أقامت أحزاب اللقاء المشترك بالمدريات الوسطى بمحافظة أبين مهرجانا حاشدا في مدينة مودية صباح اليوم شارك فيه أكثر من ثلاثة آلاف مشارك. وألقيت فيه الكلمات التي نددت في مجملها بالأوضاع المتردية التي وصلت إليها البلاد من تدهور أمني ومعيشي أوصلت البلاد إلى حافة الإنهيار في ظل سلطة الحزب الحاكم وسياساتها الفاشلة. وفي كلمته الجامعة في المهرجان تطرق البرلماني "علي حسين عشال" عضو مجلس النواب عن الدائرة 122 مودية إلى الكثير من القضايا والهموم العامة وما يعانيه الشعب من مشكلات مركبة من الفوضى الأمنية والجرع السعرية المتعاقبة وضنك العيش، داعيا إلى تفعيل لجان الحوار الوطني لرؤية الحوار التي قدمها اللقاء المشترك وإثراءها من قبل القوى السياسية الحية في المجتمع للوصول بها إلى مرحلة التوافق الوطني كسبيل للخروج من الأزمات المتلاحقة التي تمارسها سلطة الحزب الحاكم على الشعب. وقال عشال في معرض كلمته "عندما نتكلم عن القضية الجنوبية فإننا جنوبيين حتى العظم، ولا يغني ذلك مزايدة أو رقص على الآلام وأوجاع الناس وجراحاتهم لأننا عندما نقول ذلك إنما ننحاز إلى قضايا الأمة ومشكلات الوطن ولا من باب اصطفاف مناطقي أبدا وحاشا لله أن نكون ولغين في مستنقع الجغرافيا المناطقية، ولكن لأن في الجنوب قضية حقيقية ينبغي أن توضع لها الحلول والمعالجات.. وينبغي أن يفهم الجميع أننا نقصد بأن تتم هذه الحلول وتلك المعالجات في إطار وطن يمني كبير يتسع لكل أبناء الشعب اليمني جميعاً. وأردف قائلاً: البعض يظن أن من يقول أنا جنوبي أنه انفصالي.. وتساءل قائلاً: من قال إن هناك حالة انفصام نكدة بين أن أكون جنوبياً حتى العظم منحازاً إلى قضايا عادلة ومشروع عادل لا يقبل المزايدة وأن أكون وحدويا حتى النخاع انحاز إلى قضايا الناس وهمومهم ومعاناتهم وفق رؤية وطنية راشدة تستوعب كل أبناء الوطن اليمني الكبير بعيدا عن التغريم والانزواء الذي لا يليق بأصحاب الدعوات السامية والهمم العالية الرفيعة. واختتم كلمته بالتأكيد على أهمية وضرورة النضال السلمي الهادف إلى تغيير الأوضاع نحو الأفضل وفق الرؤية الوطنية الشاملة التي ينبغي أن تجمع عليها القوى الوطنية الحية في المجتمع لإخراج الوطن مما يعانيه، موضحا بأن هناك اتجاهان يمارسان سلوك التدمير والهدم لا نؤيد الإتفاق مع أطروحاتهما وسلوكهما وأولهما سلطة بيدها القرار ولكنها متنكرة لكل شيء ولا تسمع لا طروحات الآخرين وهي سادرة في غيها لا ترعوي أبداً، والثاني مجموعة من الناس لا يملكون مشروعا سياسيا وليس لديهم أفق سياسي يريدون أن يهدموا المعبد على رؤوس الجميع وهذان الاتجاهان لا نلتقي معهما أبدا وهما الخطر الحقيقي على الوطن. أما السواد الأعظم من أبناء المحافظات الجنوبية فليسوا راضون عن الأوضاع الحالية وهم الأغلبية الصامتة التي تتراكم لديها الاحتقانات ومطلوب منهم اليوم أن يتحركوا وفق مشروع وطني شامل ونحن مع السواء الأعظم من الناس. حضر المهرجان عدد من قيادات وكوادر أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة أبين وعلى رأسهم الاستاذ محمد حسين عشال عضو مجلس الشورى وحشد كبير من المواطنين تجاوز لثلاثة آلاف مشارك. واختتم المهرجان ببيان ختامي ألقاه الأخ احمد السيد عيدروس عضو المجل س المحلي لمحافظة أبين عن الإصلاح، أكد فيه المشاركون على أن وحدة 22مايو 90م كانت منجزاً وطنيا كبيرا وخطوة عظيمة نحو بناء دولة النظام والقانون والعدل والمساواة ولكن هذا الطموح لم يدم طويلا فقد تفاقمت الأزمات في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخانقة في ظل إصرار سلطة الحزب الحاكم على ممارستها العدوانية ضد معظم القوى الوطنية وإقصاء وإبعاد الموظفين والعسكريين في المحافظات الجنوبية ودمرت المؤسسات الوطنية التي تحققت في الجنوب وأوجدت تمييزا مناطقيا ومواطنة غير متساوية. وأكد البيان على مشروعية وعدالة القضايا الجنوبية لمطالبها الحقوقية والسياسية مع كل القوى السياسية الوطنية لتحقيق أهدافها بالطرق السلمية، مشيدا بما توصلت إليه لجنة الحوار والتشاور الوطني من تقريب وجهات النظر فلا حل لمشاكل اليمن إلا بالحوار، موجها التحية إلى كل ضحايا النضال السلمي من شهداء وجرحى سقطوا في الضالع وردفان وعدن وجميع ساحات النضال السلمي. وأدان البيان الحصار الجائر على الضالع والقصف العشوائي للقرى ومداهمة منازل المواطنين وكذا سياسات الجرع السعرية وظاهرة الغلاء التي أرهقت كاهل الشعب اليمني، داعيا إلى ضرورة إتباع النضال السمي لانتزاع الحقوق والحريات ونبذل أساليب القمع والعنف والقتل خارج القانون والدستور، مطالبا في السياق ذاته بضرورة إبعاد القوات المسلحة والأمن عن المعترك السياسي والحزبي. واستنكر البيان الانتهاكات والاعتداءات على الحريات الصحفية وتسخير وسائل الإعلام الرسمية لخدمة الحزب الحاكم. واختتم البيان بالإدانة والاستنكار للعدوان الصهيوني على قافلة الحرية في عرض البحر، مطالبا الحكومات والشعوب العربية والإسلامية بدعم نضال الشعب الفلسطيني حتى يتم تحرير فلسطين.
