يزخر الوطنُ اليماني، رغم خذلانه، بكثيرٍ من الدعم «اللفظي» والتأييد «الشعاراتي»! وكي لا يكون الكلام على عواهنه؛ هاكم الأمثلة: • «أنصار الثورة» وحُماتها. • «أنصار الله». • «أنصار الشريعة». • «أنصار تقديم درء المفسدة على جلب المصلحة».
كما أننا غدونا نسمع عن «أنصار الدولة المدنية». و«أنصار حقوق الإنسان». وكذا «أنصار تطبيق المبادرة الخليجية» و«أنصار جمال بنعمر»!
كما أن بقية الجرحى «المخذولين والمغدور بهم»، صار لهم أنصار، فها نحن نسمع عن «أنصار الجرحى»!
المحزن في الأمر: أن ثمة مُسميات، بل وحركات وقوى تدعي وصلها بالنصرة، وما زال الشعب والوطن والثورة في خُذلان «من دون نصرة»!
فاللواء علي محسن الأحمر، أعلن أنه كان الرجل الأول في النظام الذي ثرنا عليه، وكذا أنه النصير الأول للثورة. بينما ماانفكت الثورة الشبابية الشعبية تشكو من خذلانها!
والأخوة الحوثيون أعلنوا أنهم «أنصار الله»، وكذا ما تفرع عن تنظيم القاعدة «أنصار الشريعة» بينما مازال «عباد الله» في اليمن مخذولين، وفي معانة مستمرة من الاستعمار والتدخل الخارجي، وطغيان الفساد الداخلي!
كما أن الأخوة «الإصلاحيين» كثيراً ما تملكتهم القاعدة الفقهية «درء المفسدة مقدمٌ على جلب المصلحة»»، فلا تم درء المفسدة ولا جلب المصلحة! أما «أنصار الدولة المدنية» فما انفكوا مشدودين ل«الدولة التقليدية»؛ فرغم شعارهم الحداثي، مازالوا تقليديي الفعل والسلوك!
أما من يدّعون ب«نصرة حقوق الإنسان» من المنظمات والمؤسسات، فالمُلاحظ تزايد حالات انتهاك الحقوق بتزايد عددها، وتكاثر بياناتها!
أما ما عُرف ب«بالتوافقيين والانتقاليين وأنصار المبادرة الخليجية»، فإن التوافق ما زال غائباً. كما أن بعض بنود المبادرة لم ترَ النور بعد! كما أن «المرحلة الانتقالية» على وشك تحولها إلى «مرحلة انتقامية»!
أما أنصار المبعوث الأممي «جمال بنعمر»، فما زالوا «على عهدهم» مُحكِمين له، وواثقين بجهوده، وجولاته المكوكية!
أما جهود «أنصار بقية الجرحى»، فلم تُكلل بالنجاح بعد. فرغم الوعود العديدة، مازال بعضهم يفترش «ساحة الحرية» أمام مجلس الوزراء! والجديد «الغريب» أن «الجلاد» قد استمرأ القيام بدور «أنصار الضحايا». فها هو يصرح بضرورة الاهتمام بالجرحى!
آهٍ: إنه عالمٌ يماني، يجيد «النصرة» اللفظية والشعاراتية، ويكتفي ب«القول وكأنه فعل»!
ختاماً: مازال تعويلنا على أحرارنا وحرائرنا كبيرا. حفظ الله يمننا وثورتنا من كل مكروه. وإنّ الله ل«ناصرنا» ولو بعد حين.