القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب (النخبة الحضرمية والشبوانية والحزام الأمني)، وهذه نوايا طرف من أطراف النزاع تؤكد عدم وجود نوايا تجاه السلام.

وفي المقابل ومع وجود مارتن غريفيث في العاصمة صنعاء أطلق الحوثيون سبعة صواريخ باليستية تجاه أربع مدن سعودية (الرياض ونجران وجيزان وخميس مشيط) في جملة رسائل سلبية تُلغي كافة بياناتهم التي ترحب بالعملية السلمية وتعهداتهم بالانفتاح على الحلول السياسية، هذه المؤشرات التي قدمها طرفا الصراع ليست مجردة من نوايا مُبيتة ترغب في المزيد من جولات الحرب، طالما وهي تحقق مكتسبات لمصالحها حتى وإن كان ضحية ذلك الملايين من أبناء الشعب اليمني الذي ازداد إحباطا وتحول إلى مجرد أرقام يتم تداولها في التقارير الدولية، ويستخدمها طرفا الصراع في ابتزاز دول العالم والأمم المتحدة.

يتحدث التاريخ السياسي عن اتفاقية الطائف بين السعودية واليمن في 1934 التي كانت وستبقى مصدرا ملهما في معالجة الأزمات السياسية بأبعادها القبلية والاجتماعية، وعلى مارتن غريفيث ومعه الإقليم العربي الذي بذل الكثير من أجل اليمن أن يعيدا قراءة ما صنعه الفذ الملك عبدالعزيز آل سعود في احتواء اليمن وإطفاء جمرة النار التي كانت تحرق ما حولها، الحلول في اليمن تأتي من استيعاب أن اليمن جزء عربي وفي ضمّه لمحيطه حل لمعضلاته وأزماته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.